حوار / تحدّث عن مغامرته الجديدة في تقديم «طرب»

مروان خوري لـ «الراي»: كنتُ أتمنى لو شارك زياد الرحباني في عمل فيروز الأخير

No Image
تصغير
تكبير
تجربة التقديم قريبة من طبعي وتشبهني إلى حد بعيد على عكس التمثيل

سمعتُ أغنيتين «حلوين» من ألبوم أصالة... وهناك واحدة لفتتني قليلاً من ألحان صلاح الكردي

أحبّ فيروز مهما قدّمتْ... كلنا متورطون في حبها
يخوض الفنان مروان خوري تجربةً جديدة من خلال برنامج «طرب» الذي يضيء على زمن الفن الجميل لإعادة الصلة بين القديم والحديث وإتاحة الفرصة أمام الجيل الجديد للتعرّف على عمالقة الغناء العربي وأعمالهم.

مروان خوري أكد في حديث إلى «الراي» أنه يجد نفسه في التقديم إلى حدّ كبير، كما تحدّث عن تجربته كممثل، وأغنيته الأخيرة «مرت سنة» وأبدى رأيه بعدد من الأعمال من بينها أغنيات فيروز الأخيرة، لافتاً إلى أنه كان يتمنى لو أن زياد الرحباني شارك في العمل...


• قريباً يرى برنامجك الجديد «طرب» النور. كم تراهن عليه وما حجم المسؤولية الملقاة على عاتقك، كونك تخوض تجربة التقديم للمرة الأولى؟

- لا شك في أن أي خطوة أقوم بها خارج الغناء، فيها رهان وخطورة. عندما عُرض عليّ هذا المشروع اعتبرتُه تجربة جديدة، وعندما بدا أن التنفيذ سيكون بالمواصفات التي أريدها، تَناقشنا بالمشروع، عدا عن أن البرنامج يحكي عن الطرب والأغنيات وعن شخصيات فنية كبيرة من الزمن الجميل، ويستقبل فنانين موجودين حالياً على الساحة وآخرين مخضرمين. تَوافُر كل هذه العناصر ينفي وجود الخطر. كما أنه بوجود فريق عمل جيّد أتمنى أن تكون النتيجة ناجحة.

• هل تحاول من خلال البرنامج أن تقدّم صورة معيّنة عن الفن الذي تحبّه؟

- أنا أحاول أن أوصل أفكاراً تاريخية ومؤرشفة وأحداثاً حصلتْ وأن أعطي صورةً عامة. وأنا أحب هذا النوع من الفن عموماً. نحن نتشارك في الاستوديو مع صحافيين يقدّمون رأياً نقدياً أو علمياً، بينما يتمحور الحديث مع الفنان حول مواضيع أخرى، بحسب تجربة كل فنان. وبالنسبة إلى الأشياء التي أريد أن أقولها، فسأفعل ذلك، كما أنني أشارك في تعريف الجيل الجديد على الفن الجميل وأعماله، لأننا نخاف من أن يحصل انقطاع نهائي بين القديم والحديث، وهذا ما يجري مبدئياً. عندما فكّرتُ بالعرض جيداً، شعرتُ بأنه يجب أن أتواجد في برنامجٍ مماثل، لأنني أستطيع أن أعطي فيه من ذاتي.

• ولكن في برامج الهواة، نجد أن المشتركين يغنّون أعمال الجيل القديم، والفنانون في حفلاتهم أيضاً ولم نشعر بأن هناك انقطاعاً بين الفن القديم والفن الحديث؟

- أنا أقصد أن ما يُقدّم جديداً منقطعٌ عما كان يُقدّم سابقاً بالجملة والكلمة بنسبة 90 في المئة. ولكن ما تقولينه صحيح، ونحن أكدنا في أكثر من حلقة أن المشاركين في برامج الهواة وأي أحد يغني، يضطر إلى غناء القديم، لأنه من الكلاسيكيات.

• هل الفن الغنائي إلى اندثار إذا بقي على ما هو، أقصد لناحية عدم وجود أغنية تحمل قيمة فنية وقادرة على الاستمرار؟

- هذا الأمر إذا حصل يكون عكس الطبيعة. وهو يمكن أن يَحدث في حال اندثر المجتمع لا سمح الله. لا أريد أن أتكلم في السياسة، ولكن في هذه الناحية هذا أمر ضروري. كل شيء يؤثّر على الفن، وإذا استمرّ الوضع السياسي في المنطقة العربية على ما هو، أشعر بالخوف على كل شيء وليس على الفن وحده. لأن هناك انحداراً غريباً في القيم والعلاقات، والهوية العربية في خطر. التاريخ العربي الغني في خطر، والتشرذم الموجود حالياً فظيع جداً. ولا أعرف ماذا يمكن أن يحصل ولكنني أتمسك بالتفاؤل وأقول إن الحياة نفسها هي التي ستعيد التوازن، ولكن لا أعرف متى.

• اللافت أن المغنين يطرحون أغنيات شهرياً ونَسمع أنها تحقق ملايين المشاهدات، ولكن لا توجد بينها أغنية واحدة ضاربة؟

- «شو يعني مشاهدات»؟ يجب أن يجدوا حلاً لهذه الموضة وأن يوقفوها عند حدّها. المهمّ أن تعْلق الأغنية في ذهن الناس. الأغنيات القديمة قسم كبير منها لا يزال مستمراً حتى اليوم، لأنها شُغلت بشكل صحيح.

• طرحتَ أغنية «مرت سنة» وكان هناك إجماع عليها من النقّاد والصحافيين وهذا الأمر نادراً ما يحصل؟

- أنا مع الأغنية التي تحظى بالإجماع، لأن العمل الجميل هو الذي يحظى بالإجماع. لست مع الأغنية التجارية إلا إذا كان فيها ابتكار وما يُحدِث صدمة إيجابية وتستمرّ مع الوقت، وليست صدمة كالتي تحصل في غالبية الأغنيات حالياً. دائماً نسمع مِن الفنان عبارة «الأغنية كسّرت الدنيا»، ولكنها في الحقيقة «كسرت الدنيا في جزيرته». «فايسبوك» و«تويتر» و«إنستغرام» هي جزر، وكل فنان يعيش في جزيرتِه وجمهوره موجود في داخلها. وهذا يعني أن الكل سيقول آه عند طرْحه لأيّ أغنية جديدة، لكن عليه أن يسمع من الجمهور الآخر، ومن النقّاد والصحافة. الحمد لله، وبالرغم من أنني أحب «الفانز» وهم صادقون معي، ولكنني لا أرتكز على رأيهم فقط، بل أسمع آراء الآخرين.

• ما الذي أَعجبك بين الأعمال التي طُرحت في الفترة الأخيرة؟

- عادةً أنا أسمع كل الألوان الغنائية، وبصراحة لفتتْني «كم أغنية مهضومين» لناصيف زيتون، ولكنني لا أعرف كم يمكن أن تستمرّ، والمسألة ترتبط بالوقت، وهي أغنيات تشبهه وتشبه عمره، والنمَط الموسيقي فيها مهضوم. كما أحببتُ أغنية نداء شرارة وهي قريبة من جوّي الغنائي.

• هل سمعتَ ألبوم أصالة «مهتمة بالتفاصيل» وما الذي أَعجبك فيه؟

- سمعتُ أغنيتين «حلوين». هناك أغنية لفتتْني قليلاً وهي من ألحان صلاح الكردي. في الفترة الأخيرة، لم أسمع كثيراً، ودخلتُ في جو مختلف بسبب البرنامج، وخلال شهرين ونصف الشهر أنتهي منه. لم أسمع الألبوم كله كي أعطي رأيي في شكل دقيق.

• هل أحببتَ أغنيات فيروز الأخيرة؟

- سمعتُ أغنية واحدة أجواؤها لاتينية، ولم أسمع الأغنيات الباقية بسبب ضيق وقتي وانشغالي بالبرنامج.

• هل انت مع فكرة ان تقدّم فيروز أعمالاً مترجَمة عن أغنيات أجنبية؟

- أحبّ فيروز مهما قدّمتْ، وكلنا متورّطون في حبّها، كما أحبّ ابنها زياد. وفي رأيي إذا كانت لا توجد نية بالتعامل مع زياد، فمن الأفضل تقديم أغنيات بعيدة عن جوّه. فما معنى عدم التعامل معه وفي الوقت نفسه تقديم أغنيات قريبة من جوّه! أنا لم أعتبر أن الأغنية ليست لزياد، بل اعتبرتُها له لأنها قريبة من جوّه في تركيبة كلامها واللحن.

• ألا تقول بينك وبين نفسك لماذا لا تأخذ مني فيروز ألحاناً؟

- من دون أدنى شك «هيدي فيروز»، ولكنني أفهم الجو.

• وما هو الجو؟

- كان يفترض أن يكون زياد في أعمالها و«زعلان كتير» لأن هذا الأمر لم يحصل. الجو الرحباني محصور. وكي نكون واقعيين، منذ المرحلة السابقة وحتى اليوم لم ينفتح على مطارح أخرى. لا أعرف، ربما يكون هذا الأمر صحيحاً، ولكنني كنتُ أتمنى لو أن زياد كان مع فيروز في عملها الأخير. وتبقى محبّتنا لفيروز أكبر من أيّ شيء آخر.

• إلى التقديم، خضتَ تجربة التمثيل، ويبدو أنك أكثر جرأة في التنويع في تجاربك الفنية؟

- السبب يعود إلى الخبرة والنضج. بصراحة، تجربة التقديم قريبة من طبعي وتشبهني إلى حد بعيد على عكس التمثيل، الذي لا يُعتبر من بين مواهبي، ولكنني خضتُه كتجربة، وربما أكررها في حال عُرض عليّ إنتاج جيّد وسيناريو مناسب، يقدّمني بالجو الذي يناسبني كمغنٍّ وملحّن يمثّل وليس العكس، وهذا الأمر لم يتحقق حتى الآن. التمثيل يكون بالفطرة، فإما يكون موجوداً أو لا يكون.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي