رأي قلمي

خور عبدالله!

تصغير
تكبير
جلست بين قلمي وأوراقي، لألملم شتات ذهني وتبدد عقلي، حتى أستطيع أن أسطر كلماتي عن شأن داخلي سيادي لا يجرؤ أحد على التدخل فيه غير متطفلين ودخيلين، لا يحترمون ولا يبجلون تاريخ الكويت العريق في مساندتهم وتأييدهم لأكثر من موقف وحدث.

فبعض العراقيين نزعوا وجردوا كل قيم وقواعد الدين والدنيا، وتجاوزوا الأحكام الشرعية والدولية التي تحكم علاقات بلادهم بدول الجوار؛ ولم يبق من قضاياهم ومشكلاتهم إلا المطالبة بخور عبدالله.


تقدمت البلدان وتنافست وأصبحت تواكب بعضها البعض، ووصلت من الحضارة والتقدم إلى ما وصلت إليه؛ تقدم العالم بالفكر والثقافة والتكنولوجية إلى درجة تبهر، ولن نستطيع كبح أنفسنا أمام طوفان التطور والتقدم، إلا بسيل محمل بوقود الهمة والعزيمة لاعتلاء القمم والوصول إلى ما وصل إليه العالم، لنصبح من عظماء الأشخاص الذين سيذكرهم التاريخ بطموحاتهم وانجازاتهم، وكيف بذلوا واجتهدوا ليصلوا إلى القمم بأوج المعرفة والفكر والثقافة والحضارة.

العالم بأكمله من دون استثناء يسعى للتطوير والانجاز والبناء والتقدم والرقي، ما عدا بعض العراقيين الذين ليس لهم هَمْ وهاجس إلا الكويت، وكيف السبيل لاكتنازها في جلبابهم؟ أصبحوا حبيسي عقولهم التي لا تتجاوز أضغاث أحلامهم في ضم الكويت لهم بأي طريقة وأسلوب ومنهاج؛ أياً كانت عواقبه لا يهم... المهم ابتلاع هذه الكيكة المستطابة التي صُنعت من أغلى مواد خام في العالم، وزينت بالذهب الأسود، الذي أبهر العقول وجعلها تصاب بالجنون البيزنطي وأعمى القلوب عن الحقائق التاريخية لدولة مثل الكويت.

لذا نكرر ونردد ليس ذماً ونقيصة، بأن ما صدر من البعض منكم، خطأ... فكلما تجردنا وتغلبنا على جراحنا، وقلنا أن العراق بلد جار وصديق ونواياه حسنة ولا يحمل للكويت إلا كل تقدير وهيبة واحترام لسيادة هذا البلد الصغير بمساحته الجغرافية؛ الكبير بأفعاله ومواقفه؛ كشف البعض وللأسف الشديد عن نواياه مرةً أخرى.

حتماً سنتخطى من يخطط لحاضره ومستقبله على حساب جار أحسن له، وإن تناسى بعض العراقيين فضل الكويتيين، فالتاريخ لن ينسى ويتغافل عن مواقف مطلة على نوافذ براقة لامعة من جنوب العراق إلى شمال الكويت.

[email protected]

mona_alwohaib@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي