اليوم... الذكرى الـ 120 لإبرام اتفاقية الحماية مع التاج البريطاني
مبارك الكبير... بصيرة ثاقبة للنأي بالكويت عن الصراعات الكبرى
مبارك الكبير
خالد الدويسان
مايكل دافنبورت
- نتائج مباشرة للاتفاقية:
- - مقاومة الأطماع العثمانية ومحاولات هيمنة السياسة الألمانية على الشرق الأدنى
- - رفض التنازل لألمانيا عن أراضٍ كويتية لجعلها نهاية خط سكة حديد برلين - بغداد
- السفير الدويسان:
- - لزيارة الأمير التاريخية إلى المملكة المتحدة الأثر الأكبر في تعزيز الروابط وتتويجها بلجنة التوجيه المشتركة
- - الكويت حظيت بمعاملة استثنائية بعد توقيع اتفاقية 1953 بين الشيخ عبدالله السالم والحكومة البريطانية
- السفير دافنبورت:
- - بريطانيا ملتزمة أكثر من أي وقت مضى بالتعاون الأمني والدفاعي مع الكويت
كونا - تحتفل الكويت والمملكة المتحدة اليوم بالذكرى الـ120 لاتفاقية الحماية البريطانية، التي أبرمت في عهد حاكم الكويت الراحل الشيخ مبارك الصباح (مبارك الكبير)، الذي أدرك بثاقب بصيرته مع تسارع الأحداث في المنطقة حينها حجم التهديدات على الكويت وسط صراع القوى الإقليمية والدولية.
وتمثلت التهديدات التي دعت الشيخ مبارك الصباح إلى إبرام الاتفاقية العام 1899 والتي ألغيت في 19 يونيو 1961، في أطماع الدولة العثمانية ومقاومة محاولاتها المتكررة للهيمنة على المنطقة، ودورها في دعم السياسة الألمانية في الشرق الأدنى آنذاك.
وعقب توقيعها اتفاقية الحماية، أصبحت الكويت في موقف قوي، وظهر ذلك جليا في رفض الشيخ مبارك الكبير التنازل لألمانيا عن أراض كويتية، لجعلها نهاية لخط سكة حديد (برلين - بغداد).
وبهذه المناسبة، يستعد البلدان الصديقان الكويت والمملكة المتحدة لإقامة احتفالية كبيرة في عاصمتي البلدين، حيث من المقرر أن تستضيف لندن احتفالية يشارك فيها كبار المسؤولين البريطانيين والكويتيين في منتصف العام الحالي.
وفي هذا الإطار، قال عميد السلك الديبلوماسي سفير الكويت لدى المملكة المتحدة خالد الدويسان لوكالة الأنباء الكويتية أمس، إن علاقات البلدين تزداد متانة وقوة عاما بعد آخر على الصعد كافة، مشيرا إلى أن هناك رغبة مشتركة لقيادات البلدين في تعزيزها ونقلها إلى مستويات أرحب، لتشمل كل أوجه التعاون.
وأكد أن زيارة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد للمملكة المتحدة العام 2012 كان لها أكبر الأثر في تعزيز روابط البلدين، لاسيما مع تتويج الزيارة التاريخية بإنشاء لجنة التوجيه المشتركة.
وذكر أن اللجنة ساهمت بفاعلية في تحقيق طموحات قيادات البلدين وتطلعات الشعبين، في حين توصلت اجتماعات اللجنة في فترة وجيزة إلى اعتماد قرارات مهمة أبرزها النظام الإلكتروني لتأشيرة الدخول الذي سهل سفر المواطنين الكويتيين إلى بريطانيا.
ووصف الدويسان العلاقات الكويتية ـ البريطانية بأنها ذات طابع خاص ترتكز على المصالح المشتركة والاستراتيجية التي تربطهما، مشيرا إلى أن أكبر بعثة ديبلوماسية كويتية في العالم موجودة في لندن، بعدد يصل إلى 44 ديبلوماسيا.
وبيّن أن عدد الكويتيين الذين يتلقون تعليمهم في المعاهد والجامعات البريطانية يصل إلى نحو 6700 طالب، علاوة على مئات الآلاف الذين يزورون مختلف المدن البريطانية سنويا، سواء للسياحة أو العلاج.
وقال إن هذه العلاقة المتميزة التي تعود إلى أكثر من 200 عام، توجت بمعاهدة الحماية التي وقعتها الحكومة البريطانية مع حاكم الكويت آنذاك الشيخ مبارك الصباح، وسمحت بتوفير الحماية للكويت من الأطماع الخارجية.
وأوضح أن العلاقة بين البلدين بعد الاستقلال لم يطرأ عليها أي تراجع بل على العكس استمرت في منحى تصاعدي على الصعد كافة.
وذكر أن الكويت واجهت الكثير من التحديات بعد استقلالها وكانت أشدها محنة الغزو العراقي عام 1990، حين تصدت بريطانيا آنذاك برئاسة رئيسة الوزراء الراحلة مارغريت تاتشر بقوة للاعتداء الغاشم وطالبت العالم باتخاذ موقف حازم تمثل بتشكيل تحالف عالمي لتحرير الكويت في زمن قياسي لم يتجاوز سبعة أشهر.
وعلى صعيد التعاون الاقتصادي أفاد الدويسان، بأن الكويت حظيت بمعاملة استثنائية لم تحظ بها كثير من الدول وذلك عندما تم إنشاء مكتب أول صندوق استثمار عربي في بريطانيا في مطلع خمسينات القرن الماضي.
وأوضح في هذا الصدد، أن مكتب الاستثمار الكويتي كان أول صندوق سيادي يحظى بمعاملة تفضيلية ممثلة بالحصانة السيادية، وهي عبارة عن صفة ديبلوماسية منحتها الحكومة البريطانية لمكتب الاستثمار، إضافة إلى الإعفاء الضريبي والتمتع بالخصوصية في الأعمال.
وأضاف أن هذه المميزات جاءت بعد توقيع الاتفاقية بين المغفور له أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم، والحكومة البريطانية في العام 1953.
وأكد أن دور المكتب لم يقتصر على تنمية الاستثمارات في بريطانيا، بل ساهم أيضا في تنمية الاقتصاد البريطاني، وتعدى ذلك إلى تعميق العلاقات السياسية، معتبرا المكتب أحد أهم المراكز الاستثمارية الرائدة في مجال العقار.
من جانبه، أعرب سفير المملكة المتحدة لدى الكويت مايكل دافنبورت عن سعادته البالغة باحتفال البلدين الصديقين والشريكين بالذكرى الـ120 لمعاهدة الحماية الموقعة العام 1899 تتويجا لعلاقات ديبلوماسية يزيد عمرها على مئتي عام.
وقال دافنبورت لـ«كونا»، إنه «شرف خاص أن يلقي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد (اليوم) كلمة في حفل استقبال ستقيمه وزارة الإعلام، بمناسبة الذكرى المهمة للبلدين».
وأضاف أن «المعاهدة ساهمت في أخذ العلاقات بين بلدينا إلى مستوى جديد، ومهدت الطريق لكي تتطور الكويت بشكل مستقل كدولة خليجية تجارية، تستفيد من الدعم والحماية البريطانية».
وأشار إلى أن بريطانيا والكويت وقفتا جنبا إلى جنب في مواجهة التحديات المشتركة، منذ أول انتشار خارجي للقوات الجوية الملكية في الكويت العام 1920، وفي العام 1961 لردع التهديدات العراقية إبان الأزمة العراقية الكويتية آنذاك، وكذلك قبل 28 عاماً لتحرير الكويت من العدوان العراقي.
وبين أن التزام بلاده باستقلال وسيادة الكويت ظل ثابتا، حتى بعد انتهاء اتفاقية الحماية العام 1961، مضيفا أن «بريطانيا ملتزمة أكثر من أي وقت مضى بالتعاون الأمني والدفاعي مع الكويت، لاسيما من خلال توسيع جهودنا المشتركة لمكافحة الإرهاب، والحفاظ على أمن رعايانا».
ولفت إلى أن الزيارة التاريخية التي قام بها سمو الأمير للمملكة المتحدة، كللت بإنشاء مجموعة التوجيه المشتركة كإطار لتعميق وتوسيع التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وذكر أن هذا التطور سمح بارتفاع عدد المبتعثين الكويتيين للدراسة في بريطانيا، فيما بلغ حجم الاستثمار الكويتي مستويات قياسية، في حين تتخذ التجارة الثنائية منحى تصاعديا ثابتا، مؤكدا من جانب آخر أن الكويت شريك مهم لبريطانيا في مجلس الأمن.
«الإعلام»: الاتفاقية أسست لعلاقات نموذجية بين بلدين وشعبين صديقين
قال وكيل وزارة الإعلام المساعد لقطاع الأخبار والبرامج السياسية محمد بن ناجي، إن العلاقات الكويتية ـ البريطانية راسخة ومتميزة عبر تاريخ البلدين، منذ توقيع الشيخ مبارك الصباح، اتفاقية الحماية مع بريطانيا في 23 يناير 1899، والتي تمثل نموذجاً للعلاقات الثنائية بين الدول.
وأضاف بن ناجي في تصريح، بمناسبة مرور 120 عاماً على تأسيس العلاقات الكويتية ـ البريطانية، إن علاقات البلدين والشعبين اتسمت طوال الفترة بترسيخ مبادئ المصالح المشتركة، والتي أكدتها الأحداث التاريخية التي تعرضت لها الكويت، بدءاً من استبعاد إمارة الكويت من خريطة تقسيم مناطق النفوذ البريطاني الفرنسي للمنطقة العربية، والمعروفة باتفاقية سايكس بيكو، حفاظاً على استقلال إمارة الكويت من التبعية لأي نفوذ أجنبي، وهو ما أكدت عليه اتفاقية الحماية، التي منحت حاكم الكويت آنذاك الشيخ مبارك، كامل الحرية والصلاحية في إدارة دفة حكم الإمارة، دون أي تدخل خارجي، ومروراً بالموقف البريطاني المساند لدولة الكويت إبان أزمة تهديدات عبدالكريم قاسم، بعد إلغاء اتفاقية الحماية وإعلان الاستقلال 1961، وانتهاء بالوقفة الشجاعة للمملكة المتحدة ضد جريمة الغزو العراقي الغاشم 1990 ومشاركة المملكة المتحدة في حرب التحرير 1991.
وذكر أن العلاقات الكويتية ـ البريطانية ممتدة عبر تاريخ البلدين، حتى قبل عام 1899، حيث في العام 1775، تم تحويل طريق البريد الانكليزي القادم من الخليج العربي، من البصرة والزبير إلى الكويت، وأيضاً انضمام الكويت للاتفاقية البحرية التي دعت إليها بريطانيا العظمى في ابريل 1841، للعمل على إشاعة الأمن في منطقة الخليج ومحاربة القرصنة، كما أشار الى أن قيادة البلدين، ومنذ العام 1899 حرصت كل الحرص على تنمية وتطوير مجالات التعاون، من خلال الزيارات المتبادلة طوال العقود الماضية، والتي أكدتها زيارة الدولة لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد للمملكة المتحدة عام 2012، وما حققته من نتائج ترسم طريق تلك العلاقات النموذجية في الألفية الثالثة، وايضاً تشكيل اللجنة المشتركة الكويتية ـ البريطانية، لتساهم بشكل مباشر في توثيق العلاقات في كل المجالات.
فيلم وثائقي وبرامج وتقارير باللغتين
أعد قطاع الأخبار والبرامج السياسية في وزارة الإعلام، خطة برامجية خاصة، تواكب الاحتفال بمرور 120 عاماً على تأسيس العلاقات الكويتية ـ البريطانية، في مقدمتها إنتاج فيلم وثائقي، يرصد محطات العلاقات الكويتية ـ البريطانية، منذ عام 1899 وحتى الآن، سيتم عرضه بهذه المناسبة، إلى جانب إنتاج مجموعة من البرامج والتقارير الإذاعية والتلفزيونية المصورة، باللغتين العربية والإنكليزية، سيتم بثها طوال اليوم، احتفاء بتلك المناسبة.