اجتماع أمني برئاسة سلام بحث الجرائم الفردية وخطر الاغتيالات وشريط «داعش»
«14 آذار» في ذكرى انطلاقتها ... غابت مشهديّتها الجامعة وحضرت «أزمتها»
المحتجون على خطة النفايات حاولوا تنفيذ الإضراب العام بالقوة عبر قطع طرق تصدّت له القوى الأمنية
تتدافع الأزمات الهائلة التي يعانيها لبنان على احتلال الأولوية في المشهد الذي يأسر بيروت منذ مدة طويلة... من المأزق الدستوري - السياسي المستحكم بسبب تعطيل تَحالُف «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون انتخاب رئيسٍ للجمهورية منذ نحو عامين، الى وهج هذا المأزق وارتداداته على معسكريْ 8 و 14 آذار وتصدُّعاتهما مع مرور 11 عاماً على تَقابُلهما الحاد. ومن عودة طغيان الهاجس الأمني عبر انفلات جرائم القتل التي طاولت 3 كويتيين في غضون 48 ساعة وايضاً تَصاعُد التهديدات بالاغتيال المتعدد المصدر، الى الاضطراب الاجتماعي - السياسي المتواصل الذي تَسببت بجانب منه أزمة النفايات التي تجهد الحكومة لتحديد «ساعة الصفر» لبدء تنفيذ خطة حلّها التي أقرّت السبت.
وعلى وقع هذا الكمّ من «الأثقال» التي يرزح تحت وطأتها الواقع اللبناني، لم يكن عابراً ان تمرّ بـ «صمتٍ مدوّ» الذكرى 11 لـ «انتفاضة الاستقلال» الهادرة التي انفجرت في 14 مارس 2005 بوجه الوصاية السورية بعد شهر على اغتيال الرئيس رفيق الحريري، اذ غابت عن هذا اليوم التاريخي اي مظاهر احتفالية درجت مكونات هذا التحالف على إقامتها كل سنة في إطار مشهدية جامعة لكل قادتها لتجديد الالتزام بمبادئ «ثورة الأرز» وثوابتها و«روحها».
وجاء إحياء رموز 14 آذار هذه الذكرى «بالمفرّق»، بعد سلسلة انتكاسات في العلاقة بين أطراف هذا الائتلاف «العابر للطوائف» تُوِّج أخيراً بافتراق علني بين قطبيْه زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، بعدما تبنى الاول النائب سليمان فرنجية، حليف «حزب الله» والنظام السوري، مرشحاً لرئاسة الجمهورية واعلن الثاني دعم العماد ميشال عون، مرشّح «حزب الله» وايران، للرئاسة.
ومن «بين سطور» الكلمات التي توجّه بها، كلٌّ من على منبر، جعجع ومنسق الامانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيْد، وصولاً الى ما أدلى به الحريري من مقر وزارة الدفاع اللبناني، بدا واضحاً ان تحالف «ثورة الأرز» يمرّ بمرحلة هي الأصعب منذ ولادته، وسط علامات استفهام حول تداعيات فشل محاولات «لمّ الشمل» على لعبة التوازنات الداخلية، في شقيْها المحلي والخارجي، لا سيما في ظل استمرار المواجهة مع «حزب الله» ومشروعه.
وحرص جعجع على اعتبار ما أسماه «الأزمة المرحلية» التي تعيشها 14 آذار ذات طبيعة «تنظيمية»، معلناً «لكن هذه المشكلة لا تعني ان 14 آذار انتهت، وعدم الاحتفال بمشهدية جامعة لا يعني ان 14 آذار لم تعد موجودة»، ولافتاً الى «ان المطلوب صدمة إيجابية تدفع الجميع إلى التفكير بكيفية الخروج من الأزمة الداخلية، بدل مشهدية تخفي المشكلة الحقيقية»، ومُطمْئناً الى «ان لا خلاف إطلاقاً في الخيارات الأساسية المتصلة بالشرعية اللبنانية، والشرعية العربية والشرعية الدولية، وربطا بذلك إعادة الاعتبار لمشروع الدولة، والتمسك باتفاق الطائف والعمق العربي للبنان».
الا ان سعيْد أضفى طابعاً سياسياً على مأزق 14 آذار، اذ انطلق من اعتبار تعذُّر إطلالة قيادة هذا التحالف موحدة على جمهورها «أمراً خطيراً وخطيراً جداً»، ليشير الى انه لا يمكن ردّ ذلك حصرياً إلى «خلاف حول ترشيحات رئاسة الجمهورية، بل هو يتعدى ذلك إلى مراكمات خلافية على مدى شهور وسنوات»، معتبراً «ان اللحظة الخطيرة هذه إنما هي المولود الطبيعي لحالة متمادية من انكفاء المكونات السياسية والحزبية الأساسية في 14 آذار على ذواتها وأولوياتها الخاصة، لا سيما الأولويات الطائفية والحزبية خلافاً للأولوية الوطنية المطلقة التي تجلت في 14 مارس 2005».
وكان لافتاً ان الحريري اختار الإطلالة في ذكرى 14 مارس من مقرّ وزارة الدفاع حيث التقى قائد الجيش العماد جان قهوجي قائلا: «أردت المجيء الى هنا لأنه في هذا اليوم قبل 11 عاماً البعض أعطى الأمر بفتح النار على الناس، ولكن الجيش بعسكره وضباطه وقياداته هو الذي حمى الثورة ودافع عن الناس، وهذا ما قام به الجيش في كل لحظة وفي كل تاريخه»، معلناً ان ما بقي من 14 آذار «هم الناس، و14 آذار ليست أنا ولا أي حزب سياسي، هم الناس الذين نزلوا الى ساحة الشهداء».
ولم يغب عن كلمة الحريري الشريط المصوّر الذي هدّد فيه مسلحان لبنانيان من «داعش» من محافظة الرقة السورية الحريري وكبار المسؤولين ووزراء و«حزب الله» والمسيحيين والمؤسسات الأمنية «بالعبور على أشلائهم وجثثهم إلى القدس»، اذ اعلن «ان هؤلاء لا يمثلون الإسلام، ونحن خلف الجيش والقوى الامنية، ونقول للذين يحاولون تهديد لبنان إن جيشنا قوي والقوى الأمنية قوية واللبنانيين موحدون، مسلمين ومسيحيين، أمام أي أحد من داعش أو أي متطرف، وسنقف بالمرصاد نحن والجيش اللبناني في وجه من يحاول القيام بأعمال تخريبية».
وجاءت زيارة زعيم «المستقبل» لقيادة الجيش قبيل الاجتماع الأمني الموسع الذي ترأسه رئيس الحكومة تمام سلام وحضره قادة الأجهزة الأمنية في إطار متابعة مجموعة ملفات أبرزها: التطورات العسكرية التي حصلت في رأس بعلبك بين الجيش اللبناني و«داعش» والشريط المصوّر التهديدي لهذا التنظيم، وما كشفه وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي عن أنه تبلّغ معلومات عن التحضير لمحاولة لاغتياله هو او النائب احمد فتفت في اطار «عمل مخابراتي سوري ايراني»، اضافة الى ارتفاع وتيرة الجرائم بدافع السرقة التي يرتبكها نازحون سوريون وذهب ضحيتها 3 كويتيين الاسبوع الماضي.
أما الملف الآخر فهو سبل تطبيق خطة النفايات وفتح المطامر التي حددتها الحكومة وذلك في ضوء التحركات الاحتجاجية لبعض المعترضين وكان بينهم أمس مجموعات قليلة من حملة «طلعت ريحتكم» عمدوا الى محاولة عزل بيروت عبر قطع المداخل المؤدية اليها لفرض إضراب عام كانوا دعوا اليه ولم يبرز أي تجاوب معه. وقد تعاطت القوى الأمنية بدراية مع المحتجين ونجحت في فتح الطرق سريعاً من دون التسبب بصدامات.
وعلى وقع هذا الكمّ من «الأثقال» التي يرزح تحت وطأتها الواقع اللبناني، لم يكن عابراً ان تمرّ بـ «صمتٍ مدوّ» الذكرى 11 لـ «انتفاضة الاستقلال» الهادرة التي انفجرت في 14 مارس 2005 بوجه الوصاية السورية بعد شهر على اغتيال الرئيس رفيق الحريري، اذ غابت عن هذا اليوم التاريخي اي مظاهر احتفالية درجت مكونات هذا التحالف على إقامتها كل سنة في إطار مشهدية جامعة لكل قادتها لتجديد الالتزام بمبادئ «ثورة الأرز» وثوابتها و«روحها».
وجاء إحياء رموز 14 آذار هذه الذكرى «بالمفرّق»، بعد سلسلة انتكاسات في العلاقة بين أطراف هذا الائتلاف «العابر للطوائف» تُوِّج أخيراً بافتراق علني بين قطبيْه زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، بعدما تبنى الاول النائب سليمان فرنجية، حليف «حزب الله» والنظام السوري، مرشحاً لرئاسة الجمهورية واعلن الثاني دعم العماد ميشال عون، مرشّح «حزب الله» وايران، للرئاسة.
ومن «بين سطور» الكلمات التي توجّه بها، كلٌّ من على منبر، جعجع ومنسق الامانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيْد، وصولاً الى ما أدلى به الحريري من مقر وزارة الدفاع اللبناني، بدا واضحاً ان تحالف «ثورة الأرز» يمرّ بمرحلة هي الأصعب منذ ولادته، وسط علامات استفهام حول تداعيات فشل محاولات «لمّ الشمل» على لعبة التوازنات الداخلية، في شقيْها المحلي والخارجي، لا سيما في ظل استمرار المواجهة مع «حزب الله» ومشروعه.
وحرص جعجع على اعتبار ما أسماه «الأزمة المرحلية» التي تعيشها 14 آذار ذات طبيعة «تنظيمية»، معلناً «لكن هذه المشكلة لا تعني ان 14 آذار انتهت، وعدم الاحتفال بمشهدية جامعة لا يعني ان 14 آذار لم تعد موجودة»، ولافتاً الى «ان المطلوب صدمة إيجابية تدفع الجميع إلى التفكير بكيفية الخروج من الأزمة الداخلية، بدل مشهدية تخفي المشكلة الحقيقية»، ومُطمْئناً الى «ان لا خلاف إطلاقاً في الخيارات الأساسية المتصلة بالشرعية اللبنانية، والشرعية العربية والشرعية الدولية، وربطا بذلك إعادة الاعتبار لمشروع الدولة، والتمسك باتفاق الطائف والعمق العربي للبنان».
الا ان سعيْد أضفى طابعاً سياسياً على مأزق 14 آذار، اذ انطلق من اعتبار تعذُّر إطلالة قيادة هذا التحالف موحدة على جمهورها «أمراً خطيراً وخطيراً جداً»، ليشير الى انه لا يمكن ردّ ذلك حصرياً إلى «خلاف حول ترشيحات رئاسة الجمهورية، بل هو يتعدى ذلك إلى مراكمات خلافية على مدى شهور وسنوات»، معتبراً «ان اللحظة الخطيرة هذه إنما هي المولود الطبيعي لحالة متمادية من انكفاء المكونات السياسية والحزبية الأساسية في 14 آذار على ذواتها وأولوياتها الخاصة، لا سيما الأولويات الطائفية والحزبية خلافاً للأولوية الوطنية المطلقة التي تجلت في 14 مارس 2005».
وكان لافتاً ان الحريري اختار الإطلالة في ذكرى 14 مارس من مقرّ وزارة الدفاع حيث التقى قائد الجيش العماد جان قهوجي قائلا: «أردت المجيء الى هنا لأنه في هذا اليوم قبل 11 عاماً البعض أعطى الأمر بفتح النار على الناس، ولكن الجيش بعسكره وضباطه وقياداته هو الذي حمى الثورة ودافع عن الناس، وهذا ما قام به الجيش في كل لحظة وفي كل تاريخه»، معلناً ان ما بقي من 14 آذار «هم الناس، و14 آذار ليست أنا ولا أي حزب سياسي، هم الناس الذين نزلوا الى ساحة الشهداء».
ولم يغب عن كلمة الحريري الشريط المصوّر الذي هدّد فيه مسلحان لبنانيان من «داعش» من محافظة الرقة السورية الحريري وكبار المسؤولين ووزراء و«حزب الله» والمسيحيين والمؤسسات الأمنية «بالعبور على أشلائهم وجثثهم إلى القدس»، اذ اعلن «ان هؤلاء لا يمثلون الإسلام، ونحن خلف الجيش والقوى الامنية، ونقول للذين يحاولون تهديد لبنان إن جيشنا قوي والقوى الأمنية قوية واللبنانيين موحدون، مسلمين ومسيحيين، أمام أي أحد من داعش أو أي متطرف، وسنقف بالمرصاد نحن والجيش اللبناني في وجه من يحاول القيام بأعمال تخريبية».
وجاءت زيارة زعيم «المستقبل» لقيادة الجيش قبيل الاجتماع الأمني الموسع الذي ترأسه رئيس الحكومة تمام سلام وحضره قادة الأجهزة الأمنية في إطار متابعة مجموعة ملفات أبرزها: التطورات العسكرية التي حصلت في رأس بعلبك بين الجيش اللبناني و«داعش» والشريط المصوّر التهديدي لهذا التنظيم، وما كشفه وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي عن أنه تبلّغ معلومات عن التحضير لمحاولة لاغتياله هو او النائب احمد فتفت في اطار «عمل مخابراتي سوري ايراني»، اضافة الى ارتفاع وتيرة الجرائم بدافع السرقة التي يرتبكها نازحون سوريون وذهب ضحيتها 3 كويتيين الاسبوع الماضي.
أما الملف الآخر فهو سبل تطبيق خطة النفايات وفتح المطامر التي حددتها الحكومة وذلك في ضوء التحركات الاحتجاجية لبعض المعترضين وكان بينهم أمس مجموعات قليلة من حملة «طلعت ريحتكم» عمدوا الى محاولة عزل بيروت عبر قطع المداخل المؤدية اليها لفرض إضراب عام كانوا دعوا اليه ولم يبرز أي تجاوب معه. وقد تعاطت القوى الأمنية بدراية مع المحتجين ونجحت في فتح الطرق سريعاً من دون التسبب بصدامات.