سلام يعتزم القيام بجولة خليجية على رأس وفد وزاري لاحتواء الأزمة مع الرياض
الحكومة اللبنانية تقرّ الالتزام بالإجماع العربي
الرئيس تمام سلام يتلو بيان الحكومة في بيروت أمس (أ ب)
الحريري يطلق حملة توقيع على وثيقة الوفاء: مؤسسات الدولة ليست محميات لحلفاء إيران
تَجاوَز مجلس الوزراء اللبناني امس اختباراً بالغ الحساسية من خلال نجاحه في الخروج بموقف بالإجماع في محاولةٍ لاحتواء «الغضبة» السعودية - الخليجية، التي عبّرت عن نفسها قبل أيامٍ بقرار الرياض إجراء مراجعةٍ شاملةٍ لعلاقاتها مع بيروت، ووقف العمل بمساعدات الأربعة مليارات دولار للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، ولكن من دون ان يعني ذلك إطفاء «الحريق الديبلوماسي» الذي أحدثتْه الخطوة السعودية «الصادمة» التي جاءت على خلفية ما اعتبرته المملكة «مصادرة حزب الله لإرادة لبنان».
ففي جلسة ماراثونية استمرّت نحو سبع ساعات وشهدت «منازلات» سياسية ولغوية واتصالات مع قادة خارج مجلس الوزراء، حضرت الأزمة المستجدة مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي بكل تشعباتها المتصلة بسياسة لبنان الخارجية وموقعه الاقليمي وسط ضغط عربي غير مسبوق، خيّر بيروت بين إما ان تكون عربية وإما مع المحور الايراني.
وشكّل صدور بيان النقاط الخمس الذي تلاه رئيس الوزراء تمام سلام مؤشراً الى ان مداولات الساعات السبع أتاحت إنقاذ الحكومة من الانهيار، تحت وطأة الاختبار الصعب الذي دهمها على وقع استعادة المشهد السياسي استقطابه الحاد بين فريقيْ 8 و 14 آذار.
وأعلن سلام باسم مجلس الوزراء انه انطلاقاً «من نص الدستور القائم على ان لبنان عربي الهوية والانتماء وعضو مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية وملتزم مواثيقها، وانطلاقاً من العلاقات الاخوية التي تربطه بالاخوة العرب، ومن الحرص على المصلحة العليا للبنان بما يصون الوحدة الوطنية، فاننا نؤكد وقوفنا الدائم الى جانب اخواننا العرب وتمسكنا بالاجماع العربي في القضايا المشتركة الذي حرص عليه لبنان».
وجدّد «تمسكنا بما ورد في البيان الوزاري من ان علينا في هذه الأوقات العصيبة التي تمرّ بها المنطقة، ان نسعى لنقلّل من خسائرنا قدر المستطاع، فنلتزم سياسة النأي بالنفس تجاه الأزمات المجاورة، كي لا نعرّض بلدنا وسلمه الأهلي ولقمة عيش أبنائه للخطر».
واضاف ان «لبنان لن ينسى للمملكة رعاية مؤتمر الطائف الذي أنهى الحرب في لبنان، ومساهمتَها الكبيرة في عملية إعمار ما هدمته الحرب، ودعمَها الدائم في أوقات السلم لمؤسساته النقديّة والاقتصادية والعسكرية والأمنية. كما لن ينسى أنّ المملكة، وبقية دول الخليج العربي والدول الشقيقة والصديقة، احتضنت ولا تزال مئات الآلاف من اللبنانيين من كل الطوائف والمذاهب، الذين يساهمون بجهودهم في نهضة هذه المنطقة العزيزة من عالمنا العربي وينعمون بالأمان والاستقرار في ربوعها».
وتابع: «إنّ مجلس الوزراء يعتبر ان من الضروري تصويب العلاقة بين لبنان واشقائه وإزالة أي شوائب قد تكون ظهرت في الآونة الأخيرة، وقد تمنّى (مجلس الوزراء) على رئيسه إجراء الاتصالات اللازمة مع قادة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي تمهيداً للقيام بجولة خليجية على رأس وفد وزاري لبناني لهذه الغاية».
ورداً على سؤال حول عدم تضمن البيان إدانة للاعتداء على السفارة السعودية في طهران والقنصلية العامة في مشهد، أكد سلام «اننا سبق ان استنكرنا وندين ونستنكر بأشد العبارات ما تعرضت له السفارة السعودية بما يتعارض مع المواثيق الدولية لجهة حماية البعثات الديبلوماسية»، لافتاً الى ان «المملكة أمّ الجميع وكبيرة الجميع وكنا دائماً وسنبقى حريصين على التواصل معها، وهمّنا يبقى توطيد وتوثيق العلاقات مع إخواننا العرب ولا سيما المملكة العربية السعودية».
وكان سلام استهلّ جلسة مجلس الوزراء بكلمة أمل خلالها في أن يكون القرار السعودي «غيمة صيف عابرة»، مؤكداً التمسّك بالعلاقة العضوية مع «الأخوة العرب». وقال: «علينا الخروج بموقف واضح لاننا أمام خطر الخروج عن العروبة ويجب حسم الهوية العربية والتوصل إلى موقف يراعي وحدتنا الداخلية ولا يتنكّر لانتمائنا العربي والتزامنا مع الأسرة العربية خصوصاً السعودية».
وإذ لفت الى اننا «أمام مشكلة خطيرة ولسنا أمام نزوة»، أكد ضرورة التوصل الى موقف يصحح الشوائب بالعلاقة مع السعودية التي وصف القرار الذي اتخذته بأنه «قاسٍ ولكننا نعي أسبابه، والمملكة تتعرض لأشرس حملة من أكثر من جهة»، معتبراً ان الهتافات التي سبق ان صدرت في لبنان (خلال مهرجانات لـ «حزب الله») ضدّ المملكة وقيادتها «لا تخدم لبنان ولا علاقاته مع السعودية والعالم العربي».
وبعد كلمة سلام دار النقاش حول السياسة الخارجية اللبنانية وكيفية المواءمة بين مقتضيات الوحدة الوطنية وعدم الخروج عن الإجماع العربي، علماً ان عبارة «الإجماع العربي» تطلبت مداولات طويلة لإدراجها ضمن البيان بعدما اشترط «حزب الله» ربْط السير بهذا الإجماع بعدم وجود «فيتو» من أي مكوّن لبناني على القضية المطروحة، وهو ما جرت معالجته عبر تسوية أفضت الى صوغ العبارة متضمّنة «تمسّكنا بالاجماع العربي في القضايا المشتركة الذي حرص عليه لبنان».
وفي مؤتمر صحافي مسائي، ناشد رئيس الوزراء السابق سعد الحريري خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز عدم التخلي عن لبنان، مؤكداً أن مؤسسات الدولة في لبنان ليست محميات لحلفاء إيران، ومن يهاجم السعودية لا ينطق باسم لبنان.
وأطلق الحريري حملة توقيع على وثيقة الوفاء للدول العربية، مناشداً كل اللبنانيين في الداخل والخارج التوقيع على الوثيقة، فقام هو وعدد من الوزراء والشخصيات بالتوقيع على الوثيقة.
ففي جلسة ماراثونية استمرّت نحو سبع ساعات وشهدت «منازلات» سياسية ولغوية واتصالات مع قادة خارج مجلس الوزراء، حضرت الأزمة المستجدة مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي بكل تشعباتها المتصلة بسياسة لبنان الخارجية وموقعه الاقليمي وسط ضغط عربي غير مسبوق، خيّر بيروت بين إما ان تكون عربية وإما مع المحور الايراني.
وشكّل صدور بيان النقاط الخمس الذي تلاه رئيس الوزراء تمام سلام مؤشراً الى ان مداولات الساعات السبع أتاحت إنقاذ الحكومة من الانهيار، تحت وطأة الاختبار الصعب الذي دهمها على وقع استعادة المشهد السياسي استقطابه الحاد بين فريقيْ 8 و 14 آذار.
وأعلن سلام باسم مجلس الوزراء انه انطلاقاً «من نص الدستور القائم على ان لبنان عربي الهوية والانتماء وعضو مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية وملتزم مواثيقها، وانطلاقاً من العلاقات الاخوية التي تربطه بالاخوة العرب، ومن الحرص على المصلحة العليا للبنان بما يصون الوحدة الوطنية، فاننا نؤكد وقوفنا الدائم الى جانب اخواننا العرب وتمسكنا بالاجماع العربي في القضايا المشتركة الذي حرص عليه لبنان».
وجدّد «تمسكنا بما ورد في البيان الوزاري من ان علينا في هذه الأوقات العصيبة التي تمرّ بها المنطقة، ان نسعى لنقلّل من خسائرنا قدر المستطاع، فنلتزم سياسة النأي بالنفس تجاه الأزمات المجاورة، كي لا نعرّض بلدنا وسلمه الأهلي ولقمة عيش أبنائه للخطر».
واضاف ان «لبنان لن ينسى للمملكة رعاية مؤتمر الطائف الذي أنهى الحرب في لبنان، ومساهمتَها الكبيرة في عملية إعمار ما هدمته الحرب، ودعمَها الدائم في أوقات السلم لمؤسساته النقديّة والاقتصادية والعسكرية والأمنية. كما لن ينسى أنّ المملكة، وبقية دول الخليج العربي والدول الشقيقة والصديقة، احتضنت ولا تزال مئات الآلاف من اللبنانيين من كل الطوائف والمذاهب، الذين يساهمون بجهودهم في نهضة هذه المنطقة العزيزة من عالمنا العربي وينعمون بالأمان والاستقرار في ربوعها».
وتابع: «إنّ مجلس الوزراء يعتبر ان من الضروري تصويب العلاقة بين لبنان واشقائه وإزالة أي شوائب قد تكون ظهرت في الآونة الأخيرة، وقد تمنّى (مجلس الوزراء) على رئيسه إجراء الاتصالات اللازمة مع قادة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي تمهيداً للقيام بجولة خليجية على رأس وفد وزاري لبناني لهذه الغاية».
ورداً على سؤال حول عدم تضمن البيان إدانة للاعتداء على السفارة السعودية في طهران والقنصلية العامة في مشهد، أكد سلام «اننا سبق ان استنكرنا وندين ونستنكر بأشد العبارات ما تعرضت له السفارة السعودية بما يتعارض مع المواثيق الدولية لجهة حماية البعثات الديبلوماسية»، لافتاً الى ان «المملكة أمّ الجميع وكبيرة الجميع وكنا دائماً وسنبقى حريصين على التواصل معها، وهمّنا يبقى توطيد وتوثيق العلاقات مع إخواننا العرب ولا سيما المملكة العربية السعودية».
وكان سلام استهلّ جلسة مجلس الوزراء بكلمة أمل خلالها في أن يكون القرار السعودي «غيمة صيف عابرة»، مؤكداً التمسّك بالعلاقة العضوية مع «الأخوة العرب». وقال: «علينا الخروج بموقف واضح لاننا أمام خطر الخروج عن العروبة ويجب حسم الهوية العربية والتوصل إلى موقف يراعي وحدتنا الداخلية ولا يتنكّر لانتمائنا العربي والتزامنا مع الأسرة العربية خصوصاً السعودية».
وإذ لفت الى اننا «أمام مشكلة خطيرة ولسنا أمام نزوة»، أكد ضرورة التوصل الى موقف يصحح الشوائب بالعلاقة مع السعودية التي وصف القرار الذي اتخذته بأنه «قاسٍ ولكننا نعي أسبابه، والمملكة تتعرض لأشرس حملة من أكثر من جهة»، معتبراً ان الهتافات التي سبق ان صدرت في لبنان (خلال مهرجانات لـ «حزب الله») ضدّ المملكة وقيادتها «لا تخدم لبنان ولا علاقاته مع السعودية والعالم العربي».
وبعد كلمة سلام دار النقاش حول السياسة الخارجية اللبنانية وكيفية المواءمة بين مقتضيات الوحدة الوطنية وعدم الخروج عن الإجماع العربي، علماً ان عبارة «الإجماع العربي» تطلبت مداولات طويلة لإدراجها ضمن البيان بعدما اشترط «حزب الله» ربْط السير بهذا الإجماع بعدم وجود «فيتو» من أي مكوّن لبناني على القضية المطروحة، وهو ما جرت معالجته عبر تسوية أفضت الى صوغ العبارة متضمّنة «تمسّكنا بالاجماع العربي في القضايا المشتركة الذي حرص عليه لبنان».
وفي مؤتمر صحافي مسائي، ناشد رئيس الوزراء السابق سعد الحريري خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز عدم التخلي عن لبنان، مؤكداً أن مؤسسات الدولة في لبنان ليست محميات لحلفاء إيران، ومن يهاجم السعودية لا ينطق باسم لبنان.
وأطلق الحريري حملة توقيع على وثيقة الوفاء للدول العربية، مناشداً كل اللبنانيين في الداخل والخارج التوقيع على الوثيقة، فقام هو وعدد من الوزراء والشخصيات بالتوقيع على الوثيقة.