رأي قلمي

في عالم النهضة...!

تصغير
تكبير
تشير كلمة النهضة إلى الحركة الفكرية العامة، التي تتقدم باستمرار في فضاء القرن، مع طرح كل ما هو جديد وربطه بالماضي، فهي تصور جديد للحياة، وبها نستطيع النظر للكون بمنظار جديد، هي التمازج الحي بين حركتي الأصالة والتجديد، وهي الحركة التي تقودها النخب، وتشمل مجالات عدة منها، العلم والدين والسياسة والاقتصاد والاجتماع.

نحن حين نتحدث عن النهضة فإننا نتحدث في الحقيقة عن وجودنا المعنوي بما يشتمل عليه من عقائد وأفكار وأساليب للعيش والعمل والتواصل، وحين نتحدث عن تقدم الأمة لا نعني تقدمها بالمنجزات العمرانية والصناعية فقط، وإنما بتقدم وارتقاء عقول وأخلاق أبنائها، وببلورة القيم النهضوية التي تتناقلها الأجيال لتصبح منهجا نهضويا على مستوى الرؤية والاعتقاد ورسم الفضاء النظري للعقل وهو ما يمكن أن نسميه البوصلة التي تحدد اتجاهاته للقيام بواجبه النهضوي.


في عالم النهضة يكون التقدم مكلفا وبطيئا وذلك لعدم وجود مقاييس ومعايير جيدة على صعيد معرفة العلل النهضوية، وعلى صعيد معرفة التقدم الذي يحدث في الجوانب النهضوية والثقافية والقيمية، ولا يخفى على أحد منّا، فنحن في حاجة ماسّة إلى النهضة من أجل القيام بأمر الله تعالى ومن أجل مواكبة العالم والخلاص من الأمراض الاجتماعية التي يولدها العيش في زمان كزماننا.

وعلى الرغم من ضعف المؤسسات التعليمية وقلة فرص العمل أمام الجيل الجديد، إلا أننا متفائلون بفتح آفاق فسيحة للنهضة وكشف عن كثير من القدرات الكامنة لدى شبابنا بوضع الكثير من الأسس النهضوية التي تبلغنا أهدافنا السامية في الصلاح والفلاح والرقي الاجتماعي والتنمية المتكاملة. ومثال حي لكل ما سبق، منتدى قلم المرأة الفكري الذي يقف اليوم متحدياً ومحاولاً صعود سلم النهضة في شتى المجالات الفكرية، الثقافية منها والنفسية والسياسية والاجتماعية والتربوية، والحقيقة التي لا يستطيع أحد أن يتجاوزها أو يغض البصر عنها، أن النهضة لا تكون إلا بالشباب، لأنهم قواعد وجذور العمران البشري المرتقب.

[email protected]

twitter: @mona_alwohaib
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي