قدمته «سينسكيب» كعرض أول للجمهور الكويتي

«حاتم صديق جاسم» ... قصة وفاء لا يمحوها التاريخ

تصغير
تكبير

«من أكثر الناس حظاً في هذه الدنيا من وجد صديقاً وفياً مخلصاً».
هذا ما قاله أحد الحكماء عن الصداقة والوفاء، وهو ما تجسد واقعاً وتمثيلاً بين الكويت ومصر، على مر الأزمان.
فبعد جولة طاف خلالها في مهرجانات سينمائية عربية، من بينها «دبي» و«قمرة» و«الإسماعيلية»، حط فيلم «حاتم صديق جاسم» رحاله في سينما «سينسكيب» أول من أمس، كعرض أول للجمهور الكويتي، والفيلم يؤكد أن مصر والكويت وطن واحد وشعب واحد، مهما تعاقبت الأجيال أو تبدلت الظروف.


وقد شهدت قاعة العرض، حضور حشد جماهيري غفير، تقدمه الشيخ دعيج الخليفة الصباح، فضلاً عن حضور كوكبة كبيرة من الفنانين، ومحبي الفن السابع.
«حاتم صديق جاسم»، عمل يندرج ضمن الأفلام القصيرة، لكنه يحمل معاني كبيرة عن الوفاء والإخلاص، إذ يجسد روح الألفة والمحبة بين الشعبين المصري والكويتي. وهو من تأليف وإخراج وبطولة أحمد إيراج، كما شارك في بطولته الفنان أحمد حمدي والفنانة رانيا شهاب.
تبدأ أحداث الفيلم من مطار الكويت الدولي، حيث يترقب جاسم (أحمد إيراج) وصول صديقه حاتم (أحمد حمدي) من القاهرة.
وتمضي الأحداث في قالب كوميدي مشوق، خصوصاً حين يخرج الصديقان من المطار، وهما يرقصان ويلوحان بأيديهما على وقع الأغاني الشعبية والصاخبة كأغنية «بشرة خير»، ويستذكران معاً بعض المواقف والمغامرات الممتعة التي جمعتهما في مصر والكويت. وهنا انحرفت مركبة صغيرة باتجاه المركبة التي يقودها جاسم، الذي حاول أن يتدارك الأمر قبل وقوع حادث مروري، إلا أنه لم ينجح. وكانت داخل تلك المركبة فتاة بائسة تدعى سهى (رانيا شهاب)، أجهشت بالبكاء فور وقوع الحادث، وهي تتمتم بكلمات نصفها باللهجة الكويتية ونصفها الآخر بالمصري.
وفيما كان حاتم وصديقه جاسم إلى جانب صديقتهما الجديدة سهى يتبادلون الأحاديث والنكات وهم جالسون على الرصيف ينتظرون قدوم الشرطة، جاءت شقيقة سهى، وهي فتاة مغرورة وحادة الطباع تدعى نهى، لكنها جميلة وتتحدث بلكنة كويتية صرفة. فكلمة من هنا وكلمة من هناك دخلت نهى في سجال شديد مع حاتم وجاسم، حتى ثارت ثائرة حاتم الذي فقد أعصابه ومضى يسير في الشارع من دون أن يشعر باقتراب مركبة مسرعة تتجه نحوه، حتى صدمته وفارق الحياة، فكانت النهاية مؤلمة وفاجعة بالنسبة إلى جاسم، الذي ظل حزيناً على فراق صديقه، وهو يأتي كل يوم إلى المطار، يترقب وصوله في أي لحظة، لكن الأموات لا يعودون إلى الحياة!
الفيلم بمجمله كان خفيفاً ولطيفاً... فرغم أن مدته لم تتجاوز 23 دقيقة، غير أنه ضرب أمثلة كثيرة على عمق العلاقة بين الكويت ومصر، فحاتم يتميز بخفة دمه وبروحه المرحة وهذه طباع معظم المصريين، أما جاسم فإنه إنسان طيّب القلب ويقدس الصداقة، وهي من صفات أهل الكويت. ولا نغفل الفنانة رانيا شهاب، التي جسدت شخصيتين مختلفتين هما «سهى» المغلوبة على أمرها، و«نهى» سليطة اللسان، فأبدعت في كلتيهما.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي