حفارة الذهب

ليس هناك مرادف عربي لكلمة «gold digger» سوى ترجمة العم جوجل العظيم حفار او حفارة الذهب، وتصف الخالة «ويكيبيديا» المصطلح المنافي لعاداتنا وتقاليدنا بأنه العلاقات العاطفية التي تقام في سبيل الحصول على الأموال في حدها الأقصى!
ولنركز على كلمة عاطفية والمرأة الذهبية كنموذج - تنجذب لا شعوريا للمال - فهي ترى الذي يمتلك المال يمتلك الجمال أو بالعامية «فلوسه تحليه»
وفقا لدراسات المرأة - فعلا- ترى بعين قلبها الرجل، الذي تعتقد ان لديه المال - حتى لو لم يكن لديه المال في الواقع - فهو بالنسبة لها الأجمل، ومن ثم تضع له «كونتور» في مخها، وتضع على هيئته «فلاتر»، مثل «السناب تشات»، وذلك مثبت علميا، هي ترى أنفه صار أصغر وعيونه أوسع وأطول وانحف مما هو عليه في الواقع، الذي ينقلب الى النقيض لو اكتشفت ان ليس لديه المال كما اعتقدت!

ولتستحوذ على عقله وقلبه، فهي تفعل كل شيء من أجله بأمواله حتى هداياها له تشتريها بأمواله حسب ما يقول المثل: «خذ من جيبه وعايده»، ومتى ما توقفت الاموال توقف كل شيء، وهي أحياناً لا تنتظر توقفها بقدر ما تنتظر تدفقها من غيره لتفعل له ما فعلته لك لـ «اللي بعدو».
المال هدفها ووسيلتها... وفق خطط طموحة بطرق مشروعة دينيا وقانويا، من خلال الزواج لتسلك آفاق جديدة بالانتقال من طبقة الى طبقة تنتقل من خلاله من مجتمعات مختلفة الى مجتمع آخر مخملي لا يقبلها، فتصنع مجتمعا مزيفا يليق بها لمواجهة المجتمع الذي رفضها، وشيئاً فشيئاً يكبر المجتمع الذهبي ويصير أكبر من المجتمع المخملي، حتى يتودد الأصغر للأكبر الذي رفضه عندما كان صغيراً.
 صحيح أن المال هنا هو الوسيلة، وهو الهدف كذلك شرط ان يكون تحت غطاء قانوني، يضمن الحصول عليه مستقبلاً فهولاء الحفارات لا يبحثن عن الحياة المرفهة والهدايا والدلال المادي، بل إن طموحهن تجاوز مدى الحياة الى بعد الوفاة، بالبحث عن ورث تكون فيه هي الوريثة الكبرى، ولو بعد نزاع قضائي طويل عريض مع بقية الورثة.
ينعتها المجتمع بمجمله بألفاظ تتعارض مع قانون المطبوعات، كامرأة مع ان حفار الذهب ممكن ان يكون رجلاً، وذلك أسوأ بمراحل كثيرة في الغرب، لكن في الشرق يغفر للرجل خطيئته ويدين المرأة على زلة.
ليس هناك مرادف عربي لكلمة «gold digger» رغم ان الكلمة في حد ذاتها مرادف للسلوك العربي، الذي لا يعرف نفسه بنفسه لاننا اعتدنا أن نفعل في السر ما ننكره في العلانية.

[email protected]
reemalmee@