آهٍ على حلب...!

تصغير
تكبير
العالم بأكمله يتفرج على سلوك شاذ يمارس من «فرعون سورية» ضد الإنسانية. الإنسان قبل أن يدخل عالم السلوك لا بد أن يتلقى قسطا من التربية التي تعينه على تحديد مساره الذي سيسلكه في عالم السلوكيات، والتربية التي نتلقاها في أول مؤسسة اجتماعية (الأسرة)، هي من تساعدنا على تحقيق ذواتنا وتنمية قدراتنا، وهي من تزودنا بالمهارات المعرفية والسلوكية والعلمية، وتمكننا من أن نحيا حياة حرة كريمة بعيدة عن الجهل وشبح الفقر وإهدار القيمة والكرامة الإنسانية.

لا نبالغ نحن العرب والمسلمين إن قلنا اننا نعيش بمأزق عصيب بسبب أفعال وسلوكيات شخص لم يمر بعملية التربية التي مر بها الأشخاص الأسوياء المعتدلون، لأن التربية هي من تؤكد نوايا الإنسان الحقيقية، واستعداداته للنهضة والتنمية بنفسه ومجتمعه، وهي من تضمن ولاءه لدينه وعروبته ووطنه.


فالممارسات التي يمارسها النظام السوري اليوم تجاه دينه وعروبته وشعبه ما هي إلا دلائل وبراهين على عدم تلقيه التربية الكافية التي تؤهله ليكون قائدا أو رئيسا لشعب عريق يمتلك من الحضارات والثقافات ما له يمتلكه غيره، إنه يفتقد المعايير التربوية التي تعينه على قياس الصواب من الخطأ، ولا يمتلك منهجية للبحث عن الحقيقة التي توصله للحق وتهديه إلى السلوك والطريق السوي الذي يمضي فيه لنصرة دينه وعروبته وشعبه.

إن ما نعيشه من أحداث دامية في حلب، لهو دليل قاطع على عدم وضوح الرؤية الحالية والمستقبلية لدى بشار الأسد، ومؤشر على عجزه عن قراءة الواقع وتصور المستقبل لوطنه، إنه يعيش بتجمد ذهني وتجلط عقلي يفقدانه السيطرة والتحكم بزمام وصمام إدارة الأمور، إن أقصى ما تربى عليه مراحل تحويل رئاسة الجمهورية السورية إلى رئاسة وراثية باعتقاد ساقط بأنه يرث أرض الشام ومن عليها، حتى وإن سقط نظامه الديكتاتوري ذو الأيديولوجية البعثية التي أصّلت منهج مرجعيات فاسدة لا أصل ولا جذور لها في عقيدتنا الإسلامية.

تربى النظام السوري على انتهاك المواثيق الربانية والمحمدية قبل المواثيق البشرية التي تلزمه وتجبره على حفظ وصون كرامة الأرض والإنسان، وها هي مخرجات التربية التي ترباها في الصغر، وخاض من بعدها الصراع لدخول عالم السلوك الإيجابي، ولم يفلح وينجح لأنه يرفض تغيير حاله وواقعه السيئ، لا يريد أن يتنحى حتى وإن ظلت أرض سورية أرضا جدباء لا تنبت إلا الفاسدين الذين هم على شاكلته.

فنحن اليوم نطأطئ رؤوسنا خجلا وحياءً من أشخاص دفعوا دماءهم ثمنا للدفاع والذود عن الشام وأهلها، وها هو التاريخ يذكر سيرهم التي يفوح منها أريج وشذا عزتهم وكرامتهم وصونهم لأرض الشام المباركة، ونحن نبكي على شامٍ غُدِر بها من جاهل تربى على هدر الكرامة الإنسانية من أجل نفـسه العليلة المريضة، ولن تحيا الشام إلا بهلاكه.

[email protected]

mona_alwohaib@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي