رسالتي

فوق الرصيف!

تصغير
تكبير

قبل فترة مررت بإحدى الجمعيات التعاونية، واستوقفتني مشاهدة إحدى السيارات الشبابية، والتي قام صاحبها بإيقافها فوق الرصيف، ليعوق طريق المشاة، في الوقت الذي كانت تتوافر فيه العديد من المواقف الفارغة في مواقف السيارات، ولم تكن تبعد عنه سوى بضعة أمتار!
فقمت بتصوير السيارة وطريقة الوقوف الخطأ، ثم نشرت ذلك عبر حسابي في «تويتر» - بعد إخفاء أرقام لوحة السيارة - وطرحت سؤالاً على المتابعين الكرام عن السبب وراء هذا التصرف - بحسب اعتقادهم - وما هو العلاج لمثل هذا السلوك؟
وقد سعدت بتفاعل المتابعين ومشاركاتهم سواء التي نتفق أو نختلف معها.


وكان من بين التعليقات أن السبب حسب تعبيرهم: قلة ذوق، قلة أدب، من باب خالف تُعرف، «هياط»، من أمن العقوبة أساء الأدب، هذه تصرفات الجيل الجديد الذي يريد لفت الأنظار، اللامبالاة، أن الواسطة فوق القانون.
وقال أحدهم: «مجتمعاتنا للأسف تُعاني مرضا نفسيا فتاّكا، وهو عدم احترام القانون، وانعدام الانضباط السلوكي، وسببها نقص في تربية الأسرة والتعليم، وعدم وجود قوانين رادعة لمثل هذه الأفعال».
وكانت هناك تعليقات غريبة وطريفة من مثل: التمس له سبعين عذرا، هذا واقف عند رصيف الجمعية وشهّرت فيه شلون لو عند بيتكم!
وبعضهم علق: فاضي أنت! وقال آخر: هذه مخالفة بسيطة ابحث عن أصحاب المخالفات الجسيمة.
في اعتقادي أن ما ذكره المتابعون هو تعبير حقيقي عن أغلب الأسباب التي تكمن وراء هذا التصرف، وأكاد أجزم بأن صاحب هذه التصرف لا مانع لديه من ارتكاب مخالفات أخرى، كالوقوف في أماكن الممنوع، أو المواقف المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، أو الدخول عكس السير، وقد يرتكب مخالفات جسيمة كتجاوز الإشارة الحمراء، أو القيادة بسرعات جنونية.
بلا شك أن المخالفات المرورية تحتاج إلى علاج وتوعية تتضافر فيه جهود الجميع ، بدءاً من الأسرة في توعية أبنائها وبناتها، وأن يكون الوالدان القدوة في التزام أنظمة المرور، ثم قيام وزارة التربية عبر مؤسساتها ومناهجها بالتوعية المرورية، وأن تقوم وزارة الداخلية بحملات إعلامية للتحذير من مخاطر المخالفات المرورية، وأن تبادر المؤسسات الإعلامية من باب الحس الوطني والأخلاقي، ببث رسائل إعلامية توعية.
ومما أعجبني تخصيص وزارة الأوقاف لإحدى الخطب للحديث عن الآداب المرورية، والتوجيه الشرعي لأهمية الالتزام بها.
وكم أتمنى لو يقوم الناشطون في وسائل التواصل بحملة إعلامية للتنبيه إلى أهم المخالفات المرورية والتي قد تعرض الأرواح والممتلكات للهلاك والإتلاف.
كانت هناك عدة مقترحات من المتابعين لعلاج مثل هذا التصرف الخاطئ، تركز معظمها على تشديد العقوبات، وبعضهم قال: «إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن».
نتمنى السلامة للجميع، ونقول للأخوة المواطنين، كما تلتزم بقواعد المرور في الخارج، فالأولى أن تلتزم بها في بلادك، وأما الأخوة المقيمون، فنتمنى أن تكون سفيراً مشرّفاً لبلدك.

Twitter: @abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي