وجع الحروف

حاجات الناس... عسلك الله!

تصغير
تكبير

اعتادت العرب أن تسمي ما تستحليه بـ «العسل» وكثيرا ما نسمع قول «عسل» عن كل عبارة تعجبنا أو سلوك يروق لنا... فمن أين أتت هذه التسمية؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله عز وجل بعبد خيراً عسله? قيل: وما عسله؟ قال: يفتح الله عز وجل له عملا صالحا قبل موته? ثم يقبضه عليه». وجاء في التفسير إن كلمة «عسله» تعني طيب ثناءه? جعل له العمل الصالح ثناء طيبا كالعسل? ومن فوائد الحديث? أخذ بعضهم عبارة الثناء «عسلك الله»? وأن من نعم الله عليك أن تكون عندك حاجة تقضيها للناس? فقضاء حاجات الناس مأجور عليها.
ولنا للاستدلال على هذا? ببيتي شعر من أقوال الإمام الشافعي رحمة الله عليه تجسد أسمى القيم في العلاقات الإنسانية:


وأفضل الناس ما بين الورى رجل
تقضى على يده للناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
ونفهم من هذا أننا في الكويت أمام قيادات مسؤولة عن تلبية حاجات الناس وأفراد تختلف مواقعهم وصفاتهم، يحاولون قدر إمكانياتهم أن يوصلوا الحق لأصحابه.
نحن هنا? في الوسط الإعلامي الكويتي? نفهم معنى الحرية المسؤولة ولا نطبقها لأن كثيرا من أحبتنا تحركهم المصالح وهوى الأنفس، وبعض القياديين يظنون أن كل ما يكتب من نقد يعد «تهجما»عليهم... قد لا يعجبك عرض البعض لسبب أو لآخر: فلم لا تأخذ المضمون «عسلك الله».
ما نريده لا يتعدى حدود قول «عسلك الله» عندما تكون الأقوال أساسها حاجات الناس.
الحديث عن القصور الإداري بحدود الأدب في العرض، إنما هو نقد مباح ما دامت المصلحة العامة هي الهدف المشترك بين مهمة القيادي والكتاب والمغردين والجهات الرقابية.
لا تسئ لنفسك ولا للآخرين... اجعل حد الاحترام فاصلاً بين هوى نفسك ومصلحتك من جهة، وبين نقدك البناء من الجهة الآخرى.
الذي يجمعنا هو الكويت ومصلحة عمل مؤسساتها التي تخدم مواطنيها? مقيميها وكل طرف له علاقة في إيصال حاجات الناس المستحقة.
الزبدة:
إذاً? هناك علاقة وثيقة بين حاجات الناس وقول «عسلك الله»... ونحن هنا نريد الجميع أن يدرك أهمية الحاجة لقول وعمل يبقى شاهداً على عملك الصالح حتى بعد رحيلك.
نريد الخير للجميع? ندفع بالتي هي أحسن وإن مسنا الضر والخطأ من الآخرين... فكل ما تقوله أو تفعله يبقى في ميزان عملك ولهذا السبب كتبنا هذا المقال لعل وعسى أن ندرك الحاجة للأعمال الصالحة «أداء الأمانة» وقضاء حاجات الناس من تعليم? صحة? سكن? طرق بدون زحمة وأنفس خالية من الشوائب.
كل ما نحتاجه لا يتعدى الوقوف أمام الأخطاء الماضية والاعتراف بمكامن الخلل والخطأ المتكرر? ومن ثم نعقد النية الصادقة لإصلاح ذوات أنفسنا وإجراء تعديلات جذرية تقرب الصالح وتبعد المقصر أو من هم دون المستوى.
هنا تأتي الحاجة إلى إعادة تقييم وضع القياديين ومعشر النقاد لإجراء عملية مسح شاملة لما يكتب ويبث للوصول إلى مخرج إصلاحي شامل يوصل إلى قول «عسلك الله» للجميع... والله المستعان.
[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي