استحضرت «حلاق إشبيلية» و«بحيرة البجع» مع «حفل تنكري»

«الأرميني القومي للأوبرا والباليه» ... غمرت موسيقاها «مركز جابر الثقافي»

تصغير
تكبير

تتواصل أنشطة الموسم الثقافي الثاني، لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، بعد أن مدّ جسوره الثقافية، لتسطع كل الحضارات والفنون العالمية، هنا في وطن النهار.
ففي أمسية مليئة بالمشاعر والأحاسيس المرهفة، تحملها الموسيقى الكلاسيكية لأشهر الموسيقيين في العالم، أحيت فرقة «المسرح الأرميني القومي الأكاديمي للأوبرا والباليه» المكونة من 52 عازفاً وعازفة، على آلات مختلفة مثل «الكمان، فيولا، التشيللو، الكونترباص، الفلوت، الكلارينت، الباسون، البوق، الترومبيت، الإيقاع، البيانو»، وبقيادة المايسترو قنسطنطين أوربيليان، الذي انطلق في عالم الموسيقى والعزف منذ كان في الحادية عشرة من عمره، إذ شرع بالعزف على آلة البيانو مع «أوركسترا سان فرانسيسكو السيمفوني» فأُطلق عليه وقتذاك «الطفل النابغة».
الفرقة التي أسرت بدفء موسيقاها الجمهور الكويتي، ولامست المشاعر والأحاسيس بكل رقة، استهلت حفلها - أول من أمس - بمقطوعة بعنوان «آين كلاين ناخت ميوزيك» التي تنتمي إلى أوركسترا الحجر، حيث كتبها المؤلف الموسيقي النمسوي فولفغانغ أماديوس موتسارت في العام 1787 لكنها لم تُنشر حتى العام 1827 أي بعد وفاته بأكثر من 25 سنة، وقد نشرها المؤلف الموسيقي يوهان أندريه، وباعتها أرملة موتسارت في العام 1799 ضمن مجموعة كبيرة من أعماله، فكانت بذلك انطلاقة موفقة ورائعة استطاعت أن تجذب الجمهور المتعطش لسماع المزيد، والانسجام في موسيقاها التي تحلّق بالمستمع في فضاء الرومانسية والخيال.


فور انتهاء القطعة الموسيقية، نال أعضاء الفرقة تصفيقاً حاراً، لينطلقوا بعدها في رحلة موسيقية جديدة، مع مقطوعة أخرى للمؤلف الموسيقي وعازف البيانو الألماني فيلكس مندلسون بعنوان «كونشيرتو الكمان في سلم مي الصغير»، حيث تخللها عزف منفرد على آلة الكمان للعازف كارين شاغالديان. وتعتبر هذه المقطوعة من أكبر أعمال مندلسون، كما تشكل إحدى أشهر الأعمال التي جرى عزفها على هذه الآلة وأكثرها شعبية. وعلى الرغم من أن الكونشيرتو مُؤلّف بشكل تقليدي ويحتوي على ثلاث حركات «سريع، بطيء وسريع» فإنه يعد من القوالب الموسيقية التي تضمنت تجديداً بارزاً مقارنة بمؤلفات ذلك العصر.
وبعد ذلك الجمال كله، حظي الجمهور الكويتي بفترة من الراحة، قبل العودة مرة أخرى إلى القاعة، تمهيداً لتلقي جرعة موسيقية ثانية من شأنها أن تروي القلوب العطشى، فكانت الانطلاقة مع افتتاحية أوبرا «حلاق إشبيلية»، المكونة من فصلين، والتي وقّع موسيقاها الإيطالي جواكينو روسيني عن نص إيطالي كتبه تشيرازي ستيربيني، استوحاه من الكوميديا الهزلية التي كتبها الفرنسي بيير بومارشيه في العام 1775.
بعدها، قدم أعضاء الفرقة مقطوعة بعنوان «بحيرة البجع»، تبعتها برقصة بولندية من أوبرا «يوجين أونيغين» ثم افتتاحية «البحيرة» من باليه «بحيرة البجع». أيضاً، عزفت الفرقة، المقدمة الموسيقية والمنظر الأول من باليه «بحيرة البجع» التي قام بتأليفها جميعاً المؤلف الموسيقي الروسي بيتر إليتش تشايكوفسكي، الذي ينتمي إلى العصر الرومانسي.
في غضون ذلك، تألق أعضاء الفرقة في العزف الأخاذ لرقصة عربية من باليه «كسارة البندق» التي ألفها تشايكوفسكي أيضاً، والتي تعتبر من أشهر أعمال الباليه منذ ستينيات القرن الماضي، حتى باتت تعرض على جميع مسارح الأوبرا في العالم، كما تعد آخر باليه قدمه تشايكوفسكي من بين أعماله الثلاثة الأخيرة.
ومع حماسة الجمهور الذي لم يكف عن التصفيق، بعد كل معزوفة موسيقية ملهمة، استمر أعضاء المسرح الأرميني القومي بتقديم الأعمال الخالدة في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، حتى حانت اللحظة المرتقبة لمتتالية «حفل تنكري» تلتها بموسيقى ليلة هادئة «نوكترون» وموسيقى «فالس».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي