حديث الأيام

الرجل... «طلع فالصو»!

تصغير
تكبير
منذ عقود من الزمن، توصل العلماء إلى حقيقة مثيرة، وهي أن المرأة هي الأصل، أما الرجل فيا للأسف «طلع فالصو». وما كشفوا الغطاء عنه، هو أن أصل الإنسان الحديث ينحدر من امرأة واحدة فقط لا غير، و كل من نراهم على وجه البسيطة اليوم، هم أشقاء ومن أم واحدة لا شريك لها، مع أنه كان هناك نساء غيرها في ذلك الوقت!

وما حدث أن تلك الأم المباركة تسببت في تطور بني البشر حينما أنجبت الإنسان الحديث الذي نراه اليوم، والذي يطلق عليه انسان «الهوموسابيان». وعليه فإن بشر اليوم هم أبناء طفرة جينية من احدى الأمهات التي عاشت قبل 150 الف سنة تقريبا، وما أكد لهم ذلك هو أن الصبغة الوراثية الأصلية والمسؤولة عن توليد الطاقة، وإصدار الأوامر لتكوين الجنين، لا توجد إلا في بويضة المرأة، أما الرجل فلا يحمل الحمض الخاص بنقل هذه المعلومات الوراثية أو ما يسمى بالحمض «الميتو كندريا».


وبالعربي، المرأة هي النسخة الاصل، والرجل ليس سوى كوبي (copy) فقط! ولذا لو انقرض جنس النساء - لا سمح الله - ضاع الشريط الوراثي لأصل الإنسان وانقرضنا ! وتأكيدا لهذا الاكتشاف القديم بالنسبة للعالم، والغريب على بني يعرب، وافق البرلمان البريطاني منذ فترة، على قيام العلماء هناك بالبدء بمشروع الإنسان السوبر، أو الإنسان ذي الصفات الحميدة. وبما أن المرأة هي الأصل، والرجل «الله يستر علينا وعليه»! فإنهم ولغاية اصلاح النسل، وتهذيب هذا الإنسان الذي دمر كوكبه بيديه، بدأوا تجاربهم بأخذ بويضتين من رحم امرأتين، إحداهما تعاني من مشاكل جينية وراثية، والأخرى سليمة، وتم تلقيحهن بحيوان منوي واحد «وكافي وزيادة». وهكذا سيولد الطفل من أمين، وأب واحد، وكان الله في عون علماء الشريعة على هذا الأمر.

وكل ما يأمله العلماء من هذه العملية، هو تحييد أو طرد الصفات السيئة في بويضة الأم الأصلية (المريضة)، وإحلال الصفات الجيدة من الأم الثانية السيلمة مكانها، لكي يحصلوا على جنين حسب المواصفات أو سليم وراثياً.

وبالطبع خلق هذا الموضوع نقاشاً وجدلاً حاداً بين العلماء، وهل ما يفعله هؤلاء مناف للطبيعة؟ وهل هناك خطر من العبث بالشفرة الوراثية؟ (اسم الله على شفراتكم).

ومن يدري ربما ينجح العلماء في خلق جيل جديد، ويصبح جيلنا بشراً ولكن من الدرجة «السياحية»! المهم أن هذا البحث الغريب إنسانياً وعلمياً، سيشكل نقلة كبيرة للبشرية، وسيفتح الأبواب على صراعات فكرية، ودينية، وزد عليها عرقية لا نهاية لها. وفي كل الأحوال هو صراع محمود لأن هدفه النهائي هو خدمة البشرية، وليس نحرها!

وبالله عليكم ونحن على أبواب الحج، لا تحرموا العلماء من دعائكم لعل التجربة تنجح، وتستفيد «الأمة» العربية وتتخلص من جين الحماقة الذي تتوارثه جيلا بعد جيل، فهي في النهاية أم وتحمل الحمض «الميتو كندريا» للعرب!

fheadpost@gmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي