لماذا الاحتقان الطائفي والتأجيج العصبي، وتصعيد الأمور وإشعال الشارع بتقسيمات فئوية طائفية؟ سكان أصليون وغيرهم غير أصليين. فالطائفية حرقت الأخضر واليابس في لبنان وفي العراق وغيرهما من البلدان. لماذا لا يعتبر من الأحداث التاريخية مَنْ يؤجج ويكتب ويتحدث بنفس طائفي بغيض؟ الطائفية بحد ذاتها تعصب أعمى، لا يبصر ولا يرى إلا سلب حقوق الآخرين، سواء كانت هذه الطائفية مذهبية أو حزبية أو قبلية أو عائلية.
كلنا يعلم أن النظام السائد في البلاد نظام دستوري وأحد مصادره الشريعة الإسلامية. فالشريعة الإسلامية أصّلت ورسخت المساواة بين بني البشر ولا فرق بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح، والدستور يتوافق مع الشريعة الإسلامية بالمادة (29) بإقرار المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، ولا فرق بين سني وشيعي، ولا بين قبلي وعائلي إلا بالولاء والانتماء لهذه الأرض الطيبة التي جمعت أهل الكويت النازحين من مئات السنين على الوحدة واللحمة والألفة والمحبة، فلماذا البعض يستميت ليؤصل ويرسخ مبدأ فرق تسد بين أهل الكويت وإشعال نيران الطائفية؟! بنشر كلام ما أنزل الله به من سلطان... كويتيون أصليون وغير أصليين، من يؤمن بهذه التقسيمة الطائفية ويروج لها بين أفراد المجتمع، إما أن يكون جاهلا بتاريخ الكويت وأهلها، أو مصابا بمرض الكِبر وتعظيم الذات، واحتقار الآخرين.
مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت نقمة على بني البشر، وأصبح انعكاسها سلبيا على مكونات المجتمع، واستُغلت من مرضى النفوس بإشاعة ونشر ثقافة الطائفية وصدع الوحدة الوطنية. لا بد أن تكون هناك سياسات حازمة صارمة، وقوانين رادعة اتجاه من يثير الطائفية أو يحرض عليها، ولا بد من نشر ثقافة التقارب بين الطوائف ونبذ الطرح الطائفي الذي يحرض على استصغار وإلغاء الآخر من الساحة، واستبداله بطرح عقلاني موضوعي محايد يبلور ثقافة التعايش والتكاتف بين أبناء المجتمع الكويتي، حتى لا تتفكك مكونات المجتمع ويمزق النسيج الوطني، لبلد صغير عاش وسيظل يعيش في سلم وسلام وأمن وأمان.
[email protected]mona_alwohaib@