عرضتها فرقة أردنية ضمن مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي

«شمعة أمل»... أضاءت على الوحدة العربية

تصغير
تكبير
عرض مبهر، ذاك الذي حمل عنوان «شمعة أمل» لفرقة شبابية أردنية دفعتها الحماسة للمشاركة في مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي بحالة مسرحية عروبية تميزت بهذا الحس الوطني العروبي عبر طرح قضية من أخطر القضايا التي تواجه العالم العربي وكثيراً من دول العالم الآن، وهي الإرهاب الأسود الذي يقضي على الأخضر واليابس ويحطم أحلام وطموحات الشباب الذين هم قادة المستقبل وأمل الأوطان في غد أفضل.

ففي تفجير إرهابي، يفقد أيمن صديقه محمود وتنتهي به الحال إلى الجلوس على كرسي متحرك ويدخل في دوامة كبيرة من اليأس والإحباط وفقدان الأمل، لكن كل من حوله يحاولون إخراجه من هذه الحالة التي تسيطر عليه ودفعه للتمسك بالأمل، إلا أن محاولاتهم تبوء بالفشل، ويظل أيمن يعيش حبيس ذكرياته وآماله التي كان يتمنى تحقيقها مع رفيق دربه وصديق عمره، وهذه الأحلام لا تعني له شيئاً الآن فقد كان يحلم بالوصول إليها مع صديقه وتحاول الأم بث روح الأمل فيه للحفاظ على مستقبله، ويقرر الجميع الالتفاف حول أيمن ويثبتون له أن جميعنا يد واحدة لا فرق بين مسلم ومسيحي، كويتي أو مصري أو سوري أو أردني في مشهد جميل يؤكد على وحدة الأمة العربية مهما واجهت من صعوبات ومعوقات، وعلينا أن نفيق ونبعث بالأمل في نفوس الشباب ولا نستسلم لليأس والإحباط من أجل تحقيق أحلامنا ورفعة أوطاننا.


اتسم العرض بالبساطة والوضوح والمباشرة، واجتهد الممثلون الشباب، كل في دوره، وجاءت الأغاني معبّرة عن هذه الحالة العروبية بصوت عبدالله السرحان برفقة الغيتار والذي يتمتع بصوت عذب مسكون بالشجن... فتحية لكل من شارك في هذا العمل على ما بذلوه من جهد حيث قدموا فكرة نبيلة في التوحد كعرب والبحث عن تحقيق أحلامنا وطموحاتنا حتى لا يهزمنا اليأس والإحباط.

يُذكر أن المسرحية من تأليف أيمن حراحشة وإخراج أيمن عبدالحليم، وهي من تمثيل محمود الرنتيسي، أحمد نعيمي، عبدالله السرحان، إياد مصاروة، كوثر شريف، نسرين نوارة، راضي حداد ومهند سهاونه.

ندوة تطبيقية

أعقبت العرض ندوة تطبيقية، قدمها المخرج الشاب علي العلي، في حين عقب فيها الدكتور طارق جمال، بحضور مخرج العرض أيمن عبدالحليم وأحد مؤلفيه أيمن الحراسي.

بداية، أوجز العلي في سيرة الدكتور طارق جمال، ثم دعاه ليطرح رؤيته حول العرض فقال: «إن العرض مجرد فكرة، وغير مترابط، وفيه محاولة شبابية تتناول الواقع العربي وما يمر في المنطقة من صراعات تلقي بظلالها على أحلام الشباب وآمالهم».

وعن أداء الممثلين قال: «لا نستطيع محاسبة الممثلين على الأداء، فلا بد من التدريب على الأداء الصوتي، الحركة، وأوضاع الجسد، فكل هذه الأمور تحتاج تدريباً ووعياً لكي تساعد المخرج والممثل على تقديم عرض جيد».

ومضى جمال يقول: «العرض فكرته جميلة، وعبّر عن واقع نعيشه، وقد طرح القضية على كل الوطن العربي من أجل التعاطف مع إخواننا في أماكن الصراعات، فتحية لهذه الفكرة، وأتمنى للفرقة أن يطوروا من إمكاناتهم ليقدموا المرة المقبلة عرضاً متماسكاً».

وعن أدوات العرض قال: «حاول المخرج أن يستخدم الأدوات المتعارف عليها مسرحياً في إطار حركة بسيطة تميل إلى الجمود للتعبير عن عجز الشباب عن تحقيق أحلامهم، وكانت الإضاءة محصورة في وسط المسرح، ما يوحي بأنهم في سجن، لكن أتت الإضاءة الجانبية لتدخل بصيصاً من الأمل».

ولفت جمال إلى الأغنيات التي تضمنها العرض بصورة حية على خشبة المسرح، مؤكداً أنها جاءت للتعبير عما يجيش في صدر الشباب، وأن المخرج أنهى العرض باصطفاف شخصياته في صورة تعبر عن اتحاد الأقطار العربية على قلب رجل واحد، وهو الأمل المنشود لكل مواطن عربي.

إلى ذلك، أفسح مدير الندوة علي العلي المجال للمداخلات، فتحدث أولاً بدر الحمداني قائلاً: «أحيي الفرقة على الحس العروبي الأصيل الذي نقلوه إلينا»، مستدركاً: «لكن ليس هناك نص، لا حكاية ولا قصة ولا تفاعل، وهذا العرض لا يليق بالأردن»، مختتماً حديثه بالقول: «(شمعة الأمل) في هذا العرض هو الحس العروبي، بالإضافة إلى صوت المطرب العذب».

أما جمال الصقر فقال: «اعتقدت أنني سأمسك خيوط الفكرة التي بدأ بها العرض، فقد بدأت جميلة لكنها ذهبت إلى غير المتوقع». في حين أكد الزميل عبدالمحسن الشمري أن المميز في هذا المهرجان أنه يقدم كل يوم عملاً جديداً ومختلفاً ورؤية مغايرة، لكن في هذا العرض النوايا الحسنة لا تصنع مسرحاً جيداً.

وأخيراً، قال مخرج العرض أيمن عبدالحليم: «أشكر كل الآراء، وأؤكد على أن كل شخص في بداية طريقه يحتاج لمن يأخذ بيده ويرشده، وأنا لست مخرجاً بالمعنى الحرفي، أنا فقط وجدت شباباً هواة متحمسين، فشاركتهم حلمهم بتقديم عمل مسرحي، وأنا فخور بفريقي، وأشكر دولة الكويت والهيئة العامة للشباب على إتاحة هذه الفرصة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي