في حفل نظمته سفارة بلادها... واحتضنه «بيت ديكسون»

«ميسي» الهنغارية... تغنَّت بالسامري مع «البوشية»!

تصغير
تكبير
ميهاي باير:

الثقافة جسر يقرِّب بين ثقافاتنا... لنصبح جميعاً أقوى وأفضل

جسوس ماجدة:

الجمهور الكويتي رائع ومميز... ويملك حساً فنياً وذائقةً جيدة

حسن جمعة:

سعيد بتعرُّفي على فرقة «ميسي»... وحظيتُ بمشاركتهم في العزف
الموسيقى لغة عالمية... وجسر للتقريب بين الثقافات.

لعل هذه العبارة وجدت مصداقاً لها في الحفل الغنائي الذي أقيم أول من أمس في بيت ديكسون، واستقطب كوكبة من السفراء ومتذوقي الموسيقى.


الحفل الذي أقامته سفارة هنغاريا لدى الكويت، تجسيداً لدمج الثقافات والعمل على التقارب والتعايش بين المظاهر المختلفة للثقافات المتعددة، تأسيساً على أن الاختلاف ثراء، وهو الأمر الذي تجلى في الحفل، بامتزاج الموسيقى الهنغارية والعربية، في فسيفساءَ صوتيةٍ تجاوزت الحدود الجغرافية، وحتى الاختلافات الشاسعة في اللغات المنطوقة!

فقد نظَّمت السفارة الهنغارية في الكويت، متمثلة بالسفير ميهاي باير، حفلاً موسيقياً شعبياً هنغارياً منغمساً في الموسيقى الشرقية العربية أحيته فرقة «ميسي» إلى جانب الفنان حسن جمعة مع أعضاء فرقته، لتتردد أصداء موسيقاه في فناء «بيت ديكسون» في حوارٍ رفيع مع الحضور الذين تجاوبوا مع الموسيقى الراقية والهدف النبيل!

بداية الحفل كانت مع جسوس ماجدة ماريا وهي مغنية وعازفة متحدرة من أب هنغاري وأم مغربية، حيث انطلقت مع أعضاء فرقتها إيفان على آلة «الغيتار» وزوجها عازف الإيقاع غيري، محلّقة مع الأغنية الأولى في فضاء فنها محتضنة آلتها الموسيقية «سال»، وقدمت أغنية مستوحاة من فولكلور التراثين الهنغاري والتركي بعنوان «My Rose in the Garden»، ومن ثم تبعتها بأخرى بعنوان «The Bridge Keeper» من الفولكلور التركي وكلماتها من شعر الأطفال الهنغاري.

ورغم أن الكلام لم يكن مفهوماً لدى البعض من الجمهور بحكم اختلاف اللغات، فإن إحساس الموسيقى وصل إليهم، وهو ما جعلهم يتفاعلون مع ما سمعوه من خلال التصفيق والانسجام التام. ومع هذه الأجواء الرائعة قدّمت جسوس أربعة أغانٍ أخرى مزجت فيها ما بين الفولكلور المغربي والهنغاري بصورة جميلة، لينضم بعدها الفنان حسن جمعة مع أعضاء فرقته إلى (ميسي)، فكانت هنا نقطة الالتقاء والاندماج الموسيقي، حيث غنّوا وعزفوا معاً مجموعة كبيرة من الأغاني الممتزجة بثقافتها، منها أنشودة «طلع البدر علينا» إلى جانب أغانٍ من العصر الأندلسي، وأخرى من التراث التركي التي حظيت باستحسان الجمهور، أيضاً وبحكم وجود صلة ما بينها وبين المغرب قدّمت أغنية تخصّ الأعراس المغربية، لكنها قامت بدمجها مع الفن الهنغاري.

وختام هذا الحفل الرائع كان مميزاً من خلال أغنية كويتية ذات إيقاع سامري بعنوان «البوشية»، فقدمتها جسوس بصوتها الذي يكاد يستعصي عليه النطق باللغة العربية، لكن على رغم هذا استطاعت تجاوز الأمر، وتأدية الأغنية بصورة جميلة ورائعة، مرافقاً إياها بصوت أنغام الآلات الغربية والشرقية معاً.

عقب انتهاء الحفل الموسيقي، عبّر السفير باير لـ «الراي» عن سعادته بنجاح الحفل قائلاً: «أنا سعيد بهذا التجمع الفني الرائع، وبما سمعته من دمج للثقافات، وهو ما أسعى إليه دائماً، حيث سعت السفارة الهنغارية خلال السنوات الثلاث الماضية إلى تنظيم حفلات موسيقية كلاسيكية بواقع مرة واحدة في السنة، ثم حرصت على أن تصبح مرتين مع تغيير في نوعية الموسيقى التي نقدمها، وهو ما شاهدته في الحفل الحالي مع الفرقة الثلاثية الهنغارية (ميسي) التي تعزف أغاني هنغارية تحمل علامات تأثير الحضارات الشرقية، وتمّ دمجهم مع مجموعة من العازفين الكويتيين بصور جميلة، نتج عنه امتزاج للحضارات والموسيقى والتقاليد».

وتابع: «من وجهة نظري أن الموسيقى تختلف من شخص إلى آخر بحسب من الذي ألفها والمكان الذي جاء منه وغيرها من الأمور، وأتصوّر أن الموسيقى هي جزء لحضارة ما معينة، وهدفنا اليوم هو التمكن من بناء جسر من التواصل والتفاهم فيما بيننا، لأن ذلك يساعدنا على التعايش بعضنا مع بعض وبالتالي سنصبح جميعاً أقوى وأفضل».

من ناحيتها، عبرت جسوس، عن سعادتها الكبيرة بالغناء للمرة الأولى في الكويت، وقالت: «زرتُ العديد من بلدان العالم، وشاركت في أكثر من فعالية فنية موسيقية، وعزفت أمام آلاف الجمهور، رغم ذلك أعجبني كثيراً ذلك الحس الموسيقي والذائقة الجيدة والرائعة التي يمتلكها الجمهور الكويتي، وقد لمست ذلك الأمر من خلال اندماجهم وانسجامهم التام طوال فترة الحفل مع كل نغمة موسيقية صدرت من الآلات الموسيقية أو كلمة لأغنية كنت قد تغنيت بها رغم اختلاف اللغات، إنهم فعلاً رائعون ومميزون، وأتمنى ألا تكون هذه الزيارة الأخيرة في إحياء حفل موسيقي هنا في الكويت، حيث إنني أطمح إلى أن يكون الحفل المقبل أكبر وأوسع نطاقاً، يحضره الكثيرون من الجمهور للتعرف على فنون جديدة ربما لم يسمعوا بها من قبل».

من جانبه، أثنى العازف حسن جمعة على هذه التجربة، بالقول: «سعيد جداً لأنني تعرفت على فرقة ميسي الهنغارية، وحصلت على فرصة العزف معهم بوجود أعضاء فرقتي، وهم: آلة (الكمنجا) لؤي الصرفي، و(الإيقاع) علي حاجية وعلى الآلة الإسبانية (الكاخون) عبدالرحمن عيسى، لأن مسألة دمج الثقافات مهم جداً، وهو ما أحرص عليه دوماً من خلال مشاركتي الدائمة مع مختلف الفرق العالمية التي تزور الكويت بالتعاون مع مختلف سفارات دول العالم، وهو أمر أحرص عليه كي أزيد وأوسّع من ثقافتي وفكري الموسيقي، والجميل في الحفل الحالي أنني كنت المعلم للمغنية جسوس في تعليمها غناء أغنية كويتية ذات اللون السامري بعنوان (السامري)».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي