رسالتي

خطر الانحراف الفكري... التكفير - الالحاد

تصغير
تكبير
من أكثر الأخطار التي تهدّد المجتمعات العربية والإسلامية، انتشار بعض الانحرافات الفكرية بين أبنائها. ولعل من أكثرها خطورة: فكر التكفير.

فعندما يتبنّى الفرد أفكارا متطرفة متشددة، ناتجة عن تأويلات فاسدة لبعض النصوص الشرعية، فإنها توصله إلى تكفير المجتمع، مما ينتج عنه إباحة الدماء والأعراض والأموال.


ولذلك تجد بعض أصحاب الأفكار التكفيرية يتجرأ على قتل الآخرين بدم بارد، وقد يكون المقتول على يديه أحد والديه أو أشقائه!

ويعتبر - هو في ذاته - أن هذا دلالة على قوة إيمانه، وتطبيقه الحقيقي لمفهوم الولاء والبراء!

وللأسف أن مثل هذه الأفكار التكفيرية المتطرفة، وجدت لها أرضا خصبة في سورية والعراق وبعض بلاد المغرب العربي، وشبه الجزيرة العربية. وقد يكون ذلك ناتج عن الشعور بخيبة الأمل من عدم تبني دولهم للشريعة الإسلامية كمصدر تشريعي، أو تخلي هذه الدول عن نصرة قضايا المسلمين، أو بسبب شدة التعذيب والتنكيل التي يتعرض لها السياسيون المعارضون خصوصاً الاسلاميين في سجون بعض هذه الدول. وفي مقابل فكر التكفير نجد انحرافاً آخر مناقضاً له وهو فكر الإلحاد، والذي يقوم - والعياذ بالله - على فكرة إنكار وجود الله تعالى، ومن ثم إنكار الرسل والملائكة والبعث والنشور.

وقد أخذ الفكر الالحادي في الانتشار في بعض الدول العربية بسبب الانفتاح الإعلامي، وعدم وجود القوانين الصارمة التي تحاربه، بالإضافة إلى تبني بعض المؤسسات الماسونية والصهيونية لقضية نشر الإلحاد في الأوساط العربية والإسلامية، ودعم هذه المؤسسات للكثير من الحسابات الموجودة في شبكات التواصل الاجتماعي وفي مقدمها «فيس بوك» و«تويتر».

وقد يكون سبب تبني بعض أبناء المسلمين للفكر الإلحادي، هو بعض الشبهات العقدية التي لم يجد لها إجابة مقنعة، أو شهوة محرمة، يرى الملحد أن الدِّين يقف عائقا دون تحقيقها.

وتكمن خطورة الإلحاد على المجتمع بأنها تجعل الملحد يتحرر من كل القيود الدينية والأخلاقية، وبالتالي يتجه نحو ارتكاب المحرمات وقد يتعدى على الأموال والأعراض، طالما أنه لا يوجد بعد الموت ثواب أو عقاب.

وفي اعتقادي أنه لا بد من مواجهة كلا الانحرافين (التكفير - الإلحاد) وتقع المسؤولية في الدرجة الأولى على الدولة بما تملكه من إمكانيات ومؤسسات. فلا بد من تفعيل دور الإعلام بكل وسائله لمحاربة هذه الأفكار، كما ينبغي أن تدرج في المناهج الدراسية كيفية مواجهة هذه الأفكار وتوضيح بطلانها.

والعلماء والدعاة تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة في مواجهة الانحراف الفكري، ومن واجب الدول دعم هؤلاء المصلحين، وفتح المجال لهم عبر المنابر المختلفة للمشاركة في تحصين المجتمعات من هذه الأفكار الهدامة.

كما ندعو أولياء الأمور إلى ملاحظة الأفكار التي يطرحها الأبناء، والتعرف على مواقع شبكات التواصل التي يستخدمونها، وفتح حوارات معهم عن أي شبهة ترد على خواطرهم.

كما أن على المؤسسات الأهلية وجمعيات النفع العام أن تقوم بدورها في مواجهة التطرف والإلحاد، بتشجيع أعضائها للمشاركة الإيجابية في أي برنامج إصلاحي وتوعوي يعالج هذه الانحرافات.

فإذا تضافرت الجهود، فأنا على يقين بأن أصحاب الانحراف الفكري، إما أن يعودوا إلى رشدهم، ويسلكوا جادة الصواب، بعد زوال الشُّبَه العالقة في أذهانهم، وإما أن ينكفئوا على أنفسهم، بعد أن يدركوا رفض المجتمعات لانحرافاتهم الفكرية.

Twitter: @abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي