رأي قلمي

هادئاً مبتسماً..!

تصغير
تكبير

فقد كانت الأدبيات السائدة في المجتمعات تركز على المزايا الأخلاقية مثل الاستقامة والتواضع والإخلاص والاعتدال والنزاهة والصبر والمواظبة والبساطة، وهذه السمات تؤكد أن هناك مبادئ أساسية للحياة الحيوية الفاعلة، وأن تحقيق أي نجاح حقيقي وليس مزيف متوقف على استيعاب هذه الأخلاق والالتزام بها.
وبعد فترة من الزمن تحولت النظرة الأساسية للنجاح من المزايا الأخلاقية إلى المزايا الشخصية حيث صار النجاح مرتبطاً بالمواقف والتصرفات والمهارات والتقنيات التي تسهّل التعامل بين الناس، وأصبح الإنسان الناجح هو الذي لديه القدرة على بناء علاقات اجتماعية ناجحة وواسعة، وله وضع ذهني إيجابي، وصار الدافع الأساسي للنجاح هو فن التأثير السريع، واستراتيجيات القوة، والمهارة في الاتصالات والمواقف الإيجابية.
لكل من يصف نفسه بأنه إنسان ناجح ويشار إليه بالنجاح، لا بد أن تسري مبادئه في كل خطوة بناء لأنها هي الضمان الوحيد لبقاء الناجح على طريق التقدم الحقيقي، أي أن المبادئ لا يوجد لها تاريخ انتهاء فهي صالحة بصلاح الإنسان الناجح ولطالما حافظ على طريق التقدم للإمام. الإنسان الناجح غالباً - إن لم يكن دائماً - يثير التفكير في تهيئة الوسائل والظروف المساعدة لبقائه على جادة النجاح، الإنسان الناجح يسعَ لمرضاة الله دائماً، ولا يساوم على مبادئه، يحاول أن يستحضر النية الصالحة في كل عمل يقربه من النجاح، ناجح في منزله أولاً قبل أن يكون ناجحاً خارجه، يستشير أهل الخبرة ولا يكتفي بتجاربه وخبرته، مخلصاً حازماً لكل شخص في حياته، يطوّر مهارة جديدة في كل عام يمر عليه، يخطط اليوم لأعمال الغد، يكون إيجابيا دائماً ومرتباً في شخصه وعمله، لا يخش الخطأ، ولكنه يخش الاستمرار عليه، يراقب ردود أفعاله، غالباً ما يكون هادئاً مبتسماً، يستمع ضعف ما يتكلم، دائماً يكون له أهداف مرحلية قصيرة، يفتح عينيه على الوقت جيداً ولا يمر دون فائدة، يخضع دوافعه لمبادئه ورغباته لإمكاناته المادية، يحاول أن يحسّن من وضع التنفل والتعبد لله، فكل هذه السمات وأكثر تمثل دستوراً للإنسان الناجح السبّاق للتقدم.



[email protected]
‏mona_alwohaib@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي