فواصل فكرية

إعادة تأهيل الوطن والمواطن

تصغير
تكبير
المواطن الكويتي يعيش في قلق، يعاني أغلبه من القولون العصبي، والكثير من المشكلات الأخرى. المال ليس السبب وليس الحل، أرجوكم لا تقحموه في المسألة. الرواتب والأسعار ليست كل شيء، الدعوم ورفعها ليست القضية الوحيدة. المواطن بتكوينه النفسي وخبراته ومواقفه اليومية هو القضية، المواطن وآماله وأحلامه وأهدافه، المواطن والمعوقات والعثرات وكل السدود التي في طريقه.

تخيّل نمط الحياة هذا، أو ربما هو واقعك، تبدأ يومك بازدحام مروري. تمارس عملك مع مسؤولين أصحاب عقليات قديمة جداً تعجز عن التعامل معهم. تعمل وتجتهد ثم تُصدم بتقييم أقل من مستوى عملك. تحاول الاستئذان من العمل لإجراء معاملات حكومية أو مراجعات صحية. تقتلك البيروقراطية وغياب الرقابة والرشوة والفساد الإداري. تقف في طابور لا ينتهي أمام عيادة خاصة دفعت مبلغاً من المال لتجد خدمة حقيقية ثم لا تجدها. تعود إلى عملك، إما يقتلك الملل أو يقتلك العمل الذي لا يتم تقديره، وكأنك تواجه حالات قتل يومي متعمد.


تسعى إلى تغيير عملك، تقول لنفسك سأعمل في القطاع الخاص، لا بأس بزيادة ساعات العمل لربما أجد عملا حقيقيا أو خبرة حقيقية أو أجد حلاً لتفّشي الواسطة وأخذ حقوق الآخرين. ورغم محاولاتك تجد أبواب القطاع الخاصة شبه مغلقة لسبب أو لآخر. هنا وهناك لا سبيل للخروج من دائرة الموت تلك، وأنت تحاول!.

إن حلم المواطن الكويتي ليس حلماً شخصياً وإنما هو حلم عام، وإن حرقته، وهمه ليس هماً خاصاً لكنه هم وطني. لا أنكر أن المواطن الكويتي يحتاج لإعادة تأهيل في استجابته للضغوط وفي نمط حياته الاستهلاكي وفي تعامله مع الفساد. وفي المقابل، يحتاج الوطن لإعادة تأهيل في تهيئة الظروف الملائمة للعيش، لا إفراط ولا تفريط، نحن لا نطالب بغنى فاحش لكننا لا نقبل بجر الشعب للفقر. لا يكمن الحل دائماً في إعطاء هبة أو زيادة راتب أو رفع دعوم، ليس هذا حلاً للإصلاح. فليس المال موردنا الوحيد ولا خلاصنا الوحيد ولا همنا الوحيد. العدالة والموازنة وإحقاق الحق والقيم الأخرى هي التي تحقق الإصلاح، ولا يتحقق ذلك إلا بالتزام من الطرفين الحكومة والشعب، الوطن والمواطن.

لن ينفعك استغلال وطنك ولن ينفع الحكومات استغلال ضعف المواطن... التكامل هو الحل، والقيم هي الطريق، واستئصال رؤوس الفساد من كبيرها إلى صغيرها هي الخطوة الأولى، وأنت فرد تملك الكثير من الإمكانات لتفعّلها والكثير من الأحلام لتحققها، فاتخذ الصعوبات تحديات وإيّاك أن تنهزم!.

@anwar1992m
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي