السيد أبو مشعل رجل حلو الكلام ومفيده، نبّه إلى أمر أخيراً، وهو أن الناس قد بدأوا بالتقليل من أحاديثهم داخل الدواوين، والكفّ عن بعض التعليقات، خشية أن يقوم بعض «الملقوفين» بتصوير أو تسجيل أحاديثهم عبر جهاز النقال، الذي انتشر بأيدي الناس أكثر من انتشار الساعات في سواعدهم، ثم بث ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، فيصبحون «فُرجة» للناس، و«عُرضة» للمساءلة القانونية، وأن مجالسنا لم تعد كما كانت أمانات.
لقد أصبح همُّ هؤلاء الناس التقاط الفيديوهات والصور وبثّها بحثاً عن الشهرة أو التشهير بالخصوم، فيتم تصوير رجل كبير السن متواجد مع شابة من محارمه، ويوهمون المشاهد بأن هناك علاقة ما بين هذا الرجل وتلك الشابة، فيتأزم الوضع حتى يثبت «الشايب» براءته للناس.
وآخرون مهتمون بتوثيق الحوادث و«الهوشات»، وينشغلون بتصوير الدخان والدماء عن الاتصال بالإسعاف أو الأمن، ثم يبثون تعليقاً على هذه الأفلام ملفقاً لإثارة الفتن.