رسالتي

عودة الجناسي ... شكراً للجميع

تصغير
تكبير
جلست أتخيل سجود الشكر، والابتسامات التي ارتسمت على الوجوه، والسعادة والفرحة التي عمرت قلوب تلك الأسر التي سُحبت جناسيها - ومعهم معظم أهل الكويت - بعد الخبر السعيد الذي زفهّ النواب بإرجاع الجناسي وعودتها لأصحابها عقب لقائهم بسمو الأمير.

هذه الفرحة التي طال انتظارها، بعد أن مس الضر أصحاب الشأن لسنوات عدة.


مع هذا الخبر السعيد، لا بد أن نتوجه أولا بالشكر إلى الله تبارك وتعالى الذي بيده تقديرالأمور وتصريف الأشياء، والذي بنعمته تتم الصالحات.

ثم الشكر لسمو أمير البلاد الذي تكرم بهذه المكرمة، من أجل إرجاع الحقوق لأصحابها، وتفريج كرب أسر وعوائل أصابها الضر لسنوات.

والشكر موصول للنائب الدكتور جمعان الحربش، الذي حمل ملف إعادة الجناسي على عاتقه وجعله من الأولويات، وكان له التحرك الدؤوب والمتواصل مع إخوانه النواب، ليحقق ما وعد به الأسر المتضررة وجمهور الناخبين.

والشكر لرئيس مجلس الأمة الأخ مرزوق الغانم، والذي كانت له جهود كبيرة مع النائب الحربش في قيادة التفاهم بين نواب المعارضة ونواب المجلس السابق للوصول إلى هذا التفاهم، والذي تعود معه الجناسي إلى أصحابها.

الشكر لكل نائب - حالي أو سابق - صدق في تبني موضوع الجناسي، وسعى في إرجاع الحقوق لأصحابها. والشكر لأصحاب الدعوات الصادقة والذين كانت أكف أيديهم ترتفع كل ليلة من أجل إرجاع الحق لأصحابه، والذين حققوا مفهوم الجسد الواحد، الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى.

إن من أحب الأعمال إلى الله تعالى: سرور تدخله على قلب مسلم، فأي سعادة أكبر من عودة الجناسي لأصحابها.

فجزى الله خيراً كل من سعى في ذلك، ونسأل الله تعالى أن يسعده في الدنيا والآخرة.

إن إرجاع الجناسي يسجل ضمن انجازات بعض الصادقين والمخلصين من نواب المجلس الحالي، ونسأل الله تعالى أن يعينهم على استكمال بقية التطلعات والانجازات التي وعدوا بها، والتي تخدم البلاد والعباد.

إن إرجاع الجناسي عبر التفاهمات، لهو درس وفائدة للاخوة السياسيين بأن ليس كل حق يمكن أخذه بالصراع والمواجهة، بل إن من العقل والمنطق أن يتدرج المرء في الإصلاح، لا أن يجعل الكي هو أول الدواء.

لذلك، نتمنى أن تشهد الأجواء السياسية في الفترة المقبلة شيئاً من التهدئة، وأن يكون علاج الأخطاء بالتي هي أحسن.

لقد جاء موضوع إعادة الجناسي في فترة تشهد فيها المنطقة والإقليم صراعات ملتهبة، وبلا شك أن عودة الجناسي تزيد من التلاحم والوحدة والترابط بين أبناء المجتمع.

لقد أثبتت الفترة الماضية أن الكويتيين وإن اختلفوا في توجهاتهم ومنطلقاتهم، ومذاهبهم، إلا أنهم يجتمعون على شيء واحد، وهو حب الوطن والولاء له والدفاع عنه والحرص على مصلحته.

نبارك لمن أرجعت لهم الجناسي عودة الحق لأصحابه، فلقد صبرتم حتى جاءكم الفرج من الله:

ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعاً وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فُرِجت وكان يظنها لا تفرج

Twitter: @abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي