رأي قلمي

لماذا نقع بالخطأ؟

تصغير
تكبير
هناك سؤال يطرح بل يفرض نفسه بقوة على كثير من الناس، لماذا نخطئ؟ ويبحثون له عن جواب. معظم الناس لا يستخدمون التفكير دائماً، فالأمور المادية المعتادة لا نحتاج إلى استخدام الفكر في إدراكها أو أدائها، لو أردنا الذهاب إلى مكان العمل استخدمنا الوسيلة التي نستخدمها يومياً، ولم نشعر بأي حاجة للتفكير في تحقيق ذلك، ولكن حين تتعطل الوسيلة التي كنا نستخدمها، حينئذ سنستخدم ما لدينا من خبرات ومعلومات وإمكانات ذهنية لنعثر على بديل. التفكير هو استعمال العقل في استثمار المعلوم من أجل الوصول إلى مجهول.

إن وضعيتنا في عمليات التفكير التي نقوم بها يومياً تشبه الخرائط التي تدلنا وتهدينا للوصول إلى مكانٍ ما، والحل الذي نسعى إليه من وراء التفكير هو الوصول إلى مبتغانا وتحقيق غاياتنا، ولكن! إذا تساءلنا عن أسباب إخفاقنا في أحيانٍ كثيرة في الوصول إلى حل لمشكلاتنا، سنجد خطأ ما وقع معنا، قد يملك الواحد منا إمكانات ذهنية ممتازة ولكنها مع ذلك لا تتناسب مع المشكلة التي يريد حلها، نظراً لضخامة حجم المشكلة وحاجتها إلى أناس من أصحاب العقول ذات القدرة الاستثنائية، وليس إلى شخص واحد.


قد يعود إخفاقنا في الوصول إلى حل لمشكلاتنا، إلى أسباب عدة منها، أن الآليات التي في حوزتنا قديمة أو غير دقيقة لحل مشكلة في عصر التطور السريع والثورة التكنولوجية، أو قد يكون هناك طرف يضغط علينا لنسير في طريقه لحل المشكلة وهو خلاف قناعاتنا، وهذا يحرفنا عن الوصول إلى الرأي أو الرؤية أو الموقف المطلوب حيال المشكلة المطروحة، وقد يخضع العقل للرغبات بتأثير قوي من العواطف، خصوصاً عند ضعف الوازع الأخلاقي وتحلل الشخصية، وقد نتعرض لضغوط خارجية، كالضغوط الاجتماعية المبنية على الأعراف والتقاليد الخاطئة، فنضطر للوصول إلى حلول ونتائج وآراء نصف صحيحة، نراعي فيها اعتبارات جهات الضغوط، وهذا ما يحصل في واقعنا يومياً ومع الكثير منا.

وفي الختام نقول لهذا نخطئ، وكثيراً ما نخطئ في تفكيرنا بسبب الفجوة الفاصلة بين محدودية الإدراك وطلاقة الإرادة والطموح والتطلع، حيث إن استعداداتنا وتجهيزاتنا الفكرية وخبراتنا ومعلوماتنا كثيراً ما تكون غير كافية لتلبية طموحاتنا. إننا لا ندرك إلا القليل من الأحداث والفرص السانحة والعقبات المعترضة، ومع هذا فنحن نتطلع إلى الحصول على أفكار إبداعية وغير محدودة في حل وعلاج مشكلاتنا، وهذا ما يجعلنا معرّضين للإخفاق دائماً لأن العوامل التي تؤدي إلى وقوعنا في الأخطاء أثناء التفكير عديدة ومتشعبة.

[email protected]

twitter: @mona_alwohaib
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي