من أروع الأخلاق التي يتجمل بها الإنسان ذكراً أو أنثى هو خلق الحياء.
وهو الخلق الذي يمنع صاحبه من فعل القبيح.
المتأمل لبعض الفئات في المجتمع يجد أنها بدأت تتخلى عن هذا الخلق الراقي.
فالحياء أجمل ثوب تكتسي بها المرأة لكننا - نأسف - عندما نرى البعض منهن قد خلعت مثل هذا الرداء!
في السابق كان من الغريب أن ترى سيجارة في فم امرأة، واليوم لم يقف الأمر عند السجائر وإنما تعدّاه إلى تدخين النرجيلة «القدو» وفي الأماكن العامة، وربما نفثت دخان نرجيلتها في وجوه القريبين منها!
في السابق كان صوت المرأة عورة ولا تكاد تسمع صوتها، واليوم تسمع صوت ضحكتها وقهقهتها من آخر الممر!
تطور نزع الثياب والتخفيف منه عند بعض النساء، حتى أصبح بالكاد يغطي العورة المغلظة!
وأصبح البحث عن لباس الشهرة في المناسبات أولوية عند بعض الفتيات حتى ولو على حساب الحياء والستر!
كان تَعرُّف الفتاة على رجل أجنبي ومغازلته عمل مرذول، لو علم به الأهل لأُريقت من أجله الدماء دفاعا عن الشرف، واليوم تساهل البعض لدرجة السماح لـ«البوي فرند» بزيارة الفتاة في بيت أهلها!
في السابق كان الشخص يعمل فاحشته في الخفاء كي لا يعيّر بها، واليوم أصبح يفاخر بها بين الأقران!
ظهور بعض الإعلاميات أوالمشتغلات بالفن بملابس فاضحة جعلت - حتى الليبرالي الذي يدعو إلى الحرية - يستهجن مثل ذلك اللباس! لأنه خرج عن نطاق الفطرة البشرية التي جُبِلت على الحياء والستر.
من صور خلع الحياء، الذي أخذ يظهر في العلن تصوير بعض الذكور مع الزوجة أو الصاحبة بأوضاع غير لائقة، ونشر ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي!
جاء في الحديث: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ماشئت».
ويقول الشاعر:
إذا قلَّ ماء الوجه قلَّ حياؤه
ولا خير في وجهٍ إذا قلَّ ماؤه
حياؤك فاحفظه عليك فإنما
يدلُّ على فضل الكريم حياؤه
وأما فقدان الحياء السياسي، فأصبح من صوره مفاخرة البعض بأنه ذنب لسين أو صاد من المتنفذين.
ومن أشكاله تقلب البعض في المواقف، من التأييد لقضية إلى معارضتها، ومن المدح في شيء إلى التحول إلى القدح فيه ومهاجمته! لا لقناعة شخصية وإنما بحسب تغيرموقف المعازيب!
بل من فسخ الحياء السياسي، اعتراف البعض باستلامه هدايا وأموال من أجل اتخاذ موقف ما!
من قلة الحياء تخلي السياسي عن مبادئه، من أجل مصالحه، وبيع زملائه، من أجل منافعه.
أخيراً غرس قيمة الحياء مسؤولية الجميع بدءاً بالوالدين، ثم تتبعهم بعد ذلك وزارة التربية بمؤسساتها، ووزارة الأوقاف بمنابرها، ووسائل الإعلام بشتى أنواعها، وجمعيات النفع العام بفروعها.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «الحياء شعبة من الإيمان».
Twitter: @abdulaziz2002