رأي قلمي

نافذة الثقافة...!

تصغير
تكبير
إن الثقافة السياسية قد تمحورت حول دور السياسيين وممارساتهم التخبطية الفوضوية، لا على الوظيفة الأساسية للسياسي، وكيفية ممارسته لهذه الوظيفة، ومن هذا المنظور أصبحت المشكلة السياسية هي صراع الحاضر والمستقبل بتعدد المواقف والآراء المتضاربة غير المتزنة واختلطت وامتزجت التحليلات الصائبة بالخاطئة، وكانت النتيجة تفشي الفساد السياسي والإداري في البلد. لذا علينا النظر للقضايا السياسية بنظرة موضوعية حيادية، والنظر للأحداث بنظرة موضوعية متجردة ومحايدة لخدمة الشارع والحركة السياسية الكويتية.

ولكن! أين نحن من المفاهيم العقلية التي توجه العمل السياسي وتبلور معالم المبادرة والممارسة السياسية؟ أين الثقافة التي تلخّص تجربة المجتمع ووعيه بذاته وبمحيطه؟ فالثقافة تشكل نافذة يطل منها السياسي المثقف على كل نواحي الحياة للمجتمع وهي سجل للقيم الأساسية التي تحكم الممارسة العلمية والسياسية والإنتاجية، وتشكّل أيضا لحمة الجماعة الأساسية ونقصد هنا بالثقافة هي كسب العقلانية، التي من شأنها توفير القيم والمفاهيم المساعدة على التغيير الفكري والعلمي والسياسي والتكنولوجي وليس النهضة الثقافية.


هناك عناصر سياسية معقدة ليس بفهمها واستيعابها، ولكن بتنظيمها وتكتيكها،وهي قد تكون جلية وواضحة، ولكن التعقيد يكمن في الفوضى والتخبط بالعمليات السياسية ذاتها، قد يخطئ السياسي «سواء كان من عناصر الحكومة أو من عناصر البرلمان» في كثير من الأحيان عند تعديل أو تعطيل أو إلغاء أو تفعيل أو تطبيق أحد القوانين واللوائح التنظيمية الساكنة الراكدة، ويكون المقصد والمطلب المرجو من هذه العمليات حلولا سياسية نقية خالية من الثغرات، تصلح للإجراءات السياسية في معمل قبة البرلمان لتسيير الأمور التي تصب في مصلحة المواطن الكويتي والبلاد.

كلنا يعلم أن كل مقصد من المقاصد التي يتم تحليلها والتعليق عليها لفهمها وإدراكها بالشكل المناسب والموائم لأوضاع وأحوال البلد يكون فيه جانب مظلم لتعتيم الحقائق وتضليل الشارع الكويتي، خصوصا في إعلام الفساد وإشعال الفتن، الذي يكيل الأمور بمكيالين مكيال باطنه السوء والدهاء وخارجه الانتماء والولاء. إن المقصد الرئيسي والأساسي من التحليل والتوضيح، هو فتح آفاق جديدة لممارسة ومبادرة سياسية برؤية واقعية موضوعية ترصد نقاط الضعف والهزل السياسي، الذي نعيشه ونعاني منه. فلنرتقِ بالحركة السياسية بعدم تضليل الشارع وإخفاء الحقائق والتستر على المواقف والأحداث، وبما يرفع من همم قادة الرأي والسياسيين إلى الممارسة السياسية البعيدة عن الأهواء والرغبات السيئة وتصفية الحسابات.

[email protected]

mona_alwohaib@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي