جرياً على عادته السنوية بتكريم أحد المبدعين النابهين
ملتقى طالب الرفاعي ... توّج المسرحي سليمان البسام
- جاسم النبهان: البسام مخرج عالمي يحاكي كل شعوب العالم ... عبر طروحات مهمة
- سليمان البسام: بعد «الربيع العربي» شعرت بأن القناع الشكسبيري لم يعد مناسباً
كدأبه في لم شمل المبدعين، احتفى ملتقى طالب الرفاعي - أول من أمس - بالمسرحي سليمان البسام، تكريماً له وجرياً على عادة الملتقى الثقافي السنوية بتكريم أحد المبدعين النابهين في شهر فبراير من كل عام.
وقد شارك في تكريم البسام، كل من الفنان القدير جاسم النبهان بشهادة المخرج وإبداع الممثل، إلى جانب مشاركة الدكتورة ابتسام الحمادي بورقة توظيف الإرث الشكسبيري. كما سبق الأمسية تقديم المؤلفة الكويتية تغريد الداود لورقة عن مسرحية «النص» للراحل إسماعيل فهد إسماعيل.
بعد الترحيب بضيوفه، الأدباء والمثقفين والفنانين، قدم رئيس الملتقى الأديب والروائي طالب الرفاعي نبذة عن سيرة المسرحي القدير سليمان البسام، حيث سرد من خلالها أهم المحطات في مشوار المحتفى به، قبل أن يتناول الفنان جاسم النبهان طرف الحديث، مؤكداً أنه استفاد من تجربته مع البسام «وهو مخرج عالمي يحاكي كل شعوب المنطقة والعالم عبر طروحات مهمة حول أعمال شكسبير، وكان فيها مؤلفاً وليس مجرد مقتبس، حتى أصبح سفيراً للمسرح الكويتي في العالم كله». وتابع النبهان: «كما نجح في جمع توليفة رائعة من الفنانين من مختلف دول العالم. وعن البروفات وأجواء الكواليس، فإن البسام يتعامل كأحد أفراد الفرقة وبارع في إيصال الفكرة التي في ذهنه».
بدورها، قالت الأكاديمية الدكتورة ابتسام الحمادي إنها حصلت على الدكتوراه من جامعة القديس يوسف في لبنان عن رسالة بعنوان «الفضاء المسرحي للدراما الشكسبيرية». ونوهت إلى أن الجامعة لا تقبل بسهولة أي خطة للتسجيل، لكن حبها لشكسبير ورغبتها في تسليط الضوء على المسرح الكويتي كانا وراء حماستها لموضوع الرسالة وفوجئت بقبول الجامعة برحابة، وكذلك المشرفة على الرسالة ماري إلياس، مردفةً: «ربما لا يعرف الكثيرون أن البسام أول مخرج عربي يقدم عرضاً باللغة العربية على مسرح شكسبير العريق في بريطانيا». كما أشادت بتعاونها معه حيث أتاح لها فرصة حضور البروفات والزيارات الميدانية. ونوهت المتحدثة باتجاهين في معالجاتها الشكسبيرية عبر ثلاثية: مؤتمر هاملت، وريتشاد الثالث، ودار الفلك. الأول خاص بالإسقاطات السياسية والاجتماعية واستعمالها لنصوص شكسبير لعرض هموم المجتمع العربي وما يعانيه من تسلط وانقلابات. أما الاتجاه الآخر فيتمثل في ولعه بالفضاء المفتوح البعيد عن الرؤية التقليدية لخشبة المسرح، فهو مسرح حداثي يتحول من مكان إلى آخر حسب الفضاء المتاح.
بعدها، قام الروائي طالب الرفاعي بتكريم الفنان المسرحي سليمان البسام الذي ألقى كلمة مقتضبة عبّر فيها عن سعادته بأن يكون أحد الأعضاء المؤسسين للملتقى الثقافي، متطرقاً إلى المرحلة الشكسبيرية في مشواره والتي امتدت ما بين عامي 2001 و2012 قائلاً: «في هذه الفترة، مرّت المنطقة العربية بتحولات وظروف صعبة وانشغلت فيها بمفاهيم مثل علاقة العرب بالغرب، وبالإسلام، واستثمرت القناع الشكسبيري في معالجة هذه المفاهيم، ومدى إمكانية التحرر من المفاهيم الدينية المتشددة والسياسية المتسلطة، والخلاص من سلسلة الحروب والعنف والمجاعة التي نعاني منها».
وأضاف: «كنت محظوظا أن والدتي أجنبية، الأمر الذي ساعدني في الإطلاع على تراث شكسبير والأدب الإنكليزي عموماً. ومع بداياتي في المسرح، كانت لغتي العربية (مكسرة) ولا أنسى دعم مؤسسة عريقة لي هي دار الآثار الإسلامية بقيادة الشيخة حصة صباح السالم، حيث كنت عائداً للتو من لندن ففتحت لي فضاء دار الآثار الإسلامية من خلال مسرح الميدان وقتذاك».
أيضاً، عرج البسام على المرحلة الثانية في تجربته ما بعد الثلاثية الشكسبيرية، قائلاً: «شعرتُ بعد الثورات، وما يسمى بالربيع العربي، بأن القناع الشكسبيري لم يعد مناسباً، وتطلب الأمر إيجاد فضاءات أخرى متعلقة بالجمال والفن والحرية، لذلك توجهت إلى طريق آخر أصعب يعتمد على التأليف المباشر في أحيان كثيرة، كما لجأت إلى نصوص عتيقة مثل النص السومري في رثاء (مدينة أور) حيث بدأت العمل عليه وقدمت صياغة أولية له على مسرح اليرموك، وتم إنتاجه بالتعاون ما بين فرقتي والصندوق العربي للثقافة (آفاق) ومسرح ميونخ في ألمانيا حيث يعرض العمل هناك حالياً»، متمنياً أن يعيد تقديمه بصورته النهائية قريباً في الكويت.