رأي قلمي

بداية لا تنتهي...!

تصغير
تكبير
النهضة عمل يبدأ، ولكنه لا ينتهي، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وكل مجتمع ملزوم - مهما كانت أوضاعه - أن يضع أولوياته النهضوية، مع مراعاة ظروفه ومشكلاته. يعني المطلوب من الدولة أن تضع خطة نهضوية شاملة تعمل على إنجازها خلال مدة محدودة، كما ينبغي أن تكون تلك الخطة ذات طابع كمي حتى يمكن قياس ما يتحقق من أهدافها. لذا لا بد من السعي لوضع مشروع متكامل ينهض بالبلاد والعباد، ويكون عبارة عن أفكار ورؤى لأنشطة متتابعة تستهدف الوصول إلى وضعيات معيشية وإنتاجية محددة في مدة زمنية مقيدة، مع ضرورة أن تكون تلك الوضعيات المستهدفة شاملة لكل جوانب الحياة.

السؤال الذي سئل وما زال يسأل! هل لدى دولة الكويت خطة نهضوية خاصة، تحدد القطاع الذي سيتم التركيز عليه، وتحدد مقدار مساهمته في الناتج القومي في نهاية الخطة؟ هل يوجد من بين مفردات الخطة انجازات نتطلع أن تكون واقعية تُدرس وتطبق؟ هل هناك توجه لأن تصبح الكويت ضمن الثلاثين دولة الأولى في الشفافية ومكافحة الفساد؟ هل هناك سياسة مدرجة على الخطة للقضاء على الازدواجية والانتقائية في تطبيق القوانين واقتلاع العنصرية والقبلية من جذورهما، وتأسيس مراكز قياس الرأي لتكون مؤشراً إلى تحسن مستوى الحريات العامة؟


إن كان الجواب بنعم لدينا خطة نهضوية، إذاً نطمح بشموليتها أي تقدم شامل نحو الأفضل في الأفكار والعلوم والآداب وطرق التعبير والبحوث والدراسات وأساليب العيش والإنتاج عامة، وما يصاحب ذلك من تغيرات إيجابية في الممارسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وما ينتج عن كل ذلك من الشعور بالأمن والسعادة والإنجاز.

ما سبق مطلوب من الدولة، أما المطلوب من كل مواطن كويتي، القوة والأمانة في الخفاء والعلن، وحين نقول الأمانة نقصد بها الرقابة الذاتية، لتكون الكويت من الدول الصناعية المتقدمة في صناعة الإنسان، وتصبح أنموذجا لدول العالم الثالث بعدما تغادره، ورائدة في التنمية والتطوير البشري المنشود لدى الدول المتقدمة.

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي