أستغرب من تلك الضجة الكبيرة التي يثيرها البعض ضد لجنة الظواهر السلبية -إحدى لجان مجلس الأمة- والتي تُعْنى بمتابعة الظواهر السلبية في المجتمع والتعرف على أسبابها، ومن ثم طرح الحلول لمعالجتها.
وهي لجنة ليست بجديدة على مجلس الأمة، فمنذ مجالس تشريعية سابقة تم تشكيل هذه اللجنة وباشرت القيام بأدوارها.
من الغرائب المُتعلقة بلجنة الظواهرالسلبية، أنها تعرضت لهجوم ومعارضة قبل تشكيلها، والأغرب هو أن بعض مَنْ عارض وجودها من النواب، قام بالترشح لعضويتها، والأدهى أنه أخذ بالمطالبة في أحقيته بتولّي رئاستها!
لجنة الظواهر السلبية من اللجان المهمة والضرورية، لأنها صورة من صور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذه الفضيلة -الأمر والنهي- هي من أسباب حفظ المجتمعات ودفع البلاء عنها، يقول الله تعالى «وما كان ربّك ليُهْلِك القرى بظُلم وأهلها مصلحون».
بعض من يُهاجم لجنة الظواهر ربما لا يعلم عن أهميتها ولا الأدوار المنوطة بها، ومثل هذا نطمح إلى أن يغير رأيه بعد الاطلاع على طبيعتها، لأنها تُساهم في علاج بعض المظاهر السلبية في المجتمع، وهل هناك عاقل لا يتمنى أن يرى مجتمعه نقياً من المفاسد؟
وأما الصنف الثاني المُحارِب للجنة الظواهر، فهم بعض دعاة الفساد ممن يُحبّون أن تشيع الفاحشة في المجتمع، ممن يريدون أن تتحول مجتمعاتنا إلى شبيهة بالمجتمعات الغربية، التي تُمارَسُ فيها السلوكيات بلا قيود، حتى وإن كانت مخالفة للفطرة البشرية!! وأمثال هؤلاء هم مَنْ يخاف من تشكيل لجنة الظواهر السلبية لأنها ستقف في وجوههم، وتلاحق فسادهم، وتفضح خططهم، وتُفشل مكرهم، لذلك تجدهم يُحاربونها ويسعون إلى التشويش عليها وعرقلة عملها.
نتمنى أن نرى ثمرات طيبة وإنجازات عملية لهذه اللجنة، وأن تكون أحد صمامات الأمان لهذا المجتمع.
وأحد المظاهر السلبية التي تحتاج إلى علاج هو ما يُعرف «بشارع الحب»، هذا الشارع الذي أصبح مصدر إزعاج وقلق لروّاده.
وأصبح العديد من سائقي المركبات -خاصة من كانت ترافقه عائلته- يتحاشى المرور بهذا الشارع، بسبب بعض الممارسات اللاأخلاقية التي يقوم بها بعض الشباب.
للأسف ان البعض يُجاهر بمعصيته في هذا الطريق، والبعض الآخر يتعمد تعطيل السير، وربما أغلق الطريق بسبب محادثة مع سيارة أخرى، خاصة إذا كان قائدها من الجنس الآخر.
ومن هنا ندعو وزير الداخلية، والذي يستبشر فيه الناس الخير الكثير - وهو ممن رحّب بتشكيل لجنة الظواهر السلبية واعتبرها مساندة لدور الوزارة - أن يعالج المظاهر السلبية في هذا الشارع، وأن يردع المخالفين للآداب العامة، بما لديه من صلاحيات «فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع في القرآن» حتى يتمكن مستخدمو الطريق من المرور به دون أن يلحقهم أي ضرر مادي أو معنوي. ووزير الداخلية قادر بإذن الله على محاربة هذا المنكر، وسيكتب الله تعالى له الأجر، وسيبقى ذِكْرُه الطيّب بين العالمين.
فيا معالي الوزير «اعقِلها وتوكّل».
Twitter: @abdulaziz2002