رسالتي

الحزم السعودي... والوهم الروسي

تصغير
تكبير
لا تزال المملكة العربية السعودية الشقيقة، تُتْحِفُنا وتبهج قلوبنا بمواقفها البطولية والشجاعة، خصوصا بعد تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز، زمام الحكم.

فالموقف الشجاع الذي اتخذه بإطلاق «عاصفة الحزم» في اليمن، كي ترجع الأمور إلى نصابها، ولتعود الحكومة الشرعية، ولتندحر إيران وأذنابها، ولتفشل خططهم ومكرهم في جعل اليمن اقليما أو محافظة تابعة للنظام الإيراني.


وها هي بشائر النصر في العديد من المناطق اليمنية تنبئ بقرب زوال الانقلابيين من قوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح والحوثيين.

ثم أتى القرار السعودي الشجاع والحكيم، بإنشاء التحالف الإسلامي العسكري، وبالأخص بين السعودية وتركيا ليقف في وجه الأطماع التوسعية للدولة الصفوية في منطقة الخليج والشرق الأوسط. وتكلل هذا التحالف بإرسال طائرات مقاتلة الى قاعدة «انجرليك» العسكرية التركية، وهو تمهيد لتدخل بري محتمل تشترك فيه السعودية وتركيا وبعض القوات المتحالفة في الاراضي السورية من أجل إنقاذ الشعب السوري من ويلات العذاب التي يعانيها منذ اكثر من 4 سنوات على يد النظام وحلفائه المجرمين.

تركيا والسعودية ودول الخليج، لن تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى التوسع الإيراني في العديد من دول المنطقة، ومع اقتراب قوات النظام السوري المدعومة بالطيران الروسي والميليشيا الطائفية من الحدود التركية، أصبح لزاما أن تتحرك دول التحالف الإسلامي لردع هذه القوات المفسدة حتى لا ينتقل إفسادها إلى ما وراء الأراضي السورية.

ولن يملك أحد أن يعترض على ذلك خصوصا سورية وروسيا، والأخيرة هي التي جعلت «داعش» المبرر لتواجدها على الأراضي السورية.

والكل يعلم أن الروس إنما جاءوا لقتال الحركات المعارضة للنظام السوري، بينما بقيت قوات«داعش» في مأمن إلا ما يتم فيه ذر الرماد في العيون، وهو ما يثبته الواقع الميداني.

نحن ننتظر من التحالف السعودي - التركي أن يدُكّ معاقل جيش النظام السوري وميليشيا «حزب الله» والميليشيا الإيرانية، وكل من يدعم نظام الأسد ويسعى لبقائه على الكرسي.

الروس تُحرّكهم المصالح لا المبادئ، ولذلك أصبح على قوى التحالف الإسلامي النظر في الطريقة التي يمكن فيها شراء الضمير الروسي - وإن كنت أجزم أنهم بلا ضمير - وهو أمر معتاد عند الروس، وارجعوا إلى مواقفهم أيام احتلال العراق للكويت، ووقوفهم المتصلب مع النظام العراقي، ثم كيف تغير الموقف بعد الصفقات المالية التي سال لها لعاب الدب الروسي، فتخلى عن أقوى حليف له في المنطقة في ذلك الوقت، وهو أمر يمكن أن يتكرر ولكن يحتاج من يدير الملف بجدارة.

تهديدات روسيا بنشوب حرب، إن قامت أي دولة أخرى بالتدخل العسكري على الأراضي السورية، ما هي إلا بالونة فارغة، وانتفاشُ هرّ في ثوب أسد. لقد أسقطت تركيا طائرة روسية تجاوزت الحدود التركية فأين الرد العسكري؟ ثم هل باستطاعة روسيا أن تواجه حلف الناتو؟ والذي أعلن أن أي اعتداء على أحد من حلفائه سيقابل بردّ رادع؟

نتمنى أن نرى تدخلا سريعا للقوات السعودية - التركية وحلفائهما على الأراضي السورية، فلقد طال أمد الظلم، ونسأل الله تعالى أن يكتب لهم النصر القريب.

وأرى انه واجب على دولة كمصر، ألا تتخلى عن دعم هذا التحالف، ولا أن تعترض على التدخل السعودي في سورية.

Twitter: @abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي