إطلالة

ما وراء قمة هانوي!

تصغير
تكبير

الفشل الكبير الذي عصف بقمة هانوي في دورتها الثانية - المخصصة لبحث نزع اسلحة بيونغ النووية - كان متوقعاً، اذ لم يتم التوصل إلى أي اتفاق بين الطرفين، حيث انتهى اللقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري كيم جونغ أون على عجل، من دون أي قرار يذكر بسبب وجود خلافات شديدة حول عملية العقوبات والقوات الأميركية المتركزة في كوريا الجنوبية.
رغم ان الهدف المطلوب من القمة الأولى - التي انعقدت في سنغافورة في يونيو الماضي - لم يكن واضح المضامين لعملية التعهدات، أي أن اللقاء بقي تفسيره مبهماً بين الطرفين، وبالتالي فإن موضوع نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية يحتاج إلى تفسير أكثر حول هذه الصياغة، إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يرى أن أهداف القمة في هانوي كانت جيدة، رغم مغادرتهما من المكان قبل ساعتين من الوقت المحدد لهما!
فلا يزال الغموض يسيطر على أولويات جدول أعمال هذه القمة، بل وحتى على الموعد المقبل للقمة الثالثة، وترى أوساط مقربة من الحدث أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على كوريا الشمالية، بسبب برنامجها النووي والبالستي، ساعدت على تعثر عملية المحادثات الثنائية بين الجانبين.


وبالتالي لم يتم الاتفاق على شيء، وكأن مغادرة الاثنين هي سيد الموقف، بعد فرض الرئيس الأميركي ترامب آراءه في ان تتحلى كوريا الشمالية عن بعض المواقع النووية  الحساسة - وتحديداً المواقع التي يريدها مسؤولو الادارة الأميركية - مع عدم رفع كل العقوبات المفروضة.
يبدو ان الزعيم كيم جونغ أون ماض في إنشاء منشآت نووية جديدة في بلاده، ولا يتلفت إلى مسألة تفكيك بعض المنشآت النووية في موقع «يونغبيون» النووي، حيث هناك الكثير من المنشآت الحديثة التي يتم فيها تخصيب اليورانيوم بشكل سري، من دون الكشف عن تفاصيلها، إذ إن الزعيم الكوري الشمالي لم يكن مستعداً هذه المرة للخوض في المزيد من المحادثات عن السلاح النووي، رغم وجود منشآت نووية سرية ضخمة مختلفة تماماً من منشآت يونغبيون، ولم تدرج في كشف نظام الاسلحة النووية.
والجميع لاحظ عدم استئناف بيونغ يانغ في عملية تجاربها النووية او البدء في اقامة تجارب على الصواريخ الباليستية، كما أن هناك نية عن فتح مكتب تمثيلي دائم لكوريا الشمالية على الاراضي الأميركية وذلك لمزيد من الاطمئنان، إلا أن جميع المؤشرات الحالية تؤكد استحالة إقناع الزعيم كيم جونغ أون على تدمير ترسانته النووية، وهذا ما أدى إلى عدم التوصل لأي اتفاق أو إجراءات ملموسة.
توقع البعض من المقربين أن تسود قمة «ترامب - كيم» الثانية التفاؤل والنجاح لإيجاد نتائج إيجابية ملموسة إلا أن الأمر انتهى سريعاً بفشل ذريع، وهو ما يعني أن التراجع عن مطالب نزع السلاح النووي أصبح أمراً وارداً، وبالتالي يؤكد المحللون والسياسيون في واشنطن والعالم أجمع أن لهذه الاجتماعات أهمية كبيرة عند ترامب، لا سيما وأنه لن يتركها بل سيستخدم نتائجها للترويج لنفسه في حملته الانتخابية الرئاسية المقبلة عام 2020م.
ولكن في الوقت نفسه هناك توقعات تشير إلى أن إدارة ترامب لم تستطع تحقيق نتائج ملموسة، أو نجاح أكثر مما حققته الإدارات الأربع السابقة في هذا الشأن، كما استبعدت أيضاً مجموعة الشؤون الدولية CNA - وهي مجموعة بحثية في ولاية فيرجينيا الأميركية  -أن تتخلى كوريا الشمالية - برئاسة كيم جونغ أون - عن ترسانتها النووية، مهما كلف الأمر في هذا الوقت.
ولكل حادث حديث.

alifairouz1961@outlook.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي