رسالتي

الغدر !

تصغير
تكبير

ورد في الحديث القدسي فيما يرويه النبي عليه الصلاة والسلام عن ربه، أن الله تعالى يقول: «ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة» - وذكر من أولهم - «رجلٌ أعطى بي ثم غدر».
الغدر والخيانة هي صفة لأحقر الناس وأجبنهم وأضعفهم، يلجأ إليها كل من عجز عن مواجهة الخصم.
ولذلك عدّ رسولنا الكريم من صفات المنافق أنه «إذا عاهد غدر».


لقد تبرأ عليه الصلاة والسلام من كل غادر فقال: «أيما رجل أمّن رجلا على دمه ثم قتله، فأنا من القاتل بريء وإن كان المقتول كافراً».
ما أعظم الإسلام، الذي ينهى عن الغدر حتى ولو كان الطرف الآخر غير مسلم، لذلك جاء في الحديث: «ألا من قتل نفسا معاهدا له ذمة الله وذمّة رسوله فقد أخفر - أي نقض عهدا - بذمة الله فلا يُرِح رائحة الجنة».
ومن يغدر يأتي مفضوحا يوم القيامة «من أمّن رجلا على دمه فقتله، فإنه يحمل لواء غدر يوم القيامة».
إنه ليس من الرجولة ولا البطولة أن تغدر بخصمك، ولو كان عدوا كافرا، ولذلك كان من وصايا الرسول عليه الصلاة والسلام للصحابة في الحروب: «اغزوا ولا تغلّوا ولا تغدروا».
لقد عُرِف بعض أعداء الإسلام بغدرهم وخيانتهم، كما فعلت قريش بإعانتها لقبيلة «بكر» في الغدر بقبيلة «خزاعة»، التي كانت حليفة للمسلمين، وكان ذلك سببا في نقض صلح الحديبية، وتبعه فتح المسلمين لمكة.
وغدرت اليهود بالرسول عليه الصلاة والسلام يوم فتح خيبر حين قدمت له يهودية شاة مسمومة فأكل منها، وبقي أثر السم في جسمه إلى يوم وفاته.
وغدر الصرب بالمسلمين في حرب البوسنة، وما تزال مجزرة سربينيتشا حاضرة في الأذهان.
ولذلك كان الأولى بالمسلم أن يتجنب هذا الخلق الدنيء ويتذكر بأن الله تعالى لا يحب الخائنين، ولا كل خوّان أثيم.
وليعلم كل غادر وخائن أن عقوبة غدره ستعود عليه عاجلا أم آجلا، وسيُسقى بالكأس التي سقى بها غيره.
جاء عن بعض السلف: «كم أوقع الغدرُ في المهالك مِنْ غادِر، وضاقت عليه من موارد الهلكات فسيحات المصادر، وطوّقه غَدْرُهُ طَوْق خِزيٍ، فهو على فكّه غير قادِر».

Twitter:@abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي