أيّ فلاح أو مزارع يريد الحصول على محاصيل عالية الجودة، فإنه يسعى لاختيار أطيب البذور، وأحسن الأراضي، من أجل الحصول على أفضل النتائج.
ومن أهمل معايير الاختيار الجيدة للأرض والبذرة، فلن يحصد سوى المحصول السيئ والرديء.
الأمر نفسه ينطبق على اختيار الناخب للمرشح، فغداً السبت 26 / 11 سيتجه الناخبون لاختيار ممثليهم في مجلس الأمة لمدة 4 سنوات.
فإن أحسنوا الاختيار سيحصدون نوابا: يقدّمون تشريعات تصُب في مصلحة الوطن والمواطنين.
نواب يدافعون عن حقوق الشعب ومكتسباته، نواب يحترمون دين الدولة ودستورها، ويحافظون على القسم الذي أدّوه.
نواب يسعون إلى مزيد من الحريات، نواب يقفون في وجه التقصير أو الفساد الحكومي إن وُجِد.
ويدعمون كل مشروع أو قانون يساهم في حل المشاكل الاقتصادية من دون مساس بجيوب المواطنين.
وفي المحصلة النهائية يجني الثمرة المواطن وذريته وكل من يسكن على هذه الأرض الطيبة.
أما إذا أساؤوا الاختيار بسبب الحمية الجاهلية، أو العصبية الطائفية، أو المصلحة الشخصية البحتة، فلن يحصد الناخب إلا أداء ضعيفاً من النواب سيتسبب في خدمات رديئة، وإهدار لثروات البلاد، وعدم القدرة على الرقابة والمحاسبة، وزيادة في الأرصدة البنكية الخاصة، واستمرار للأداء الحكومي السيئ، وزيادة في التضييق على الناس وحرياتهم.
لا بد للناخب أن يكون صاحب بعد نظر، ولا يكون نظره إلى أسفل قدميه، إن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن أن المرأة تُخطب لأربعة أشياء إما لدينها واما لحسبها واما لجمالها واما لمالها، ثم دعى لاختيار صاحبة الدِّين لأنها ستكون سببا في سعادته بالدنيا والآخرة.
أما من اختارها للأسباب الأخرى فسيجني مكاسب موقتة مقابل خسائر مستمرة طويلة.
وكذلك الأمر بين الناخب والمرشح، فمن اختار المرشح لأنه أنجز معاملة بينما هو ضعيف في الرقابة والتشريع، فسيجني الناخب همّا لمدة أربع سنوات، هذا إذا لم تكن النتيجة إهدارا وتضييعا لثروات البلاد قد لا تعوض على مدى عشرات السنين.
أخي الناخب وأختي الناخبة، لا تستهينوا بعلامة «صح» التي ستختار بها ممثل الأمة في المجلس القادم.
لأن هذه العلامة إما أن تُخرج نائباً يحفظ حقوق الناس وكرامتهم، ويصون ثروات البلد من الهدر والعبث،
وإما أن تُخرج نائبا أقصى ما يُمكن أن يُطلق عليه «مندوب تخليص معاملات».
فتاوى انتخابية:
1 - لا يجوز شرعاً التصويت لمن يشتري الأصوات، لأنه راشٍ، وقد لعن رسول الله صلى الله وسلم الراشي والمرتشي.
2 - من حلف أن يُعطي صوته لمرشح ثم رأى أن هناك من هو أصلح منه، فليُكفّر عن يمينه، ويختار الأصلح.
3 - من أخذ رشوة من مرشح من أجل التصويت له، ثم تاب من ذلك، فليختر الأصلح وليُكفّر عن يمينه، وينفق المال الذي أخذه في أوجه الخير، إبراء لذمته.
اللهم من كان أميناً قويّاً فوفقه للوصول إلى ما يُمَكّنه من نفع البلاد والعباد، ومن كان ضعيفاً أو غير أمين فلا تمكّن له، وأرح العباد من خيانته وضعفه.
Twitter:@abdulaziz2002