خواطر قلم

المعلمون السوريون... وفزعة وزير التربية

تصغير
تكبير

وصلتني رسالة كريمة من أحد المعلمين السوريين ممن أفنوا شبابهم في خدمة أبناء الكويت تعليماً وتوجيهاً وتربية، وقد آلمتني كلماتها بسبب عدم إعادته وآخرين من أهلنا السوريين العاملين في حقل التعليم، وإعادة آخرين تنطبق عليهم ذات أسباب الإقالة من وزارة التربية.
وآمل من وزير التربية الرأفة بحال المتبقي منهم وإعادتهم إلى وظائفهم، ما دام الاحتياج لهم قائماً وهم أولى الناس نظراً لما تعانيه بلادهم من ويلات الحرب الأهلية وفقدان الأمان.
لقد أعطونا زهرة شبابهم وأجمل مراحل أعمارهم، ألا يستحقون منا الوفاء بعدما تكالبت عليهم الدنيا وأصاب بلدهم التناحر والقتال؟!


وهذا نص الرسالة الموجهة لأخي معالي وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور حامد العازمي:
السيد المحترم وزير التربية وزير التعليم العالي،،،
تحيّة طيبة وبعد...
نحن مجموعة من المعلمين السوريين ممن أمضوا كل حياتهم يعملون معلمين في هذا البلد الطيب، ولقد تفاجأنا بإنهاء خدماتنا لتجاوزها الـ34 سنة رغم إننا لم نصل إلى السن القانونية لإنهاء الخدمة، ولما طلبنا التمديد لنا أسوة بزملاء سوريين مثلنا، تفاجأنا مرة أخرى أن الوزارة قدمت أسماءنا إلى ديوان الخدمة المدنية تحت بند الإحلال، رغم أننا لا تنطبق علينا سياسة الإحلال، حيث لا يتوافر بديل وطني عن التخصصات التي نشغلها في الوقت الراهن.
وقد كان عددنا 85 معلماً ولم يبق منا إلا 40 معلماً ومعلمة تقريباً بعد أن أعيد قسم منا إلى عملهم وقسم منا ممن سمحت لهم الظروف غادروا وبقي من لا يستطيع العودة ممن فقدوا كل شيء حتى منازلهم. وقد كنا نأمل أن تنصفنا وزارتنا وتطبق علينا رحمة القانون ولينه كما طبقته على زملائنا السوريين الـ55 معلما الذين هم أكبر منا سنا وأكثر منا في سنوات خدمتهم، وأن تستثنينا من بند الإحلال الذي لم يطبّق على زملائنا الـ55 الذين بلغوا سن الـ65 بل وتجاوزوها، وذلك مراعاة لظروف بلادنا كوننا سوريين وتشملنا رعاية بلدكم الطيب.
والجدير بالذكر، أن كل مناشداتنا المتكررة منذ أكثر من ثلاثة أشهر باءت بالإخفاق، ورغم موافقة ديوان الخدمة على الاستعانة بخبراتنا بناء على طلب الوزارة إلا أن هذه الموافقة رفضت في الموارد البشرية بسبب بند الإحلال، والذي لا يشملنا أصلاً رغم أن السيدة وكيل الوزارة للتعليم العام السابقة أصدرت قرار استثناء لبعض السوريين، رغم أنهم ضمن سياسة الإحلال بشكل واضح وسبب الاستثناء ظروف بلدهم سورية ولدينا كشوف بأسمائهم.
ولهذا فقد رفعنا مناشدتنا إلى معاليكم بعد أن ضاقت علينا الأرض بما رحبت وأبناء بعضنا من دون مدارس حالياً والبعض شارفت إقامته على الانتهاء ولا أحد سواكم بعد الله تعالى يستطيع إنصافنا ومساواتنا بزملائنا، ويراعي أوضاعنا وظروف بلادنا.
وإننا نأمل من معاليكم استثناءنا ولو لعام واحد تحت أي بند ترونه مناسباً، ريثما نتمكن من ترتيب أوضاعنا وأوضاع عوائلنا الحياتية.
مع خالص الشكر والتقدير والعرفان بالفضل لسيادتكم متمنين لكم موفور الصحة والسعادة، وللكويت التقدم والازدهار.
وحفظكم الله وحفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
انتهت الرسالة على ما في مضمونها من ألم لأكارم أفنوا شبابهم في تعليم أبناء الكويت، وقد تنكبت لهم الدنيا وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، لظروف أمنية قاهرة في بلادهم تحول دون عودتهم بأمان وسلام، لذا فإني أناشد الأخ وزير التربية وزير التعليم العالي النظر في مناشدتهم بروح الأب الحريص على أبنائه، وإنهاء مأساتهم باتخاذ القرار المستحق بإعادتهم إلى مقار أعمالهم في سلك التعليم الذي لا يجيدون عملاً سواه.

@mh_awadi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي