ألقى كلمته أمام القمة موازِناً بين موجبات التضامن العربي ومقتضيات الواقع اللبناني

«لقاء عابِر» بين سلام والملك سلمان أحبط الآمال بـ... «تنقية العلاقات»

u0645u0635u0627u0641u062du0629 u0628u064au0646 u062eu0627u062fu0645 u0627u0644u062du0631u0645u064au0646 u0648u0633u0644u0627u0645
مصافحة بين خادم الحرمين وسلام
تصغير
تكبير
«اللقاء العابر» و«على الواقف» الذي تخلله سلام ومجاملات بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وبين رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام، على هامش الجلسة الافتتاحية للقمة الاسلامية في إسطنبول أمس، شكّل مؤشراً سلبياً دهم بيروت، التي كانت تراهن على اجتماع عمل، كان يجري العمل لعقده بينهما، في سياق الجهود الجارية لوضع الأزمة غير المسبوقة في علاقة لبنان بدول الخليج، ولا سيما السعودية، على طريق المعالجة.

وتَسبّبت مغادرة الملك سلمان إسطنبول بُعيد إلقاء كلمته المقتضبة في جلسة افتتاح القمة، بإحباط كل الآمال التي عُلّقت على عقد اللقاء بين الملك سلمان وسلام، الذي كان طلب بُعيد انفجار الأزمة مع الرياض قبل نحو شهرين موعداً لزيارتها، الا ان السلطات السعودية لم تستجب للطلب.


ورغم اعتبار عدم حصول الاجتماع بين خادم الحرمين الشريفين وسلام اشارة الى ان الانتكاسة في العلاقات الناجمة عما اعتبرته الرياض «مصادرة (حزب الله) لإرادة الدولة اللبنانية» ما زالت تحتاج الى عناية كبيرة لتجاوُزها، فإن مصادر لبنانية لم تقفل الباب امام امكان عقد لقاءات لبنانية - سعودية في إسطنبول لمعالجة العلاقة المأزومة، الى جانب اجتماعات بالغة الاهمية، كانت حُددت لسلام مع سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني اضافة الى قادة آخرين. وكانت هذه المصادر تترقب كلمة رئيس الحكومة امام القمة بعد ظهر أمس، ولا سيما بعدما عكست الساعات التي سبقتها بوضوح اتجاهاً لديه الى اتخاذ موقف الحد الأقصى من التضامن مع الاتجاهات الأساسية للقمة بما فيها ادانة التدخلات الايرانية في دول المنطقة، وذلك بما يوازن التحفظ اللبناني عن إدانة «الاعمال الارهابية لحزب الله (كما جاء في مسودة البيان الختامي للقمة) في سورية والبحرين والكويت واليمن، ولدعمه تحركات جماعات إرهابية تزعزع أمن واستقرار دول أعضاء في المنظمة»، وهو الأمر الذي يعطي دفعاً لجهود تنقية الأجواء بين لبنان ودول الخليج وإعادة الحرارة الى العلاقات بينهما.

وفي معرض قراءتها لمجريات المشاركة اللبنانية في القمة، كما للاستعدادات الجارية في بيروت لاستقبال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند غداً وبعده، اعتبرت أوساط معنيّة برصْد التحركات الديبلوماسية الكثيفة الجارية في شأن الواقع اللبناني، ان لا شيء يبعث الآمال في إمكان تَجاوُز نتائج هذه التحركات حدود إعادة تطبيع العلاقات اللبنانية مع دول الخليج ولو في نطاقٍ أكثر مرونة من الأشهر الأخيرة في حال اتخذ لبنان موقفاً واضحاً متماهياً مع الاتجاهات الى ادانة السياسات التوسعية الايرانية في المنطقة. كما ان زيارة هولاند لبيروت لا تواكبها أوهام تتجاوز الطابع الواقعي للزيارة في إظهار الاهتمام الفرنسي بالواقع اللبناني ودعم الحكومة والجيش والحض على تسريع الخروج من الأزمة الرئاسية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي