رمضان بعيون ديبلوماسية / «النظام الغذائي لشعبنا يُعَد حمية بحد ذاته»

سفير إثيوبيا لـ «الراي»: التقاليد الكويتية تضفي نكهة خاصة... على رمضان

تصغير
تكبير

رمضان له ألف وجه!
فهو احتفالية روحانية سامية تطوف كل بلدان العالم الإسلامي المترامي الأطراف، وكلما حط رمضان رحاله في بلد امتزج ملامحه الأصيلة والراسخة بعادات هذا البلد وتقاليد شعبه... ومن هنا صار الشهر الفضيل نافذة مفتوحة على مروحة الثقافات الإسلامية المتباينة في تفاعلها العميق مع جغرافيا الشعوب والمجتمعات في العالم الإسلامي.
«الراي» سعت، بمناسبة الشهر الفضيل، إلى الحديث مع سفراء دول متماسة مع الإسلام والمسلمين في الكويت، وسألتهم عن «رمضان في عيونهم»، وكيف تختلف مظاهره من بلد إلى آخر، ويوحد بين شعوبها في الوقت نفسه، وإلى أي مدى تسهم «ثقافة رمضان» في تعزيز التسامح والتعايش العالميين؟ وكيف يرون خصوصية هذا الشهر العظيم في الكويت؟


 
فيما اغتنم سفير جمهورية إثيوبيا الفيديرالية الديموقراطية لدى الكويت عبدالعزيز آدم، حلول شهر رمضان، ليتقدم بأسمى التهاني إلى سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد، وشعبها الكريم بالشهر الفضيل، أعرب لـ «الراي» عن «أن التقاليد الكويتية تضفي نكهة خاصة على شهر رمضان الذي يمتاز في الكويت بالروحانية، وتزداد فيه أعمال الخير في هذا البلد الكريم، كما أن الحياة الاجتماعية تُكسب رمضان شكلاً متفرداً، من خلال الغبقات وجمْعات العائلة والأصدقاء».
آدم أردف: «إنني أقضي جزءاً كبيراً من أيام رمضان في أداء مهام عملي مضافاً إليها التواصلُ مع جميع فئات الشعب الكويتي الكريم من خلال زيارة الديوانيات الكويتية بالتنسيق مع عمادة السلك الديبلوماسي، وهي تجربة فريدة تختص بها دولة الكويت، وتُسهم في زيادة اللُّحمة بين جميع أطياف المجتمع الكويتي».
وذكر أنه يحافظ دائماً على تجنب زيادة وزنه، ولذلك يمارس الرياضة باستمرار، لافتاً إلى «أن إثيوبيا تشتهر بالرياضيين العدائين، وكذلك يُعد نظام الغذاء الإثيوبي بحد ذاته حمية، مما يساعد على خسارة بعض الكيلوغرامات خلال الشهر الفضيل، وهذه فائدة صحية للشهر بجانب عطاياه الروحية».
وتابع آدم «أنه مع تشابه ملامح رمضان الروحانية في الكويت وإثيوبيا، تبقى هناك وجوه تمايز واختلاف بحكم تعدد الثقافات، فالشعب الإثيوبي مثلاً لا يأكل الإفطار كاملاً مباشرة بعد أذان المغرب، بل وجبة بسيطة لكسر الصيام تتكون من شوربة الشوفان الصحية العضوية والتمر والسمبوسة، ثم تليها الوجبة الأكبر بعد صلاة التراويح».
وأضاف «أن رمضان يمتاز بروحانية شاملة شهر تعين الإنسان على إعادة شحن طاقاته، وتحقيق التوازن بين دينه ودنياه، ويساعده على إدراك أوسع للكون، وإضفاء الابتسامة على وجوه المحتاجين، وتصفية النفس من الضغائن وإحلال التسامح والألفة محلها».
وعن أشهر الأكلات لدى الإثيوبيين خلال شهر رمضان، أوضح «إن حساء الشوفان لا يغيب عن أغلب الموائد الرمضانية، ويحتسونها مباشرة بعد الأذان، وتتكون من الشوفان العضوي بشكل رئيسي، الذي يُغلى بالماء الحار في إناء تقليدي من الفخار فترة طويلة حتى تنضج، ثم يضاف إليها البصل والثوم واللحم الأحمر، وعند التقديم يضاف إليها ملعقة من السمن البلدي، وهي تعوض الجسم بشكل كبير عن فترة الصيام بمكوناتها الصحية والعضوية».
واختتم السفير الاثيوبي «إن الإسلام في أثيوبيا يمتاز بتاريخه العريق والمتجذر، فالحبشة (إثيوبيا حالياً) هي من أوائل المدن التي أقام فيها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل الملك العادل النجاشي، ويعد مسجد النجاشي حالياً وجهة سياحية دينية يأتيها السياح المسلمون من أنحاء العالم كافة، فأنا أشجع السياح الكويتيين إلى زيارة هذا المعلم الإسلامي العريق الذي يدل على عمق وقدم العلاقة بين الجزيرة العربية والحبشة، وكذلك يدل على دور إثيوبيا المحوري في التاريخ الإسلامي بما يتميز به أهل الحبشة من مبادئ رفيعة وكرم الضيافة وتقبل الآخر، فقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بلاد الحبشة، بأنها أرض صدق».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي