الأسرة أولًا

سعد وأبوه

1 يناير 1970 07:38 ص

رأى الأب ابنه فاتحًا صنبور الماء إلى حدِّه الأعلى وهو يتوضأ، من دون أن يُغلقه حين انتقاله من غَسل عضو من أعضائه إلى عضو آخر.
اقترب منه وقال: ماذا تفعل يا بني؟
قال: أتوضأ يا أبي.
قال: ولماذا تتوضأ يا سعد؟
قال: لأصلي!
سأل الأب: ولماذا تتوضأ وتصلي؟
قال: لأن الله ورسوله أمراني بذلك.
قال الأب: وهل تتوضأ كما كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يتوضأ؟
قال: نعم يا أبي، علّمنا مدرس الدين أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يتوضأ هكذا.
قال الأب: لكن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يكن يُسرف في استخدام الماء في الوضوء كما تُسرف أنت الآن.
قال سعد: لم أكن أعرف هذا يا أبي.
قال الأب: لقد مرَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) بصحابي اسمه سعد أيضًا، مثل اسمك، ووجده يُسرف في الماء، فقال له: (ماهذا السرف يا سعد؟!)، فقال: أفي الوضوء سرف؟
قال (صلى الله عليه وسلم): (نعم، وإن كنت على نهرٍ جارٍ).
ولقد أجمع العلماء على النهي عن الإسراف في الماء ولو على شاطئ البحر.
قال سعد: هل نَهْي الله تعالى عن الإسراف في قوله سبحانه: ?وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ? يشمل الإسراف في الماء؟
الأب: ذَكّر هذا الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله فقال: ولنعلم أن الإكثار من استخدام الماء في الوضوء أو الغُسل داخل في قول الله تعالى: ?وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ?، ولهذا قال العلماء رحمهم الله: يُكره الإسراف ولو كان على نهرٍ جارٍ، فكيف إذا كان على مكائن تستخرج الماء.
سعد: إذا كان هذا في عبادة الله وهي أجلُّ عمل، فكيف في سائر حالات استخدام الماء الأخرى؟!
الأب: أحسنت يا سعد، لاشك في أن النهي فيها أشدّ.
سعد: كم توفّر الدولة من أموال لو أطاع الناس الله ورسوله في كل ما يأمران به وينهيان عنه.
الأب: لاشك في أنها توفِّر ملايين الدنانير التي يمكن إنفاقها في إقامة مشاريع تنموية كثيرة.
سعد: الحمد لله على أننا مسلمون.
الأب: الحمد لله.

twitter.com/MOwayed
[email protected]