مقابلة أجرتها «العربي الجديد» مع الدكتور أديب نعمة عنوانها «توزيع الثروة الوطنية أساس الاقتصاد العادل» ننصح بالإطلاع عليها ( العربي الجديد عدد 27/10/2014).
فأديب نعمة هو مؤلف كتاب «الدولة الغنائمية والربيع العربي» ? دكتور في علم الاجتماع وخبير عالمي في قضايا الفقر والحوكمة? وهوالمستشار الإقليمي في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا).
الدولة الغنائمية... من المسمى يعرف معناها لكن عملية الربط تحتاج إلى معرفة ما جاء في الكتاب وتلك المقابلة، وأبرز ما لفت انتباهنا قوله في بعض الردود «الناس يعتبرون أن الاقتصاد منفصل عن السياسة. كلا? إن أركان التنمية في كل مجتمع تتضمن المكون الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي والبيئي، ولا يوجد مكون أهم من الآخر... وكل محاولة حل لا تأخذ بالاعتبار كل هذه المكونات مرشحة للفشل» و«على الدولة أن تعيد توزيع الثروة بما يخفض التفاوت الطبقي. ويمكن تحقيق ذلك عبر سياسات ضريبية عادلة وسياسات حوافز ومساعدات إنتاجية? وتأمين الخدمات العامة والضمان الاجتماعي وغيره».
الكاتب أورد أمثله عن مصر وتونس ودول الخليج العربي، وإن كنت أختلف معه في جزئية مكونات التنمية، حيث إنني أرى إنها في ثلاثة مكونات رئيسية بالنسبة لثقافة مجتمعنا وهي أشبه بأركان المثلث التنموي ( السياسة? الاقتصاد والإعلام).
لنسقط الوضع من مفهوم «الغنائمية» على الوضع في الكويت كاجتهاد منا. التنمية غير محصورة في مجموعة من دون غيرها... الكل من أصحاب الخبرة والتخصص في مختلف المجالات يجب أن يشاركوا في صياغة الخطة التنموية.
البعض يفهم «الغنائمية» بأنها أقرب لكلمة «الكسب» التي وإن طواها الزمن تبقى جزءا من ثقافة الجيل الحاضر وربما ترسخت في عقول البعض بعد فترة تحرير البلاد 1991.
إذا كنت ترى في ان كل مشروع تعليمي? صحي? طرق? نفطي أو أي مبادرة إنما هي لتحقيق الثراء والكسب الذي في أغلبه تجاوز حدود المعقول ناهيك عن العمولات ومبدأ «هات وخذ»? وإذا كنت من المؤمنين بهذا النهج فأنت بطبيعة خط عملك الذي رسمته إنما أنت تنظر إلى موارد الدولة كقناة لتحقيق الثراء، وهو باعتقاد أقرب لليقين يمثل صورة من صور الفساد ولا يساعد على بلوغ التنمية المستدامة، ويزيد الفجوة بين توقعات العموم من أي مشروع، والانطباع بعد الانتهاء منه والمحصلة «لا طبنا ولا غدا الشر».
الزبدة:
البعض يصور النصيحة الموجهة لأصحاب القرار نوعا من أنواع المعارضة غير الحميدة، وقد يكون سببا في استبعاده من المساهمة في تنمية مؤسسات البلد ومكونات المجتمع، وكثيرا ما نلاحظ رصد الانطباعات على خلاف واقع الحال بالضبط، كما أشار أديب نعمة في بعض ردوده.
نحن بسطاء يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي... بسطاء جدا ولا نرسم الخطوط العريضة لنصيحة تخص قضية ما إلا من دافع حب الوطن، والمشكلة ان البعض يحكم على الآخرين وهو لا يعرفهم من الأساس!
«وسعوا بالكم مع أحبابكم»... وحاولوا تغيير طريقة الاختيار وقدموا الكفاءات وأبعدوا عنا أسماء تتكرر في كل لجنة أو أي من المناصب التي توزع.
«وسعوا بالكم»... فالكويت لديها من العقول النيرة من يستطيع تحقيق الرخاء وسد الفجوة بين محدودي الدخل ومتوسطي الدخل والأثرياء الجدد.
«وسعوا بالكم» فإننا لكم ناصحون... فاختيار الكفاءات إنما هو يحصن قراراتكم لتصبح متطابقة مع متطلبات التنمية الحقيقية التي توقف حالة «الكسب» المضرة للبلد والعباد... الله المستعان.
[email protected] Twitter: @Terki_ALazmi