زلاي وبالوغ عزفا على شغاف القلوب أعذب المقطوعات

«أمواج بحيرة بلاتون»... غمرت موسيقاها «اليرموك الثقافي»

تصغير
تكبير
مقطوعة
«يزولدنس ليبشتود» أشاعت جواً
من الرومانسية
وداعبت الذكريات
«أمواج بحيرة بلاتون» هاجت بقوة... وغمرت موسيقاها مدرجات مركز اليرموك الثقافي.

هذا ما حدث، مساء أول من أمس، في مركز اليرموك الثقافي، خلال الحفل الموسيقي الذي أحياه عازف البيانو يوسف بالوغ وعازف الكمان أنتال زلاي، واللذان عزفا على شغاف القلوب أعذب المقطوعات.


شهد الحفل، الذي أقيم تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، حضور حشد جماهيري غفير، يتقدمهم قيادات المركز، وكوكبة أخرى كبيرة من عشاق الموسيقى.

في مستهل الحفل، وفور ما ذابت أنامل العازف يوسف بالوغ في مفاتيح البيانو، وعانق العازف أنتال زلاي آلة الكمان، حتى دارت الرؤوس تفاعلاً وانسجاماً على وقع تلك القطع الموسيقية، التي تفشى سحرها الأخاذ في أرجاء المسرح، وهي من نوع «لإرنو دوهاني» و«سوناتا».

إلى ذلك، أشاعت مقطوعة «يزولدنس ليبشتود» جواً من الرومانسية التي هزت المشاعر بقوة وداعبت الذكريات، قبل أن تتراقص الأفكار على أنغام «رقصة مجرية»، تلتها رقصة أخرى للكمان والبيانو، تبعتها رقصات شعبية رومانية.

وفيما كان العازفان منهمكين في العزف الانفرادي حيناً والعزف الجماعي في كثير من الأحيان، كانت الجماهير تتفاعل وتتمايل على تلك الألحان، التي تنوعت بين الرومانسية الهادئة وبين الرقصات السريعة، حتى هاجت المشاعر عندما تدفقت موسيقى «أمواج بحيرة بلاتون» لتنساب البهجة في قلوب الحاضرين.

ويعتبر يوسف بالوغ من أكثر عازفي البيانو موهبة في جيله، حيث ولد هذا العازف الموهوب في العام 1979، وريثاً لتقاليد البيانو المجرية المعروفة عالمياً، والتي أرساها فرانز ليست وإرنست فون دوناني، وبللا بارتوك.

وقد أشاد به النقاد وامتدحه الجمهور لأسلوبه المتميز في العزف وإحساسه الموسيقي المرهف. وعلى الرغم من حداثة سنه، فهو يتمتع برصيد كبير من أعمال الكونشرتو وحفلات العزف وموسيقى الغرفة. ومع اهتمامه بعزف الأعمال الموسيقية التقليدية والمعروفة للبيانو، فهو يعزف أيضاً لمؤلفين مغمورين، بالإضافة إلى موسيقى الجاز، والموسيقى المعاصرة، فضلاً عن تسجيلات خاصة به.

قدم بالوغ أكثر من 1000 حفل موسيقي، كعازف منفرد، أو ضمن فرقة موسيقى الحجرة في 26 بلداً، بين أوروبا وأميركا وآسيا، وقد ظهر في قاعات كبيرة للحفلات، مثل قاعة كونسرتجبو في أمستردام، وقاعة تشان سنتر في فانكوفر، وكنسينجتون بالاس في لندن (بحضور الأمير تشارلز)، وغيرها الكثير.

أما زلاي، فهو «عازف غير عادي لآلة الكمان، إذ يتميز بجمال النغم، وعذوبة الموسيقى والنضج وتتصف شخصيته بالنبل».

هكذا وصف عازف الكمان الأسطوري الروسي إيغور أويستراخ، العازف زلاي، الذي يرسي مكانته تدريجياً وبثبات، كواحد من كبار عازفي الكمان في جيله.

ومنذ أن قدمته النجمة مونيكا بيلوتشي في باريس وهو في الثانية عشرة من عمره، قام زلاي بالعزف في 38 بلداً، في أربع قارات، في قاعات عديدة، منها برلين فيلهارموني، كولنر فيلهارموني، فينر ميوزك فيرين، بوزار بروكسيل، قاعة كارينجي وغيرها.

تضم قائمة أعماله عزفاً مشتركاً مع جوزيه كاريراس، في سويسرا، وكونشرتو في الحديقة المركزية في نيويورك، وعزفاً للأمير تشارلز في قصر كنسينجتون، في لندن.

كما ظهر في العديد من المهرجانات، مثل إسطنبول، جورج إنسكو، بودابست للربيع، يوري باشمت، ديفيد أويستراخ، البستان بلاجيو، لاجو ماجيور، سيون فالية، ومهرجان ريكاردو كاسترو الموسيقي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي