يقول الإمام الشافعي:
جزى الله الشدائد كل خير
وإن كانت تغصصني بريقي
وما شكري لها حمداً ولكن
عرفت بها عدوي من صديقي
كان احتلال الكويت من قبل رأس النظام العراقي المقبور صدام حسين، كارثياً بما تعنيه الكلمة، حيث أصبحت الأمة في فجر الثاني من أغسطس في العام 90 مذهولة من هول ما ترى وتسمع، هل نحن في حلم أم حقيقة؟... إنها الحقيقة المرّة التي تجرعها العرب وبكل أسى، كيف يطعن الأخ أخاه، كيف يقطع المرء يده اليمنى، التي كانت له خير عون وسند في أحلك الأيام والظروف؟
ولكن الله سبحانه وتعالى قيض للكويت وشعبها وقيادتها، أخاً عزيزاً، شهماً شجاعاً لا يهاب، إنه الملك فهد بن عبدالعزيز، الذي فتح بيته وبلده للقيادة الكويتية وشعبها، وجنّد كل ما تمتلكه المملكة العربية السعودية، من إمكانات ضخمة وجهود جبّارة، في سبيل تحرير الكويت، هذا التحرير الذي بزغ فجره في 17 من يناير 91 منطلقاً من أراضي المملكة العربية السعودية، فجر الانتصار الذي شعر به الكويتيون في الداخل والخارج.
تحرير تعهد به الملك فهد منذ اليوم الأول، حيث قال رحمه الله: «إما أن تعود الكويت، وإلا فلتذهب السعودية معها»، كلمات صادقة نابعة من قلب محب، لم يتوان لحظة عن نصرة أشقائه، وهذا ليس بغريب عليه، فقد كان رجلاً بأمّة، وكانت له الصولات والجولات المشهودة والفاعلة في نصرة القضايا العربية والإسلامية، منذ أن كان شابا يافعا، إلى يوم وفاته، ومهما قلنا في حق هذا الرجل فلن نوفيه حقه، داعين المولى سبحانه وتعالى، أن يجزيه خير الجزاء عما قدم لأمتيه العربية والإسلامية، وأن يبقي المملكة العربية السعودية، ذخراً وسنداً وعوناً للأمة.