تباينت آراء النقاد حول العرض الأول... وأشادوا بمضمون النص والأداء في الثاني
«همس الكراسي» بلا تنظيم... و«مروح على فلسطين» مقبل بقوة
مشهد من مسرحية «مروح على فلسطين» (تصوير سعد هنداوي)
... ومن «همس الكراسي»
الحارثي يتوسط طوباسي ودوارة... خلال الندوة
بين «همس الكراسي» و«مروح على فلسطين»، كانت المسافة بين مسرحي كيفان والدسمة كافية ليضع جمهور مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي. فلعب العرض الأول - عبر المسرح القطري - دور المدشّن لعروض المسابقة الرسمية في المهرجان، فيما تبعه الثاني المقبل من فلسطين، ليرسما معاً خارطة اليوم الأول للعروض.
تدور أحداث مسرحية «همس الكراسي» حول رمزية الكرسي بكل أشكالها وتنوعاتها، وليس فقط رمزية السلطة، حيث تتبادر إلى الأذهان فكرة كرسي الحكم أو السلطة بمجرد ذكر كلمة كرسي، لكن في همس الكراسي نرى كراسي الحدائق وقصص وعالم العشاق، والعاشق الذي يعيش حياته في حالة انتظار دائم لمحبوبته أوعشيقته كما يقول المؤلف، وتبقى الكراسي شاهدة على حكايات عشق لم تكتمل وكراسي المقابر والحياة المقفرة فيها، وكراسي المقاهي وحواراتها التي تتطرق إلى كل شيء في الحب والعشق والسياسة والمجتمع وقضاياه التي لا تنتهي، فالإنسان في حالة بحث دائم عن الكرسي منذ ولادته، كما رأينا في المشهد الاستهلالي وحالة المخاض التي يخرج منها الإنسان باحثاً عن كرسيه حتى يصل إلى نهايته عبر الكرسي الكهربائي.
العرض من إخراج فيصل رشيد، تأليف أحمد المفتاح وبطولة مشعل الدوسري وفهد القريشي ومحمد عادل ومحمد المطاوعة وعبد الله الملا ومحمد الملا، وأعقبته ندوة تطبيقية، حضرها مؤلف المسرحية ومخرجها. كما عقب على الندوة علاء قحطان، في حين أدارها الدكتور فيصل القحطاني، الذي استهل حديثه بوصف الشباب المسرحي بأنهم الأبناء الشرعيين لهذا المسرح، وموكداً على أن هذا التجمع العربي سيثمر عن تبادل الثقافات والخبرات والآراء عبر مشاهدة العروض، والأهم من ذلك هو التعرف على الثقافة المسرحية عن قرب وتقبل الرأي والرأي الاخر، لافتاً إلى أن النقد يهدف إلى إبراز محاسن الشيء وعيوبه.
أما المعقب علاء قحطان، فقال: «مسرحية (همس الكراسي) اعتمدت على مجموعة لوحات والتمسك بها، فالعرض ينتهي بمفهوم الرمز الدلالي وهو الكرسي». وأضاف: «رأينا في هذا العرض سلوكاً سيكولوجياً نفسياً، وهو حب الإنسان للكرسي»، منوهاً إلى أن العرض يحتاج إلى تنظيم لحركة الممثلين، لا سيما أن «هناك تفاوتاً بمستوى الممثلين»، وفقاً لتعبيره.
ثم فتح باب الحوار والمداخلات للجمهور، والبداية كانت مع الدكتور جبار صبري الذي أشاد بالكاتب القطري بطرحه المميز، حيث يرى أن العمل نجح على المستوى الفردي والدرامي، وبه مستويات من الترميز بحيث يتنقل المخرج من حالة الى أخرى. بينما أثنى الناقد محمد عبدالرسول على العمل بمجمله واصفاً إياه بـ «المتقن».
ورأى بدر الحمداني أن اللوحات كانت مشتتة، فكان من المفترض أن يكون هناك خيط يربط جميع المشاهد ببعضها. بدوره، أكد طالب البلوشي أن العرض افتقد إلى العنصر الدرامي، قائلاً: «إن المسرحية منذ بدايتها وحتى نهايتها وهي... كرسي وكرسي وكرسي».
وفور انتهاء العرض والندوة التطبيقية في كيفان، انطلق عرض آخر، وهذه المرة من على خشبة الدسمة، حيث قدمت فرقة مسرح الحرية من فلسطين، ثاني عروض المسابقة الرسمية في مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي، وكان العرض بعنوان «مروح على فلسطين» من إخراج ميكائيلا ميراندا.
يجسد العرض حياة الفلسطينيين اليومية في الأراضي المحتلة، من خلال مجموعة قصص حقيقية لممثلين فلسطينيين سافروا وتنقلوا من منطقة إلى منطقة ومن مخيم إلى آخر ومن قرية إلى أخرى في فلسطين المحتلة، ليجمعوا هذه القصص، ومن الصعوبة بمكان تجهيز الديكور أو الأزياء للمسرحية، لأن التنقل من مكان إلى آخر كان صعباً، لذا اعتمد الممثلون على أجسادهم، وهم يؤدون العمل في مساحة صغيرة من المسرح كرمز لفلسطين.
تبدأ الأحداث من خلال الشاب الفلسطيني جاد المولود في الولايات المتحدة الأميركية، الذي يقرأ كتاباً عن بلده فلسطين، ويقرر السفر إليها، لمعرفة حقيقة ما يدور هناك.
يصل جاد إلى مطار تل أبيب، ويجد صعوبة في كيفية الوصول إلى جنين في الضفة الغربية، إلى حين عثوره على شاب عربي سائق تاكسي ويساعده في الوصول إلى جنين، وفي حوار معه يقول له إن فلسطين كانت كلها للشعب الفلسطيني، وبعدها أتى الصهاينة وفي نكبة 1948 قطعوا أوصالها، وفي العام 1967 قطعوا أوصال أوصال ما قطعوه سابقاً، ووزعوا المستوطنات وأقاموا الحواجز، وأغلقوها بالجدار.
يُذكر أن المسرحية من تمثيل رنين عودة، سماح محمود، أحمد طوباسي، إيهاب تلاحمة، عدنان بوبلي ونور دولة.
بعدها، أقيمت ندوة تطبيقية للعرض الفلسطيني، قدمها الدكتور فهد الحارثي وعقب فيها الدكتور عمرو دوارة ومساعد المخرج والممثل أحمد طوباسي.
في البداية، شكر الحارثي الكويت والهيئة العامة للشباب على كرم الضيافة والحفاوة وحسن التنظيم، مقدما جزءاً من السيرة الذاتية للمعقب الرئيس على العرض الناقد والكاتب المسرحي عمرو دوارة، وقال الحارثي عن العرض «إنه باختصار معنى حقيقي لأن يكون العمل المسرحي بسيطاً جداً وعميقاً جداً».
وفي مستهل حديثه، توجه دوارة بالشكر للكويت والهيئة العامة للشباب وكل الوفود المشاركة، وقال «إن هذه الدورة من المهرجان متميزة، وأهم ما رآه فيها هو انتماء الشباب لكافة الأعلام العربية ونبذ الخلافات، وهذه أهم إيجابيات في هذه التظاهرات الفنية».
وعن العرض، أضاف: «انه يثير الكثير من القضايا الجدلية، وهو عرض متماسك برغم ضيق المساحة المختارة، وغياب الإكسسوارات، لكن الممثلين استطاعوا وحدهم أن يقدموا عرضاً متميزاً وجاداً وعميقاً، وكل منهم قام بدوره على أكمل وجه وساعد غيره على الخشبة».
ثم فتح الحارثي المجال للمداخلات، فكانت في غالبيتها إيجابية وأشادت بالعرض وبساطته والآداء الجماعي الدقيق، ومن أبرز المتحدثين محمد عبدالرسول الذي أشاد بالاستهلال الموسيقي الذي سبق العرض، لافتاً إلى أن عرض فرقة «مسرح الحرية» بمثابة الإنذار للعروض المقبلة.
من جهته، قال فهد الباكر: «شاهدنا تجربة شبابية احترافية، استخدمت فيها لغة الجسد والتوافق الحركي والفكري»، مشيراً إلى أن هذا النوع من العروض حساس ومتعب، متمنياً أن يستفيد الشباب من مثل هذه التجارب المهمة.
بينما قال الزميل عبدالمحسن الشمري: «إن الكويت كانت السباقة في استضافة العروض المسرحية الفلسطينية»، لافتاً إلى أن المساحة الصغيرة التي استغلوها على المسرح هي كبيرة في قلوب وعقول كل العرب.
الممثل الأردني علي العليان اختصر في تعقيبه فقال: «إننا منذ سنوات طويلة لم نضحك ولم نبك بهذا الشكل».
بينما قال الفنان والمخرج عبدالعزيز الحداد بتأثر بالغ: «لقد شاهدنا فلسطين بمصداقية على الخشبة، والممثلون كانوا بارعين في توصيل مشاعر كبيرة».
في الختام، كانت الكلمة لمساعد المخرج الممثل أحمد طوباسي، الذي ألمح إلى أن الفكرة قائمة على قصص حقيقية، وأنهم بذهابهم إلى الكثير من المناطق الفلسطينية استمعوا لقصص كبيرة وملحمية وملهمة تفوق في روعتها وعمقها ما كتبه أعظم كتاب المسرح والدراما في العالم، ورغم ذلك يقدمونها للجمهور بشكل مبسط لكنه مؤثر وعميق.
المرغني: لا يوجد رقم واحد في مسرح مصر
الحارثي تناول المرأة السعودية في المشهد الثقافي
| كتب حسين خليل |
على هامش المهرجان، نظّم المركز الإعلامي التابع لمهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي جلستين حواريتين، الأولى مع الفنان المصري حمدي المرغني، فيما خُصصت الثانية للكاتب السعودي فهد رده الحارثي.
بداية، تحدث الفنان حمدي المرغني قائلاً: «ليس غريباً على الجمهور الكويتي الذي نلتقيه سنوياً من خلال عروضنا هذه الحفاوة البالغة وهذا التفاعل»، مشدداً على أن المهرجان يعد فرصة للتعرف على فنون مسرحية جديدة وفكر مختلف، خصوصاً أن المسرح هو مرآة عاكسة للواقع المجتمعي.
المرغني وصف زميله المخرج خالد جلال بأنه «أبو الفنانين» كونه يقدمهم بالشكل السليم، مكملاً: «إنه يضعنا على (السلمة) الأولى في طريق مشوارنا وغالبية نجوم الساحة خرجوا من تحت مظلته».
وأوضح أن العنصر النسائي موجود في مسرح مصر وهو غير مهمش على الإطلاق، والدليل وجود فنانات من أمثال دينا محسن وإسراء عبدالفتاح و ويزو وغيرهن، مشيراً إلى أنه لا يوجد ما يسمى بـ «النجم الأول» في مسرح مصر.
بدوره، أوضح المخرج خالد جلال بكلمات قليلة أن حمدي استطاع خلال فترة قصيرة أن يضع لنفسه موطئ قدم في الساحة.
أما في الجلسة الحوارية الثانية، فقد اعترف الكاتب السعودي فهد رده الحارثي بأن غياب المرأة السعودية عن المشهد الثقافي في بلادها خلال العقود السابقة، هو نتيجة لتواريها في خارطة المجتمع، أما الآن فقد تبوأت مناصب عديدة، ومن الممكن أن نراها ككاتبة أو مخرجة في الآتي من السنوات. واستعرض مراحل تأسيس المسرح في المملكة العربية السعودية والمراكز الشبابية، لافتاً إلى ما يفترض أن تقدمه تلك المراكز من أعمال بشكل سنوي وعبر منافسة دورية.
وزاد: «المسرح السعودي يقف على أكتاف الشباب وهو محتاج الى دعم مستمر وفاعل، وتوجد مؤسسات ثقافية تقدم على مدار العام ورشا تدريبية أفرزت أسماء جديدة وواعدة في الساحة الفنية».
على جهة أخرى، أوضح الحارثي أن المهرجانات المسرحية تعيش حالة جدلية ما بين أهميتها والعكس، وقال: «شخصياً أشعر بأنها معمل كبير يظهر من خلاله المبدع المسرحي كل أدواته، ويساعده على النضج بشكل تدريجي» مستدركاً: «لكن في ظل اختفاء المواسم المسرحية واستبدالها بالمهرجانات وعرض الليلة الواحدة، سبب ذلك ضرراً بالفنان لأنه يقتل من دوره المسرحي والتوعوي».
تدور أحداث مسرحية «همس الكراسي» حول رمزية الكرسي بكل أشكالها وتنوعاتها، وليس فقط رمزية السلطة، حيث تتبادر إلى الأذهان فكرة كرسي الحكم أو السلطة بمجرد ذكر كلمة كرسي، لكن في همس الكراسي نرى كراسي الحدائق وقصص وعالم العشاق، والعاشق الذي يعيش حياته في حالة انتظار دائم لمحبوبته أوعشيقته كما يقول المؤلف، وتبقى الكراسي شاهدة على حكايات عشق لم تكتمل وكراسي المقابر والحياة المقفرة فيها، وكراسي المقاهي وحواراتها التي تتطرق إلى كل شيء في الحب والعشق والسياسة والمجتمع وقضاياه التي لا تنتهي، فالإنسان في حالة بحث دائم عن الكرسي منذ ولادته، كما رأينا في المشهد الاستهلالي وحالة المخاض التي يخرج منها الإنسان باحثاً عن كرسيه حتى يصل إلى نهايته عبر الكرسي الكهربائي.
العرض من إخراج فيصل رشيد، تأليف أحمد المفتاح وبطولة مشعل الدوسري وفهد القريشي ومحمد عادل ومحمد المطاوعة وعبد الله الملا ومحمد الملا، وأعقبته ندوة تطبيقية، حضرها مؤلف المسرحية ومخرجها. كما عقب على الندوة علاء قحطان، في حين أدارها الدكتور فيصل القحطاني، الذي استهل حديثه بوصف الشباب المسرحي بأنهم الأبناء الشرعيين لهذا المسرح، وموكداً على أن هذا التجمع العربي سيثمر عن تبادل الثقافات والخبرات والآراء عبر مشاهدة العروض، والأهم من ذلك هو التعرف على الثقافة المسرحية عن قرب وتقبل الرأي والرأي الاخر، لافتاً إلى أن النقد يهدف إلى إبراز محاسن الشيء وعيوبه.
أما المعقب علاء قحطان، فقال: «مسرحية (همس الكراسي) اعتمدت على مجموعة لوحات والتمسك بها، فالعرض ينتهي بمفهوم الرمز الدلالي وهو الكرسي». وأضاف: «رأينا في هذا العرض سلوكاً سيكولوجياً نفسياً، وهو حب الإنسان للكرسي»، منوهاً إلى أن العرض يحتاج إلى تنظيم لحركة الممثلين، لا سيما أن «هناك تفاوتاً بمستوى الممثلين»، وفقاً لتعبيره.
ثم فتح باب الحوار والمداخلات للجمهور، والبداية كانت مع الدكتور جبار صبري الذي أشاد بالكاتب القطري بطرحه المميز، حيث يرى أن العمل نجح على المستوى الفردي والدرامي، وبه مستويات من الترميز بحيث يتنقل المخرج من حالة الى أخرى. بينما أثنى الناقد محمد عبدالرسول على العمل بمجمله واصفاً إياه بـ «المتقن».
ورأى بدر الحمداني أن اللوحات كانت مشتتة، فكان من المفترض أن يكون هناك خيط يربط جميع المشاهد ببعضها. بدوره، أكد طالب البلوشي أن العرض افتقد إلى العنصر الدرامي، قائلاً: «إن المسرحية منذ بدايتها وحتى نهايتها وهي... كرسي وكرسي وكرسي».
وفور انتهاء العرض والندوة التطبيقية في كيفان، انطلق عرض آخر، وهذه المرة من على خشبة الدسمة، حيث قدمت فرقة مسرح الحرية من فلسطين، ثاني عروض المسابقة الرسمية في مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي، وكان العرض بعنوان «مروح على فلسطين» من إخراج ميكائيلا ميراندا.
يجسد العرض حياة الفلسطينيين اليومية في الأراضي المحتلة، من خلال مجموعة قصص حقيقية لممثلين فلسطينيين سافروا وتنقلوا من منطقة إلى منطقة ومن مخيم إلى آخر ومن قرية إلى أخرى في فلسطين المحتلة، ليجمعوا هذه القصص، ومن الصعوبة بمكان تجهيز الديكور أو الأزياء للمسرحية، لأن التنقل من مكان إلى آخر كان صعباً، لذا اعتمد الممثلون على أجسادهم، وهم يؤدون العمل في مساحة صغيرة من المسرح كرمز لفلسطين.
تبدأ الأحداث من خلال الشاب الفلسطيني جاد المولود في الولايات المتحدة الأميركية، الذي يقرأ كتاباً عن بلده فلسطين، ويقرر السفر إليها، لمعرفة حقيقة ما يدور هناك.
يصل جاد إلى مطار تل أبيب، ويجد صعوبة في كيفية الوصول إلى جنين في الضفة الغربية، إلى حين عثوره على شاب عربي سائق تاكسي ويساعده في الوصول إلى جنين، وفي حوار معه يقول له إن فلسطين كانت كلها للشعب الفلسطيني، وبعدها أتى الصهاينة وفي نكبة 1948 قطعوا أوصالها، وفي العام 1967 قطعوا أوصال أوصال ما قطعوه سابقاً، ووزعوا المستوطنات وأقاموا الحواجز، وأغلقوها بالجدار.
يُذكر أن المسرحية من تمثيل رنين عودة، سماح محمود، أحمد طوباسي، إيهاب تلاحمة، عدنان بوبلي ونور دولة.
بعدها، أقيمت ندوة تطبيقية للعرض الفلسطيني، قدمها الدكتور فهد الحارثي وعقب فيها الدكتور عمرو دوارة ومساعد المخرج والممثل أحمد طوباسي.
في البداية، شكر الحارثي الكويت والهيئة العامة للشباب على كرم الضيافة والحفاوة وحسن التنظيم، مقدما جزءاً من السيرة الذاتية للمعقب الرئيس على العرض الناقد والكاتب المسرحي عمرو دوارة، وقال الحارثي عن العرض «إنه باختصار معنى حقيقي لأن يكون العمل المسرحي بسيطاً جداً وعميقاً جداً».
وفي مستهل حديثه، توجه دوارة بالشكر للكويت والهيئة العامة للشباب وكل الوفود المشاركة، وقال «إن هذه الدورة من المهرجان متميزة، وأهم ما رآه فيها هو انتماء الشباب لكافة الأعلام العربية ونبذ الخلافات، وهذه أهم إيجابيات في هذه التظاهرات الفنية».
وعن العرض، أضاف: «انه يثير الكثير من القضايا الجدلية، وهو عرض متماسك برغم ضيق المساحة المختارة، وغياب الإكسسوارات، لكن الممثلين استطاعوا وحدهم أن يقدموا عرضاً متميزاً وجاداً وعميقاً، وكل منهم قام بدوره على أكمل وجه وساعد غيره على الخشبة».
ثم فتح الحارثي المجال للمداخلات، فكانت في غالبيتها إيجابية وأشادت بالعرض وبساطته والآداء الجماعي الدقيق، ومن أبرز المتحدثين محمد عبدالرسول الذي أشاد بالاستهلال الموسيقي الذي سبق العرض، لافتاً إلى أن عرض فرقة «مسرح الحرية» بمثابة الإنذار للعروض المقبلة.
من جهته، قال فهد الباكر: «شاهدنا تجربة شبابية احترافية، استخدمت فيها لغة الجسد والتوافق الحركي والفكري»، مشيراً إلى أن هذا النوع من العروض حساس ومتعب، متمنياً أن يستفيد الشباب من مثل هذه التجارب المهمة.
بينما قال الزميل عبدالمحسن الشمري: «إن الكويت كانت السباقة في استضافة العروض المسرحية الفلسطينية»، لافتاً إلى أن المساحة الصغيرة التي استغلوها على المسرح هي كبيرة في قلوب وعقول كل العرب.
الممثل الأردني علي العليان اختصر في تعقيبه فقال: «إننا منذ سنوات طويلة لم نضحك ولم نبك بهذا الشكل».
بينما قال الفنان والمخرج عبدالعزيز الحداد بتأثر بالغ: «لقد شاهدنا فلسطين بمصداقية على الخشبة، والممثلون كانوا بارعين في توصيل مشاعر كبيرة».
في الختام، كانت الكلمة لمساعد المخرج الممثل أحمد طوباسي، الذي ألمح إلى أن الفكرة قائمة على قصص حقيقية، وأنهم بذهابهم إلى الكثير من المناطق الفلسطينية استمعوا لقصص كبيرة وملحمية وملهمة تفوق في روعتها وعمقها ما كتبه أعظم كتاب المسرح والدراما في العالم، ورغم ذلك يقدمونها للجمهور بشكل مبسط لكنه مؤثر وعميق.
المرغني: لا يوجد رقم واحد في مسرح مصر
الحارثي تناول المرأة السعودية في المشهد الثقافي
| كتب حسين خليل |
على هامش المهرجان، نظّم المركز الإعلامي التابع لمهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي جلستين حواريتين، الأولى مع الفنان المصري حمدي المرغني، فيما خُصصت الثانية للكاتب السعودي فهد رده الحارثي.
بداية، تحدث الفنان حمدي المرغني قائلاً: «ليس غريباً على الجمهور الكويتي الذي نلتقيه سنوياً من خلال عروضنا هذه الحفاوة البالغة وهذا التفاعل»، مشدداً على أن المهرجان يعد فرصة للتعرف على فنون مسرحية جديدة وفكر مختلف، خصوصاً أن المسرح هو مرآة عاكسة للواقع المجتمعي.
المرغني وصف زميله المخرج خالد جلال بأنه «أبو الفنانين» كونه يقدمهم بالشكل السليم، مكملاً: «إنه يضعنا على (السلمة) الأولى في طريق مشوارنا وغالبية نجوم الساحة خرجوا من تحت مظلته».
وأوضح أن العنصر النسائي موجود في مسرح مصر وهو غير مهمش على الإطلاق، والدليل وجود فنانات من أمثال دينا محسن وإسراء عبدالفتاح و ويزو وغيرهن، مشيراً إلى أنه لا يوجد ما يسمى بـ «النجم الأول» في مسرح مصر.
بدوره، أوضح المخرج خالد جلال بكلمات قليلة أن حمدي استطاع خلال فترة قصيرة أن يضع لنفسه موطئ قدم في الساحة.
أما في الجلسة الحوارية الثانية، فقد اعترف الكاتب السعودي فهد رده الحارثي بأن غياب المرأة السعودية عن المشهد الثقافي في بلادها خلال العقود السابقة، هو نتيجة لتواريها في خارطة المجتمع، أما الآن فقد تبوأت مناصب عديدة، ومن الممكن أن نراها ككاتبة أو مخرجة في الآتي من السنوات. واستعرض مراحل تأسيس المسرح في المملكة العربية السعودية والمراكز الشبابية، لافتاً إلى ما يفترض أن تقدمه تلك المراكز من أعمال بشكل سنوي وعبر منافسة دورية.
وزاد: «المسرح السعودي يقف على أكتاف الشباب وهو محتاج الى دعم مستمر وفاعل، وتوجد مؤسسات ثقافية تقدم على مدار العام ورشا تدريبية أفرزت أسماء جديدة وواعدة في الساحة الفنية».
على جهة أخرى، أوضح الحارثي أن المهرجانات المسرحية تعيش حالة جدلية ما بين أهميتها والعكس، وقال: «شخصياً أشعر بأنها معمل كبير يظهر من خلاله المبدع المسرحي كل أدواته، ويساعده على النضج بشكل تدريجي» مستدركاً: «لكن في ظل اختفاء المواسم المسرحية واستبدالها بالمهرجانات وعرض الليلة الواحدة، سبب ذلك ضرراً بالفنان لأنه يقتل من دوره المسرحي والتوعوي».