«الزورو» قُتل بعبوة زُرعت في سيارته

اغتيال مسؤول لـ «فتح» بجنوب لبنان يضع أمن المخيمات في «دائرة الخطر»

u0645u0648u0627u0637u0646u0648u0646 u064au062au0641u0631u062cu0648u0646 u0641u064a u0645u0648u0642u0639 u0627u0644u0647u062cu0648u0645 u0642u0631u0628 u0635u064au062fu0627
مواطنون يتفرجون في موقع الهجوم قرب صيدا
تصغير
تكبير
في حادثٍ أمني هو الأخطر، اغتيل المسؤول العسكري لحركة «فتح» أمين سرّ مخيم الميّة وميّة الفلسطيني في لبنان العقيد فتحي زيدان الملقّب بـ «الزورو»، بانفجار عبوة ناسفة عند مستديرة الاميركان في مدينة صيدا في نقطة التقاطع التي تربط المخيمات الفلسطينية بالمدينة وعلى بُعد مئات الامتار من ثكنة محمد زغيب العسكرية التابعة للجيش اللبناني، ومدخل مخيم عين الحلوة.

وتكمن خطورة جريمة الاغتيال في انها تأتي في ظل محاولات توتير الأوضاع الأمنية في المخيمات، لا سيما عين الحلوة، الذي شهد أخيراً اشتباكات بين «فتح» ومجموعات إسلامية متشدّدة أدّت الى مقتل ثلاثة اشخاص وجرْح عشرة آخرين، الأمر الذي اعتبرته القوى الفلسطينية استهدافاً لأمنها واستقرارها بعد نجاحها في تطويق الاقتتال الداخلي وتوحيد الموقف الفلسطيني في حمايتها، ملاحِظة ان زيدان هو «الهدف الأسهل» للراغبين في التوتير اذ انه يُعتبر من المسؤولين غير المستهدَفين.


كما ان خطورة الاغتيال، تتمثل في انه جرى في مدينة صيدا وإن كانت التحقيقات الاولية، اشارت الى ان العبوة وُضعت او لصقت في سيارة زيدان داخل مخيم المية ومية، وصودف انه كان متوجهاً الى مخيم عين الحلوة للقاء امين سر حركة «فتح» العميد ماهر شبايط. وذكرت مصادر فلسطينية، ان العقيد زيدان كان قادماً من «المية ومية» بعدما حضر اجتماعاً للجنة الامنية الفلسطينية العليا للمطالبة بتعزيز الاجراءات الامنية في المخيم قطعاً لأي فتنة ومنْعاً لتحويل المخيم رهينة اجندة لا علاقة لها بالمصلحة الفلسطينية.

ووفق المعلومات الأمنية فان العبوة كانت موضوعة تحت مقعد سيارة زيدان وهي من نوع «بي ام دبليو»، وقد قذف به عصفها خارج السيارة التي دمرت بالكامل واحترقت نتيجة شدة الانفجار الذي قلّل من خسائره ان القيادي الفتحاوي تلقاه بجسده الذي تناثر جزؤه السفلي و«تفحّم»، علماً ان صوراً لموقع الانفجار أظهرت سحب دخان داكنة تتصاعد من سيارة تشتعل بها النيران، وجثة رجل ملقاة بجانبها.

وقد ضربت القوى الأمنية طوقاً محكماً في المكان واقفلت الطرق المؤدية الى المستديرة الاميركان، واستدعت خبيراً عسكرياً لتحديد زنة العبوة الناسفة التي قُدرت بنحو كيلو غرام من المواد شديدة الانفجار، فيما تضررت سيارة ومنزل في المكان واصيب شخص واحد.

وفيما بقي الوضع الأمني في عين الحلوة هادئاً، انهمك المسؤولون الفلسطينيون في متابعة تفاصيل الجريمة - وهي الاولى التي تستهدف مسؤولاً فلسطينياً خارج المخيمات الفلسطينية منذ أعوام - دون اي استنفار عسكري، فيما سُجل استنفار لعناصر «فتح» في مخيم المية ومية، بينما ساد الحذر مدينة صيدا والمخيمات الفلسطينية وبعثت بعض المدارس في المدينة رسائل نصية تطلب من ذوي الطلاب الحضور لاصطحاب اولادهم نظرا للوضع الامني المتوتر.

واكد قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب ان من المبكر توجيه الاتهامات لاحد او لاي جهة في اغتيال زيدان «ولكن هناك ايدي عابثة تريد شراً بالمخيمات الفلسطينية»، موضحاً «ان حركة فتح لن تتهاون وستعقد سلسلة اجتماعات طارئة لمعرفة كافة التفاصيل وتحصين الوضع الأمني في المخيمات في اعقاب هذه الجريمة النكراء التي لن تزيد حركة فتح الا إصراراً على حمايتها».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي