بين فترة وأخرى خصوصاً في رمضان، تظهر لنا مسلسلات وبرامج ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، تزعم الإصلاح وفي نيّتها الإفساد، تدّعي تنوير الناس، وفي الحقيقة تسعى لتغييب عقولهم!
محاربة الإرهاب موجة ركبها الكثيرون، ومعها تم دس السم بالعسل، وتم استغلال شعار «محاربة الإرهاب» واجهة للتصفيات السياسية، والاختلافات المذهبية.
ظهرت لنا مسلسلات عدة تحاول إلصاق صفة الإرهاب والتطرف - ولو بصورة غير مباشرة - بالملتحي والمنقبة. وتحاول تشويه صورة المتديّنين في عقلية المشاهد، لتدفعه إلى كراهية أهل اللحى والنساء المنقبات، وحتى يتوجس منهم خيفة، ويحرص على عدم الاقتراب منهم أو التعامل معهم!
لقد وصل الإسفاف في بعض المسلسات إلى درجة صوّرت فيه المتديّنين من النساء والرجال وكأنهم قوم يلهثون وراء المتعة الجنسية، ويسوّغون الفتاوى من أجل إشباع رغباتهم، وبصورة يتقزز منها المشاهد!
وفي بعض الأحيان يحاولون تأكيد كذبة أطلقها أعوان النظام السوري المجرم ضد معارضيه من التيارات الدينية، ألا وهي ما عُرِف بـ «جهاد النكاح»، ومن المحزن أن تتبنى عرض هذه المسلسات قنوات عربية!
من المؤسف أن يتم إلصاق تهمة الإرهاب بكل من يدافع عن وطنه، خصوصاً مع حركات المقاومة للمحتل، ولم يثبت ولو مرة واحدة أنها هدّدت أمن أي بلد عربي.
نتعجب حقيقة من الخلط بين ضحايا إرهاب النظام السوري وضحايا التطرف.
إن الإنصاف مطلوب، والعدالة واجبة في حكمنا على الأفراد أو الجماعات أو الهيئات أو التيارات أو المنظمات و حتى الدول.
والله تعالى يقول «ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألّا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى»، فكرهك لشخص أو هيئة لا ينبغي أن يحملك على ظلمه أو الافتراء عليه.
مما يهّون الأمر هو الثقة بالوعي الكبير لدى المشاهد العربي والذي أصبحت مثل هذه الفبركات لا تنطلي عليه.
ولذلك وجدنا التصدي لمثل هذه المسلسلات والمشاهد والاتهامات، ليس من أهل التدين فقط وإنما من عامة الناس، لشعورهم بالمبالغة والتهويل الذي تجاوز كل الحدود.
نتعجب من صمت المخرجين والمنتجين عن إرهاب إيران وأطراف أخرى من دول ومنظمات تمارس الإرهاب والتطرف بالفعل في سورية والعراق ولبنان، بحجة عدم الدخول في الطائفية، وهم بذلك يجعلون التطرف في جهة معينة دون غيرها!
فهل هذا إعلام مسؤول ومؤتمن؟
Twitter: @abdulaziz2002