المظلّة الدولية لم تطمئن اللبنانيين حيال النزوح والأمن و... الفراغ
الأمين العام أول مسؤول دولي كبير يزور مخيم نهر البارد منذ حرب الجيش و«فتح الإسلام»
شكّلت الزيارة التي بدأها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، امس، لبيروت وتستمر يومين حدَثاً في لبنان الذي استقبل رئيس المنظمة الدولية يرافقه رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم بقلقٍ متعاظم حيال مستقبل البلاد الغارقة في أزمةٍ سياسية «تدور مكانها» والتي تواجه تحديات أمنية جراء موجة الإرهاب المتنقّل في العالم وصعوبات مالية واقتصادية واجتماعية متفاقمة نتيجة عبء استضافة نحو 1.5 مليون نازح سوري.
وتكتسب زيارة بان كي مون طابعاً مهماً من ناحيتين: الاولى أجندة البحث التي تتركّز على زيادة الدعم الدولي للبنان في أزمة اللاجئين السوريين، كما تتناول جوانب اخرى اساسية من الواقع اللبناني، لا سيما أزمة الفراغ الرئاسي ودعم الجيش اللبناني والوضع على الحدود الجنوبية مع اسرائيل. اما الناحية الثانية فتتمثّل في برنامج التحركات واللقاءات التي بدأها الامين العام للأمم المتحدة عبر لقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن ثم عبر محادثات موسعة في السرايا الحكومية مع رئيس الحكومة تمام سلام وعدد من الوزراء قبل ان يزور مساءً وزارة الدفاع الوطني ويلتقي وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي.
وبدا لافتاً في الزيارة، التي انضمّ اليها رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية محمّد علي المدني، أنها أحيطت بكتمان عن برنامجها التفصيلي الأمر الذي عزي الى الأسباب الأمنية، وهي بدأت بتوجه الامين العام للأمم المتحدة بعيد وصوله بقليل الى بلدة الناقورة بطوافة حيث تفقّد مقر قيادة القوة الدولية «اليونيفيل» في الجنوب واطلع على الواقع الميداني على «الخط الأزرق» وعَمَلِ هذه القوة بالتنسيق مع الجيش اللبناني، قبل ان يعود بعد الظهر الى بيروت لمباشرة لقاءاته الرسمية.
كما ستكون للأمين العام اليوم وغداً محطات ولقاءات أخرى بينها زيارتان لمخيم للاجئين السوريين (في البقاع) ولمخيمٍ فلسطيني وسط تَفاقُم الأزمة بين اللاجئين الفلسطينيين ومنظمة «الاونروا» التابعة للأمم المتحدة، على خلفية خفض تقديماتها. وعُلم ان بان سيزور مخيم نهر البارد الفلسطيني في الشمال، حيث سيقام له استقبال حاشد علماً انها اول زيارة لمسؤول دولي رفيع لهذا المخيم الذي أعيد إعماره بعد «حرب المئة يوم» الطاحنة التي دارت بين الجيش اللبناني وما سمي «حركة فتح الاسلام» التي كانت تسيطر على المخيم صيف العام 2007 وانتهت بسيطرة الجيش عليه.
وبدا واضحاً ان الحكومة اللبنانية أعدّت ملفاتها للمحادثات مع المسؤول الأممي على أساس مراجعة مراحل الدعم الدولي للبنان في قضية اللاجئين السوريين التي ابلغ الرئيس سلام بان كي مون صراحة ان لبنان يأخذ على الأسرة الدولية تقصيرها الفادح في مدّه بالمساعدات الكافية التي تجعله يصمد أمام الأعباء الهائلة لإيواء أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري.
وبرزت من خلال الاستعدادات اللبنانية للمحادثات مع الامين العام للأمم المتحدة ورئيس البنك الدولي مسافة واسعة بين حجم المطالب اللبنانية التي فاقت المليارات السبعة وفق الورقة التي قدّمها لبنان في مؤتمر لندن، وبين الحجم المتواضع للمساعدات الدولية التي يقول المعنيون إن بيروت لم تتبلغ حتى الآن حجمها النهائي ولكنها لم تصل في أفضل الأحوال الى نصف مليار دولار.
اما في الجوانب الاخرى ،التي ستتناولها الزيارة قبل توجه بان كي مون غداً إلى الأردن من ضمن جولة تشمل أيضاً تونس، فان الأوساط المعنية لا تتوقّع لها نتائج ملموسة تخرج عن إطار المواقف المبدئية المعروفة للأمم المتحدة من الأزمة الرئاسية. ولكن رمزية الزيارة أعادت تسليط الضوء على ما يُعتبر مظلة دولية للاستقرار في لبنان سواء من خلال الدفع المستمر نحو انتخاب رئيس للجمهورية وإنهاء الفراغ الرئاسي الذي يقترب من طيّ سنته الثانية او من خلال الحرص الذي أَبرزته الزيارة على عدم ترْك لبنان منفرداً في مواجهة أعباء اللجوء السوري. كما ان ثمة بُعداً لا يقلّ أهمية ويتمثّل في الحرص على الستاتيكو الهادئ على الحدود الجنوبية للبنان وخصوصاً في ظل تَصاعُد حملات التهديدات المتبادلة بين «حزب الله» وإسرائيل في الفترة الأخيرة، ولو ان الأجواء المواكبة للزيارة لا تشير الى قلق كبير وجدّي من وجود معطيات حول إمكان تدهور الوضع على الحدود.
مقتل عسكري لبناني وجرْح 3 في جرود عرسال
| بيروت - «الراي» |
قتل عسكري لبناني برتبة رقيب وجرح 3 آخرون بينهم ضابط جراء انفجار عبوة ناسفة وُضعت الى جانب الطريق لدى مرور دورية للجيش في جرود بلدة عرسال البقاعية المتاخمة للقلمون السورية.
وفيما أشارت تقارير الى ان التفجير وقع خلال انتقال آلية من الجيش اللبناني إلى أحد مراكزها في المحلة، أعلنت قيادة الجيش في بيان لها أن «دورية تابعة للجيش تعرضت أثناء تنفيذها مهمة تفتيش واستطلاع بين وادي عطا ووادي الأرانب في منطقة عرسال، لانفجار عبوة ناسفة بزنة نحو 30 كيلوغراما من المواد المتفجرة، ما أدّى إلى استشهاد أحد العسكريين وإصابة ثلاثة آخرين بينهم ضابط بجروح غير خطرة. وقد فرضت قوى الجيش طوقاً حول المكان، كما حضر الخبير العسكري الذي قام بالكشف على موقع الانفجار، وبوشر التحقيق في الحادث».
وبعيد هذه العملية، قامت مدفعية الجيش اللبناني بدكّ مواقع المسلّحين من «جبهة النصرة» و«داعش» في جرود عرسال.
وتكتسب زيارة بان كي مون طابعاً مهماً من ناحيتين: الاولى أجندة البحث التي تتركّز على زيادة الدعم الدولي للبنان في أزمة اللاجئين السوريين، كما تتناول جوانب اخرى اساسية من الواقع اللبناني، لا سيما أزمة الفراغ الرئاسي ودعم الجيش اللبناني والوضع على الحدود الجنوبية مع اسرائيل. اما الناحية الثانية فتتمثّل في برنامج التحركات واللقاءات التي بدأها الامين العام للأمم المتحدة عبر لقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن ثم عبر محادثات موسعة في السرايا الحكومية مع رئيس الحكومة تمام سلام وعدد من الوزراء قبل ان يزور مساءً وزارة الدفاع الوطني ويلتقي وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي.
وبدا لافتاً في الزيارة، التي انضمّ اليها رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية محمّد علي المدني، أنها أحيطت بكتمان عن برنامجها التفصيلي الأمر الذي عزي الى الأسباب الأمنية، وهي بدأت بتوجه الامين العام للأمم المتحدة بعيد وصوله بقليل الى بلدة الناقورة بطوافة حيث تفقّد مقر قيادة القوة الدولية «اليونيفيل» في الجنوب واطلع على الواقع الميداني على «الخط الأزرق» وعَمَلِ هذه القوة بالتنسيق مع الجيش اللبناني، قبل ان يعود بعد الظهر الى بيروت لمباشرة لقاءاته الرسمية.
كما ستكون للأمين العام اليوم وغداً محطات ولقاءات أخرى بينها زيارتان لمخيم للاجئين السوريين (في البقاع) ولمخيمٍ فلسطيني وسط تَفاقُم الأزمة بين اللاجئين الفلسطينيين ومنظمة «الاونروا» التابعة للأمم المتحدة، على خلفية خفض تقديماتها. وعُلم ان بان سيزور مخيم نهر البارد الفلسطيني في الشمال، حيث سيقام له استقبال حاشد علماً انها اول زيارة لمسؤول دولي رفيع لهذا المخيم الذي أعيد إعماره بعد «حرب المئة يوم» الطاحنة التي دارت بين الجيش اللبناني وما سمي «حركة فتح الاسلام» التي كانت تسيطر على المخيم صيف العام 2007 وانتهت بسيطرة الجيش عليه.
وبدا واضحاً ان الحكومة اللبنانية أعدّت ملفاتها للمحادثات مع المسؤول الأممي على أساس مراجعة مراحل الدعم الدولي للبنان في قضية اللاجئين السوريين التي ابلغ الرئيس سلام بان كي مون صراحة ان لبنان يأخذ على الأسرة الدولية تقصيرها الفادح في مدّه بالمساعدات الكافية التي تجعله يصمد أمام الأعباء الهائلة لإيواء أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري.
وبرزت من خلال الاستعدادات اللبنانية للمحادثات مع الامين العام للأمم المتحدة ورئيس البنك الدولي مسافة واسعة بين حجم المطالب اللبنانية التي فاقت المليارات السبعة وفق الورقة التي قدّمها لبنان في مؤتمر لندن، وبين الحجم المتواضع للمساعدات الدولية التي يقول المعنيون إن بيروت لم تتبلغ حتى الآن حجمها النهائي ولكنها لم تصل في أفضل الأحوال الى نصف مليار دولار.
اما في الجوانب الاخرى ،التي ستتناولها الزيارة قبل توجه بان كي مون غداً إلى الأردن من ضمن جولة تشمل أيضاً تونس، فان الأوساط المعنية لا تتوقّع لها نتائج ملموسة تخرج عن إطار المواقف المبدئية المعروفة للأمم المتحدة من الأزمة الرئاسية. ولكن رمزية الزيارة أعادت تسليط الضوء على ما يُعتبر مظلة دولية للاستقرار في لبنان سواء من خلال الدفع المستمر نحو انتخاب رئيس للجمهورية وإنهاء الفراغ الرئاسي الذي يقترب من طيّ سنته الثانية او من خلال الحرص الذي أَبرزته الزيارة على عدم ترْك لبنان منفرداً في مواجهة أعباء اللجوء السوري. كما ان ثمة بُعداً لا يقلّ أهمية ويتمثّل في الحرص على الستاتيكو الهادئ على الحدود الجنوبية للبنان وخصوصاً في ظل تَصاعُد حملات التهديدات المتبادلة بين «حزب الله» وإسرائيل في الفترة الأخيرة، ولو ان الأجواء المواكبة للزيارة لا تشير الى قلق كبير وجدّي من وجود معطيات حول إمكان تدهور الوضع على الحدود.
مقتل عسكري لبناني وجرْح 3 في جرود عرسال
| بيروت - «الراي» |
قتل عسكري لبناني برتبة رقيب وجرح 3 آخرون بينهم ضابط جراء انفجار عبوة ناسفة وُضعت الى جانب الطريق لدى مرور دورية للجيش في جرود بلدة عرسال البقاعية المتاخمة للقلمون السورية.
وفيما أشارت تقارير الى ان التفجير وقع خلال انتقال آلية من الجيش اللبناني إلى أحد مراكزها في المحلة، أعلنت قيادة الجيش في بيان لها أن «دورية تابعة للجيش تعرضت أثناء تنفيذها مهمة تفتيش واستطلاع بين وادي عطا ووادي الأرانب في منطقة عرسال، لانفجار عبوة ناسفة بزنة نحو 30 كيلوغراما من المواد المتفجرة، ما أدّى إلى استشهاد أحد العسكريين وإصابة ثلاثة آخرين بينهم ضابط بجروح غير خطرة. وقد فرضت قوى الجيش طوقاً حول المكان، كما حضر الخبير العسكري الذي قام بالكشف على موقع الانفجار، وبوشر التحقيق في الحادث».
وبعيد هذه العملية، قامت مدفعية الجيش اللبناني بدكّ مواقع المسلّحين من «جبهة النصرة» و«داعش» في جرود عرسال.