رسالتي

دوما... وشريعة الغاب

تصغير
تكبير

يتشدّق العديد من منظمات حقوق الإنسان وهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بحرصه ودفاعه عن حقوق الإنسان، وحمايته للأرواح وحقنه للدماء... لكن الواقع المرير الذي يشهده العديد من الشعوب يُكذِّب هذه الادعاءات.
ففي فلسطين، يتعرّض المدنيّون العزل إلى القتل الممنهج على يد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبحجج واهية.
وكم شاهدنا عبر وسائل الإعلام المختلفة، قيام الصهاينة بقتل المدنيين الفلسطينيين بدم بارد، بحجة تعرضهم لعمليات طعن!


وشهدت الأيام الأخيرة سقوط العديد من الشهداء على حدود قطاع غزة مع الأراضي المحتلة بسلاح الجيش الإسرائيلي خلال مسيرات العودة السلمية.
ولم يكن ذنب أولئك الشهداء المدنيين سوى مطالبتهم بفك الحصار عن القطاع، والمستمر منذ أكثر من 12 عاماً.
وعندما طالبت الكويت - مشكورة - بصفتها عضوا في مجلس الأمن بتبنّي المجلس إجراء تحقيق في الاعتداءات الإسرائيلية، تمت عرقلته من قبل الولايات المتحدة (راعية السلام المزعوم)!
وفي أفغانستان، تعرّض حفل لتخريج مجموعة من حفظة كتاب الله في ولاية قندوز (شمال البلاد)، إلى غارات جوية شنّتها القوات الحكومية المدعومة من أميركا، فارتكبت مجزرة راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد معظمهم من الأطفال من حفظة القرآن!
وانتشرت في وسائل الإعلام مشاهد وصور اختلاط دماء الشهداء بأوراق المصحف الشريف.
كما نقلت - تلك الوسائل - الحسرة والألم لدى أهالي وأقرباء الأطفال الشهداء، والذين انقلب المشهد عندهم فجأة من الفرحة والسرور إلى الحسرة والألم.
ومرّت المجزرة من دون أن ينال المجرمون عقوبتهم!
وإذا تأملنا حال المستضعفين في مدينة دوما المكلومة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، فإنها لن تسرالصديق، وستهز وجدان كل أصحاب الضمائر الحية.
لقد استخدم النظام المجرم الأسلحة الكيماوية - المحرمة دولياً - ضد أبناء شعبه من المدنيين، وتسبب في استشهاد أكثر من 60 مدنيا معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة 100.
وهي ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام هذا النوع من السلاح، ولن تكون الأخيرة، طالما توقفت ردود فعل المجتمع الدولي على الاستنكار اللفظي، وتشكيل لجان التحقيق التي تموت القضايا معها في التقادم.
هناك حقيقة لا بد أن تستوعبها الشعوب العربية والإسلامية - خصوصا المنكوبة منها - بأننا نعيش زمناً الحياة فيه أشبه بالغابة - القوي يأكل فيها الضعيف - ولذلك لن يسترد القدس وفلسطين، ولن يفك حصارغزة، ولن يُوقف اعتداءات النظام السوري على الشعب، سوى الشعب نفسه،بتوكّله على الله تعالى أولاً، ثم ببذل الوسع والطاقة «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة» والتضحية بالنفس والمال، وببذل الغالي والنفيس، وباجتماع الكلمة ووحدة الصف، وعدم الالتفات إلى المثبطين والمُخذّلين، وساعتها سيأتي النصر بإذن الله لا محالة.
«والله غالبٌ على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون».

Twitter: @abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي