هكذا أعلنها الشعب التركي مدوية «نعم» للتعديلات الدستورية. نعم لتتحول تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي.
هكذا لم يخيب الشعب التركي ظن رئيسه فيه. هكذا رد الشعب التركي التحية للرئيس الذي وقف شامخا في وجه الانقلاب الذي أراد أصحابه أن يرجعوا تركيا إلى الوراء مئة عام.
لقد أتت نتيجة التصويت على الاستفتاء لمصلحة التعديلات التي طرحها الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية.
لقد صوت الأتراك لمصلحة التعديلات، ثقة بالرئيس والحزب الذين أداروا الحكم في البلاد منذ 15 عاما، واستطاعوا خلال هذه الفترة الرُّقي بتركيا إلى مصافي الدول المتقدمة، ولتدخل تركيا ضمن الدول العشرين الأقوى اقتصاداً في العالم.
صوّت الأتراك بنعم، بعد أن تابعوا وشاهدوا استماتت الغرب على إفشال التعديلات المطروحة، ولعلم الأتراك بأن الغرب لا يضمر لهم إلا السوء، فأرادوا أن يلقنوه درساً.
صوّت الأتراك بنعم من أجل رئيس يريد أن يعيد لتركيا هويتها الإسلامية، ويعزز مكانتها التاريخية.
صوّتوا بنعم من أجل تمكين الرئيس من المضي قُدُما في الاصلاحات الاقتصادية، وليكون في موقف أقوى يمكنه من اتخاذ قرارات مصيرية، تستدعيها الظروف الداخلية والإقليمية.
لقد فرح واحتفل الملايين من المسلمين من غير الأتراك بنجاح الاستفتاء على التعديلات، لأنهم يرون في أردوغان الزعيم الذي يستطيع الوقوف بصدق مع قضايا الأمة الإسلامية - وتاريخه يشهد.
في الوقت الذي «انفقعت» به مرارة آخرين من خصوم أردوغان، والذين جاءت النتائج بعكس توقعاتهم. أولئك الذين لا يريدون الخير لتركيا ولا لأي حزب إسلامي أو ذي مرجعية إسلامية أن يتقلد زمام الحكم.
لقد حاول بعض هؤلاء التقليل من نجاح الاستفتاء على التعديلات، فأخذ بعضهم يصفه بالباهت، وآخرون يعتبرونه غير شرعي لأن نتيجة التصويت بنعم كانت 51،4 في المئة، ونقول لهؤلاء، لقد انفصلت بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي بعد استفتاء شعبي كانت نسبة المؤيدين فيه للانفصال هي 51،9 في المئة. والرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، لم يفز إلا بفارق ضئيل جدا عن مرشحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون.
فلماذا حلال هناك وحرام هنا؟
البعض يعتبر الانتقال إلى النظام الرئاسي هو تحول نحو الديكتاتورية، لكن هل يجرؤ هؤلاء على قول هذا الكلام تجاه الولايات المتحدة الأميركية والتي تُحكم بالنظام الرئاسي؟
البعض يسخر من الاستفتاء الذي جرى في تركيا، ويريد التقليل من شأنه، بينما هو لم يقف في حياته ولو لمرة واحدة في طابور انتخابي في بلده!
بعض الصحف العربية تصف نجاح الاستفتاء على التعديلات بالقول: «تركيا تتجه نحو الديكتاتورية»، بينما هذه الصحف لا تستطيع نقد وزير في بلادها فضلا عن رئيس حكومة!
وصحف أخرى دولها مليئة بسجناء الرأي والمعتقلين السياسيين، ثم هي تتباكى على الديموقراطية التركية!
نتمنى للرئيس والشعب التركي الشقيق كل التوفيق، وأن تجلب التعديلات القادمة الاستقرار والخير لتركيا، وأن تكون مصدر قوة للرئيس ليقف في وجه أعداء تركيا والعالم الإسلامي.
أجمل تعليق قرأته ليلة إعلان نجاح الاستفتاء هو: «هزّة أرضية تضرب أوروبا هذا المساء بقوة 51،4 على مقياس أردوغان».
Twitter:@abdulaziz2002