رسالتي

الكويت وتركيا... ودنس التطبيع

تصغير
تكبير

لا يملك الواحد منّا إلا أن يتقدم بخالص الشكر والتقدير، ويردد كلمات الثناء والعرفان، لأصحاب المبادئ والقيم والأخلاق، من رؤساء الدول التي وقفت مع حقوق الشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة، فعارضوا القرارالأميركي بنقل سفارتهم إلى القدس، ورفضوا الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
أولئك الذين دانوا المجزرة الإسرائيلية الأخيرة والتي أدت إلى سقوط أكثر من 70 شهيدا مدنيا من أهل غزة ممن شاركوا في مسيرات الاعتراض على مرور 70 عاماً على النكبة واحتلال فلسطين.
وأود أن أخص بالشكر هنا دولة الكويت وجمهورية تركيا، الكويت التي حافظت على أخوتها العربية والإسلامية، وتمسكت بالمقدسات الإسلامية ولم تصمت عن تدنيسها.


الكويت ممثلة بسمو أمير البلاد - حفظه الله - والذي كان الصوت الصادق والمعبر عن مشاعر الشعب الكويتي تجاه إخوانهم في فلسطين.
فمشاركة سموّه في القمة الإسلامية الاستثنائية التي عقدت في اسطنبول بدعوة من الرئيس رجب طيب أردوغان على خلفية المجزرة الإسرائيلية في قطاع غزة، وإلقاء كلمة تضمنت معاني ومبادئ عظيمة من مثل: رفض ضم القدس بالقوة بقرارات أحادية، واعتبار القرار الإسرائيلي بضم القدس خرقا صارخا لقرارات مجلس الأمن، وتقويضا لعملية السلام في الشرق الأوسط.
واعتباره افتتاح السفارة الأميركية في القدس قرارا أحاديا يطمس الهوية الفلسطينية، ويستهدف تهويد المدينة المقدسة، والإخلال بتركيبتها السكانية، وتغيير هويتها الدينية والتاريخية.
واستغراب سموه من اعتبار الضحية - الشعب الفلسطيني - قتلة في عرف إسرائيل!!
وتعجّبه من تمكن إسرائيل دائما من الإفلات من العقاب، والاستغراب من عجز المجتمع الدولي عن حل هذه القضية!!
وأما تركيا فلقد لعبت دورا كبيرا بقيادة الرئيس أردوغان في نصرة القضية الفلسطينية وحماية المقدسات والدفاع عن الشعب الفلسطيني والمحاصرين في قطاع غزة على وجه الخصوص.
فتركيا لا تزال ترسل المساعدات إلى أهل فلسطين، وتدعو إلى عقد المؤتمرات مع كل تطور خطير يتم في القدس وغزة، ومع كل مساس بمكانة المسجد الأقصى.
ولقد عبر الرئيس أردوغان عن مواصلته لدعم أهل فلسطين حتى انتهاءالاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة وتكون عاصمتها القدس.
وإنه لن يتراجع عن هذا الطريق حتى يمثل الجناة الذين أراقوا الدماء بالأسلحة الثقيلة أمام القانون، ومحاسبتهم على ذلك.
كما قامت تركيا بعد المجزرة الأخيرة في غزة بسحب سفيرها من إسرائيل، وطردت السفير الإسرائيلي من تركيا.
وقد نقلت وسائل الإعلام الطريقة المهينة التي غادر بها السفير الإسرائيلي، الأراضي التركية.
إن الأمة العربية والإسلامية تعيش هذه الأيام لحظات فارقة في الصراع مع الصهاينة، وهناك فريقان يسيران باتجاهين متضادين:
فريق يدعم الشعب الفلسطيني ويحمي المقدسات ويناصر القضية، وفريق يدفع نحو التطبيع، ولو على حساب التفريط في المقدسات، وضياع حقوق الفلسطينيين.
وهنا أود استعارة عبارة قالها زميلنا الدكتور محمد العوضي وهي: «ليس العتب على تركيا التي بدأت تتطهّر من دنس علاقتها مع إسرائيل ببطء، لكن العتب على الطاهر الذي بدأ يتدنّس بالتطبيع».

Twitter: @abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي