رسالتي

«واعتصموا بحبل الله جميعاً»

تصغير
تكبير
وصية ربانية منذ أكثر من 1400 سنة، للأمة الإسلامية جميعاً، فالفرقة والاختلاف من أكبر أسباب ضياع الأمة وهزيمتها أمام أعدائها.

لقد حرص الرسول عليه الصلاة والسلام، على كل قول أو فعل يؤدي إلى وحدة المسلمين، وحذّر من كل أمر يتسبب في فرقتها واختلافها.


ولذلك نهى عن إفساد ذات البين، والعصبية الجاهلية، والسخرية والغيبة والنميمة، والتنابز بالألقاب والفخر بالأنساب والأحساب، ونقل الاشاعات، والحكم على الناس من دون تثبت «إن جاءكم فاسق بنبإٍ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين».

كما دعا الإسلام في المقابل، إلى حسن الظن والتماس العذر، وإلى التسامح والعفو وقبول الاعتذار، وتقديم الاعتذار عند الخطأ من دون مكابرة، وألا تأخذ الإنسان العزة بالإثم.

لقد ضاع المسلمون في الأندلس عندما تفرق شملهم ودبّ الصراع بينهم، وتدخل أعداء الإسلام فزادوا الفرقة، ليتمكنوا بعد ذلك من إسقاط آخر معاقل المسلمين في تلك البلاد.

ولما تفرق العرب في عصرنا الحاضر، ضاعت فلسطين، وتقسمت بلدان عربية، وكثرت الصراعات الدموية.

إن أكبر خدمة نقدمها لأعداء الأمة هي الانشغال بصراعاتنا الداخلية، ونسيان الأخطار الخارجية التي تحيط بنا.

لقد أدرك أعداء الأمة أهمية بث الفرقة بين أبناء المسلمين، ولذلك لم يفتروا منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، في إثارة النعرات وإشعال الفتن بين أبناء الأمة.

لمّا رأى يهودي اجتماع كلمة المسلمين في المدينة المنورة، والمحبة والأخوة التي عمرت قلوبهم بعد هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام، أراد أن يفسد هذه الروح، فأخذ ينشد أشعارا قديمة تُذكّر بقتلى الأوس والخزرج قبل الإسلام، وتستثير العواطف، وتطالب بأخذ الثأر.

فتأثر كلا الطرفين بما قيل، وأخذوا كلٌ ينادي بأخذ الثأر، واستل القوم سيوفهم، وكادت أن تحدث مقتلة عظيمة، لولا رحمة الله تعالى، إذ جاء النبي صلى الله عليه وسلم مسرعاً، وأخذ ينادي في القوم بأعلى صوته: «أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم»؟

فعلم القوم أنها نزعة شيطان، أشعلها عدو للإسلام، فألقى القوم سلاحهم، وأقبلوا يعتذرون لبعضهم، وعانق بعضهم بعضاً وأخذوا يحمدون الله تعالى على أن لم ترق منهم الدماء.

وبعد هذه الحادثة نزلت عدة آيات في سورة آل عمران ومنها قوله تعالى «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا».

فجدير بالأمة الإسلامية أن تتمسك بهذه الوصية كي تحافظ على وحدتها وقوتها، وإلا فإن الخلاف والتنازع مصيره الذل والهوان وغلبة العدو، وصدق الله «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».

Twitter:@abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي