بعد إسقاط عضوية النائبين الفاضلين الدكتور جمعان الحربش والدكتور وليد الطبطبائي - بطريقة مؤسفة - ودعوة الحكومة إلى الانتخابات التكميلية، تسارع العديد من الأشخاص لتسجيل طلب ترشيحهم لخوض هذه الانتخابات.
وبدأ التنافس الشديد لاستقطاب الأصوات وخاصة التي كانت محسوبة على النائبين الحربش والطبطبائي.
واختلف موقف الناخبين تجاه هذه الانتخابات والمشاركة فيها، فمنهم من قرر عدم المشاركة اعتراضاً على الطريقة التي تم فيها إقصاء النائبين الفاضلين.
ومنهم من قرر المقاطعة ليأسه من أي تغيير أو إصلاح، خصوصاً مع وجود غالبية حكومية، تُمكّن الحكومة حتى من شطب الاستجوابات.
وهناك من قرر المشاركة لكنه محتار بين المرشحين، وأيهما يختار.
هذه الشريحة يتنافس على استقطابها المرشحون الجدد ومفاتيحهم.
هناك طرح بدأ ينتشر في المجتمع، وهو: «ابحث عن مصلحتك ودع عنك المبادئ لأنها ما تُوَكِّل عيش، وشوف لك أي واحد حكومي وبصّام، يخلص لك معاملتك، يرسل مريضك للعلاج في الخارج، ويشوف لابنك مكان في أحد الوظائف المرموقة، أو يدخل ولدك في كلية الضباط»... إلى آخر.
والمشكلة أن هذا الطرح بدأت عدواه تنتقل حتى إلى الطبقة المثقفة، والتي ينبغي عليها أن تكون الطليعة الرائدة في المجتمع في الدعوة إلى التمسك في الأخلاق والمبادئ!
يوم السبت المقبل 16 مارس سيصوت الناخبون، وأود أن أذكر الأخوة والأخوات بأن الصوت شهادة يسأل عنها المرء يوم القيامة، والمسلم يحرص ألّا يكون «شاهد زور» بتزكيته من لا يصلح.
والصوت أمانة فلا ينبغي خيانة الوطن، باختيار من يقدم المصالح الخاصة على المصالح العامة، ومن يرى الفساد أو المنكر ثم يغمض عينيه ويصم أذنيه ويلجم لسانه عن محاربة ذلك الفساد.
من أراد المشاركة فليحرص على القوي الأمين، لا الضعيف أو الخائن أو الراشي.
ورد في الحديث: «من استعمل رجلاً على عصابة - أي مجموعة - وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين».
إن سوء الاختيار إنما هو من الخيانة، وهي من علامات الساعة التي أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: «إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة»، قالوا وكيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: «إذا وُسّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة».
أخي الناخب وأختي الناخبة ستذهب للتصويت، ولا يعلم ما كتبت في الورقة إلا الله وملائكته الكاتبين.
هي ليست «شَخْطَة قلم» وإنما هي شهادة، والله تعالى يقول: «ستُكْتَبُ شهادتهم ويُسأَلون».
نسأل الله تعالى أن يوفق من يكون في فوزه صلاح للعباد والبلاد.
Twitter:@abdulaziz2002