ضوء

سلبيات وإيجابيات العولمة عالميا

تصغير
تكبير

لكل شيء ايجابيات وسلبيات، فإن زادت كفة السلبيات فعلينا أن ندق ناقوس الخطر. وفي مقالاتنا السابقة تناولنا باستفاضة مفهوم العولمة وآثارها على مجتمعاتنا المحلية، لكن للعولمة آثار على العالم أجمع، فمن سلبيات العولمة:
ـ الإخفاق في تحقيق نسب نمو مرتفعة، وتفاقم مشكلة البطالة في العالم، فمن المتوقع أن يرتفع معدل البطالة في العالم إلى الضعف خلال السنوات القليلة المقبلة، فالمنافسة في الاقتصاد العالمي لا تعرف الرحمة، ولم تعد هناك فرص عمل، وقد أخذ قسم كبير من العمال والموظفين يتحول من عقود عمل نظامية إلى عقود عمل موقتة، من حيث عدد ساعات العمل أو من حيث مدة العقد، كما أن الأجور في انخفاض مستمر، وخلال الأزمة المالية التي عصفت في المكسيك فقد ثلاثة ملايين عامل عملهم وانخفضت القوة الشرائية إلى النصف، وفي ألمانيا أكثر من أربعة ملايين فرصة عمل مهددة بالضياع.
ـ القضاء على الطبقة الوسطى وتحويلها إلى طبقة فقيرة، وهي الطبقة النشطة ثقافياً وسياسياً واجتماعياً في المجتمعات المدنية، وهي التي وقفت في وجه تيارات التطرف وقاومت قوى الاستغلال والاحتكار تاريخياً.


ـ تهديد النظام الديموقراطي في المجتمعات الليبرالية، وخضوع معظم الدول النامية لسيطرة المنظمات المالية الدولية، وانشغال رجال السلطة فيها بمكافحة البطالة والعنف والجريمة والأوبئة القاتلة.
ـ زيادة الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة في المجالات الاقتصادية والثقافية والتكنولوجيا، ويضم العالم حالياً أكبر نسبة للفقراء من مجمل سكان الأرض وهي الأعلى في التاريخ.
ـ إهمال البيئة والتضحية بها، لذلك لم توقع أميركا على اتفاقية باريس للمناخ ولا يكترث الرأسمال للبيئة، ومن المتوقع أن ترتفع كمية الغازات الملوثة للبيئة بمقدار يتراوح بين 45 إلى 90 في المئة، ولا تنفع المؤتمرات العالمية لدرء الخطر.
ـ احتمال زيادة الحروب الداخلية والإقليمية لعدم الاستقرار في النظام العالمي والأنظمة الداخلية في تلك البلدان.
ـ ازدياد نزعات العنف والتطرف، وتنامي الجماعات ذات التوجهات النازية والفاشية في التجمعات الغربية، الموجهة ضد المهاجرين الأجانب وخصوصاً القادمين من الدول الإسلامية والدول الفقيرة.
ـ ارتفاع نسبة الجرائم وجرائم القتل في العالم، فقد أشار التقرير الذي أصدرته الأمم المتحدة عن الجريمة والعدالة، إلى أن الضغط الاجتماعي والاقتصادي الذي يقاس بالبطالة والتفاوت وعدم الرضا بالدخل، يعتبر عاملا رئيسيا في ارتفاع معدل الجريمة، كما ساعدت أفلام العنف من هوليوود بما فيها أفلام الكرتون على انتشار العنف.
 ـ ظهور طبقة فاحشة الثراء تسكن في أحياء خاصة، وهي التي صعدت على حساب الفقراء والطبقة الوسطى.
ـ هيمنة الثقافة الاستهلاكية وتهميش الثقافات الأخرى، ومحاولة طمس الهويات الثقافية للشعوب.
- تهميش اللغة العربية وإحلال اللغات الأجنبية مكانها وخاصة اللغتين الإنكليزية والفرنسية.
ولمواجهة هذه السلبيات يمكن اتخاذ بعض الإجراءات ومنها:
- على الصعيد الداخلي: اتخاذ قرار سياسي لإجراء الإصلاحات الضرورية، وأهمها الاصلاحات الإدارية والسياسية والتعليمية والتي تشمل محاربة الفساد، وإصلاح الترهل الإداري في أجهزة الدولة، ورفع مستوى التأهيل والتدريب، لرفع كفاءة الأيدي العاملة، وتعزيز اللغة العربية، لمواجهة تحديات العولمة، وخلق قاعدة علمية تكنولوجية محلية، وإجراء الإصلاحات السياسية الحقيقية، وتعميق الديموقراطية والعدالة الاجتماعية، وترسيخ سيادة القانون.
- وعلى الصعيد الخارجي، تعزيز التكافل الإقليمي بين الدول النامية لتعزيز قوة هذه الدول لمواجهة تحديات العولمة.
أما في ما يتعلق بإيجابيات العولمة، فإن العديد من الباحثين حددوها كالتالي:
ـ ترتبط العولمة بالثورة المعلوماتية الحديثة والثورة العلمية والتكنولوجية، التي جعلت العالم أكثر قرباً واندماجاً، فهي التي سهلت حركة الأفراد والمنتجات ورأس المال والمعلومات والخدمات، وساهمت في انتقال الأفكار والثقافات.
ـ جددت العولمة الثقة بالعلم والتكنولوجيا، وأكدت أن عصرنا هو عصر العلم والثورات العلمية، إذ ان هناك اختراعا أو اكتشافا كل دقيقتين، كما أكدت أن سر التفوق ومفتاح التقدم والنجاح والوصول إلى مصاف الدول المتقدمة والقوية يكمن في العلم.
ـ تعميق الروابط التجارية بين الدول، والمساعدة على استهلاك أكبر كمية من السلع من خلال انفتاح الأسواق العالمية على بعضها، وانتقال السلع بحريّة.
ـ تنشيط الاستثمارات في الدول النامية، ودخول التكنولوجيا إليها بسهولة، بسبب رخص الأيدي العاملة وتقديم التسهيلات للشركات المتعددة الجنسية.
ـ تحفيز الدول النامية على تطوير منتجاتها الوطنية، وإجراء إصلاحات هيكلية في أنظمتها المختلفة، لرفع قدرتها على المنافسة في الأسواق العالمية، في ظل اشتداد حمى المنافسة في عصر العولمة.
ويمكن القول إنه ما لم يتم التعامل مع الجوانب السلبية والعمل على تقليل آثارها، فلا يمكن للأسف الانتفاع من الجوانب الإيجابية للعولمة.

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي