الأسرة أولًا
سعد وأبوه
رأى الأب ابنه فاتحًا صنبور الماء إلى حدِّه الأعلى وهو يتوضأ، من دون أن يُغلقه حين انتقاله من غَسل عضو من أعضائه إلى عضو آخر.
اقترب منه وقال: ماذا تفعل يا بني؟
قال: أتوضأ يا أبي.
قال: ولماذا تتوضأ يا سعد؟
قال: لأصلي!
سأل الأب: ولماذا تتوضأ وتصلي؟
قال: لأن الله ورسوله أمراني بذلك.
قال الأب: وهل تتوضأ كما كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يتوضأ؟
قال: نعم يا أبي، علّمنا مدرس الدين أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يتوضأ هكذا.
قال الأب: لكن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يكن يُسرف في استخدام الماء في الوضوء كما تُسرف أنت الآن.
قال سعد: لم أكن أعرف هذا يا أبي.
قال الأب: لقد مرَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) بصحابي اسمه سعد أيضًا، مثل اسمك، ووجده يُسرف في الماء، فقال له: (ماهذا السرف يا سعد؟!)، فقال: أفي الوضوء سرف؟
قال (صلى الله عليه وسلم): (نعم، وإن كنت على نهرٍ جارٍ).
ولقد أجمع العلماء على النهي عن الإسراف في الماء ولو على شاطئ البحر.
قال سعد: هل نَهْي الله تعالى عن الإسراف في قوله سبحانه: ?وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ? يشمل الإسراف في الماء؟
الأب: ذَكّر هذا الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله فقال: ولنعلم أن الإكثار من استخدام الماء في الوضوء أو الغُسل داخل في قول الله تعالى: ?وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ?، ولهذا قال العلماء رحمهم الله: يُكره الإسراف ولو كان على نهرٍ جارٍ، فكيف إذا كان على مكائن تستخرج الماء.
سعد: إذا كان هذا في عبادة الله وهي أجلُّ عمل، فكيف في سائر حالات استخدام الماء الأخرى؟!
الأب: أحسنت يا سعد، لاشك في أن النهي فيها أشدّ.
سعد: كم توفّر الدولة من أموال لو أطاع الناس الله ورسوله في كل ما يأمران به وينهيان عنه.
الأب: لاشك في أنها توفِّر ملايين الدنانير التي يمكن إنفاقها في إقامة مشاريع تنموية كثيرة.
سعد: الحمد لله على أننا مسلمون.
الأب: الحمد لله.
twitter.com/MOwayed
[email protected]