هناك جدل مستمر حول فرضية الحجاب... يحاول بعض العلمانيين ودعاة التغريب من خلاله التشكيك في مشروعيته، فتارة يزعمون بأنه لم ترد نصوص شرعية تأمر به، وتارة أخرى يقولون هو من العادات والتقاليد، وأحيانا يناقضون أنفسهم فيقولون إنه دخيل على مجتمعاتنا!!
ونقول إن فرضية الحجاب ثابتة في الكتاب والسنة والإجماع، ومسألة وجوبِه أصبحت مما هو معلوم من الدِّين بالضرورة.
وقد حكم أهل العلم على كفر من أنكر وجوبه.
هناك لبس أو شبهة يطرحها البعض حول الحجاب والأخلاق، فيزعم أن أهم شيء أخلاق البنت ولا يلزم أن تكون محجبة! ويستشهد بأن هناك العديد من الفتيات المحجبات - وبعضهن منقّبات - ومع ذلك فهن يغازلن الشباب.
ونحن نتفق معه بأن هناك العديد من الفتيات غير المحجبات وهن على مستوى عالٍ من الأدب والأخلاق، والكثير منهن يحافظن على أداء الصلوات.
وهؤلاء البنات نسأل الله تعالى لهن الهداية، والمسارعة إلى ارتداء الحجاب الذي فرضه عليهن ربهن في كتابه.
ونقول لهن: إن الذي فرض الصلاة هو سبحانه الذي فرض الحجاب، وواجب المسلم إذا جاءه الأمر من الله أن يقول: «سمعنا وأطعنا» ولا يترك الأمر لمسألة الاقتناع العقلي، أو يأخذ من الدِّين ما يحب، ويترك منه ما يكره!
والحجاب للفتاة ستر وتحصين وحماية، ومن خلال الواقع والتجارب ثبت أن الشباب يتحرّشون بالفتيات المتبرجات أكثر من نظيراتهن المحجبات.
وأما موضوع مغازل بعض المنقبات - وهو قليل ونادر - فلا يمكن أن نرفض الحجاب والنقاب بحجة سوء تصرف بعض المنقبات.
فلعل هذه الفتاة لبست النقاب على غير قناعة، ولعلها لا تفرق بين وجوب التوافق بين التديّن الظاهر والباطن.
ولذلك نقول لهذه الفتاة لا تشوّهي الزّيّ المحتشم بتصرفاتك غير المحتشمة، ولا تكوني سببا في صرف بعض البنات عن الحجاب أو النقاب، بسبب تصرفاتك الطائشة.
وكم نرجو منكِ لو أكملتِ جمال الحجاب بكريم الأخلاق وعاطر الآداب.
كم نفرح عندما نرى بعض الفتيات الصغيرات - غير المُكلّفات - وقد ارتدين الحجاب عن حب واقتناع، وهو من أجمل الزينة التي تتزين بها الفتاة على الإطلاق.
وكم نحزن عندما نجد بعض من ينتسبون إلى الإسلام - من رجال ونساء - وهم يمكرون بالليل والنهار، ويسعون بكل ما يملكون من طاقة وجهد للصدّ عن سبيل الله، والعمل على صرف البنات عن لبس الحجاب، أو تحريض المحجّبات على خلعه والتخلص منه!
نقول لهؤلاء أما سمعتم قول نبيّكم: «ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً».
تحية إجلال وإكبار أبعثها لكل أبٍ وأمٍّ شجّعوا بناتهم على الالتزام بأمر الله بلبس الحجاب، وأُذكّر كلّ ولي أمرٍ بقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «ما من عبدٍ يسترعيه الله رعيّة، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة» وبلا شك أن من بلغت ابنته سن التكليف ولم يأمرها بلبس الحجاب فقد غاش لرعيته.
Twitter: @abdulaziz2002